بلاد الأندلس قديمًا هي المنطقة التي تُعرف بشبه جزيرة إيبيريا، والتي تشمل أراضي إسبانيا والبرتغال الحالية. ومدن الأندلس التاريخية تشمل مدنًا رئيسية مثل قرطبة، إشبيلية، وغرناطة، بالإضافة إلى مدن أخرى مثل طليطلة، ومالقة، وقادس، وسرقسطة، وغيرها من المدن التي شهدت على الحضارة من خلال معالمها التاريخية الإسلامية.
وتُعتبر مدينة غرناطة، التي اشتهرت بقصر الحمراء كأحد أجمل المعالم الإسلامية في الأندلس، من أهم المدن؛ فقد كانت آخر إمارة للمسلمين في بلاد الأندلس قبل سقوطها سنة 897هـ، في عهد الحاكم “أبو عبد الله الصغير”، الذي أُسدل به الستار بعد قرابة ثمانية قرون من الحكم الإسلامي في الأندلس.
وغرناطة مدينة جميلة تحتفظ بطابعها الأندلسي، وتجذب إليها ملايين السياح سنويًا. ويعود أصل كلمة (أندلس) إلى قبائل الفاندال التي استوطنت إسبانيا والبرتغال، والتي فتحها المسلمون في عام 92هـ، في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، المؤسس الحقيقي لدولة بني أمية.
ومنها مدينة إشبيلية، التي كانت عاصمةً للدولة الموحدية، ومركزًا مزدهرًا في التجارة والعلم والفن والأدب. وتُعد إشبيلية ثاني أكبر مدينة في أوروبا في العصور الوسطى بعد القسطنطينية، وقد بُني فيها جامع كبير تحوّل بعدها إلى كاتدرائية، ولم يبقَ منه غير ما يُطلق عليه الآن برج “الخيرالدة”.
أما سرقسطة، فهي مدينة هادئة تقع في شمال شرق إسبانيا، وكانت مركزًا ثقافيًا وعلميًا، خاصة تحت حكم مملكة “بني هود”، والتي اشتهرت بازدهارها العلمي والثقافي، وتضم الكثير من الآثار الإسلامية مثل قصر الجعفرية.
مدينة حَيّان كانت إحدى المدن الاستراتيجية، والتي اشتهرت بالحصون الدفاعية والقلاع، وتُعرف إلى يومنا هذا بزراعة الزيتون، وتلقّب بـ “عاصمة زيت الزيتون في العالم”. ومن أشهر معالمها التاريخية قلعة ضخمة تطل على المدينة اسمها “قلعة سانتا كاتالينا”، بُنيت على أنقاض حصن إسلامي.
مدينة طليطلة، التي كانت عاصمة القوط سابقًا، أصبحت لاحقًا مركزًا مهمًا للعلم والترجمة، ولقّبت باسم “مدينة الديانات الثلاث”. واليوم تُعد مدينة تراث عالمي، مليئة بالمعالم الإسلامية والمسيحية، وبعد سقوطها استمرت فيها “مدرسة طليطلة للترجمة” التي قامت بنقل مختلف العلوم العربية إلى أوروبا.
وأختم بقرطبة، المدينة الهادئة، التي كانت عاصمة الخلافة الأموية في الأندلس، وتُعتبر من أهم المدن الأوروبية من حيث الحضارة والعلوم، ومليئة بالتراث الإسلامي، ومن أبرز معالمها الإسلامية “الجامع الكبير” والذي تحوّل لاحقًا إلى كاتدرائية. وفي القرن العاشر الميلادي، كانت قرطبة أكبر مدينة في أوروبا، وربما في العالم أجمع، بعدد سكان تجاوز نصف مليون نسمة.


