المقالات

أحمد رامي وأم كلثوم.. قصة عشق كتبتها الألحان

الكاتب والشاعر المصري المرهف “أحمد رامي”، الذي يُعرف أيضاً بشاعر الشباب، هو أحد أنبغ الشعراء وأكثرهم شهرة في تاريخ الفن العربي، ويُعد من أبرز من كتبوا لكوكب الشرق السيدة “أم كلثوم”، حيث ربطته بها علاقة فنية وثيقة قدّم خلالها أعمالاً غنائية خالدة. كتب “أحمد رامي” لها ما يقارب (110) من أجمل أغانيها، من أبرزها: هجرتك، حيرت قلبي معاك، جددت حبك ليه، عودت عيني، يا ليلة العيد، وأغنيتها الشهيرة يا مسهرني، التي كانت آخر تعاون بينهما. كما شارك أحمد رامي في كتابة الحوار لبعض الأفلام السينمائية التي لعبت فيها أم كلثوم دور البطولة، وشكّلت أعمالهما ثنائياً فنياً فريداً امتد نحو نصف قرن من الزمن.

هام “أحمد رامي” حباً عذرياً بسيدة الغناء العربي كوكب الشرق “أم كلثوم”، وكان يضع صورتها في منزله. وكانت زوجته السيدة “عطا الله” امرأة حكيمة وعاقلة، عاشت معه حتى وفاته رغم معرفتها بحبه الدفين لأم كلثوم. ولما سألوها عن ذلك، قالت بهدوء: “هو في أحد ما يحب أم كلثوم؟… أنا أحبها أيضاً.”

وقد أصدر الكاتب والصحفي اللبناني “سليم نُصَيب” عام 1996م روايته بالفرنسية تحت عنوان بالغ الاختصار “أم”، وهو الاسم المعروف لأم كلثوم في فرنسا، مثل “ثومة” في العالم العربي. وقد تُرجمت الرواية إلى الإنجليزية والإيطالية بعنوان أحببتك لأجل صوتك، فيما ترجمها إلى العربية الشاعر اللبناني الراحل “بسام حجار” بعنوان كان صرحاً من خيال، المأخوذ من قصيدة الأطلال التي كتب كلماتها الشاعر “إبراهيم ناجي”، وهي إحدى روائع أم كلثوم.

بعد رحيل السيدة أم كلثوم عام 1975م، أصيب رامي بحزن شديد واكتئاب عميق، وهجر الشعر، فقد كانت أم كلثوم جزءاً لا يتجزأ من حياته الفنية والشخصية. وقد كتب بعد وفاتها قصيدة رثاء مؤثرة عبّر فيها عن حبه الكبير لها، يقول فيها:

ما جال في خاطري أني سأرثيها… بعد الذي صُغتُ من أشجى أغانيها
قد كنت أسمعها فتُطربني… اليوم أسمعني أبكي وأبكيها
وما ظننت وأحلامي تسامرني… أني سأسهر في ذكرى لياليها

لم يتقاضَ الشاعر “أحمد رامي” أي أجر مقابل ما كتبه لها من أغاني أو حوارات سينمائية. وعندما سُئل عن السبب، أجاب قائلاً: “سيدة الغناء العربي أم كلثوم… أنا مجنون بحبها، والمجانين لا يتقاضون ثمن جنونهم. هل سمعتم أن قيساً أخذ من ليلى ثمن أشعاره التي تغنّى فيها بها؟”.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. صباح الجمال معالي الدكتور.
    مقال جميل جدا ويلمس النفوس البشريه. سلمت اناملك أيها المبدع.
    ولعل الحب العذري الذي لم يتوج بالزواج هو سبب إبداع احمد رامي وام كلثوم الثنائي الذي صنع هذا الفن العظيم.
    يقال ان ام كلثوم لم تحبه ابدا ومع ذالك كانت تعمل معه ليلا نهارا وهذا يفسر قوة وذكاء ام كلثوم التي لم تنساق الا إلى ماتحب هي فقط.
    ولعل موضوع انا المجانين لاياخذون ثمن جنونهم لخص المقال وإن الحب أعمى وليس له حدود.
    صباحك جميل أيها الجميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى