جسّد الصحفي الراحل أحمد حسن مكي التزامه ووعيه واحترامه للنظام في مقاله المنشور بتاريخ 21 نوفمبر 2021م في صحيفة مكة الإلكترونية بعنوان “وقفة مع المخالفات المرورية”، حيث أكد من خلال تجربته الشخصية أن الكاتب الموضوعي لا يكتفي بانتقاد المشكلات، بل يلتزم أولًا بالقوانين ويعطي القدوة في النزاهة والشفافية.
احترام النظام فوق الأعذار
روى مكي تفاصيل رحلته عصر الخميس 6 ربيع الآخر 1443هـ حين كان في طريقه إلى جدة عبر طريق الميناء السريع المزدحم، مشيرًا إلى تعطل مركبة وانسداد الحركة المرورية، بينما استغل بعض السائقين أكتاف الطريق الممنوعة لتجاوز الزحام.
يقول مكي إنه التزم في البداية بمساره، قبل أن يلجأ – مثل آخرين – إلى السير في الأكتاف، ليُفاجأ لاحقًا برسالة نصية عن تسجيل مخالفة مرورية بقيمة ألف ريال، تلتها مخالفة أخرى لعدم تجديد التأمين، ليصل المبلغ الإجمالي إلى (1100) ريال.
لكن اللافت في المقال أنه لم يتذمر، ولم يبحث عن أعذار، بل قام بسداد المخالفات إلكترونيًا فورًا، معتبرًا أن احترام النظام مبدأ لا حياد عنه، وهو ما عبّر عنه بعبارته الشعبية: “يا دار ما دخلك شر”.
نقد واعٍ ومساءلة بنّاءة
رغم التزامه بالسداد، لم يتخلَ مكي عن دوره كصحفي ناقد، إذ طرح تساؤلاته حول توقيت تسجيل المخالفات في ظروف الازدحام والتوقف التام للمركبات، مشيرًا إلى المفارقة بين تطبيق المخالفات وبين دعوات إدارة المرور للسائقين بفسح الطريق لسيارات الطوارئ حتى عند الإشارات الحمراء، وهو ما يضع السائق أحيانًا أمام خيار صعب بين الالتزام بالقانون أو نجدة الأرواح.
كاتب موضوعي ونزيه
يبرز هذا المقال جانبًا مهمًا من شخصية أحمد حسن مكي الصحفية، فقد كان يؤمن أن الناقد الحقيقي يبدأ بنفسه، وأن النزاهة تعني احترام النظام قبل المطالبة بإصلاحه. لذا مثّل مقاله درسًا في الموضوعية والوعي، حيث جمع بين التجربة الشخصية الصادقة والطرح المهني الذي يسعى لتطوير الأداء المروري وخدمة المصلحة العامة.
هذا المقال يأتي ضمن سلسلة (إرث أحمد حسن مكي) التي تستعرض أبرز مقالاته وإسهاماته في صحيفة مكة الإلكترونية.






