
مكة – يعد الدكتور عبدالله مرعي بن محفوظ واحدًا من أبرز الشخصيات السعودية التي صنعت حضورًا مؤثرًا في مجالات الاقتصاد والمجتمع والفكر. جمع بين ريادة الأعمال والعمل الدبلوماسي والإنساني، وبين الفكر القانوني والتنمية المجتمعية، ليصبح نموذجًا للشخصية السعودية التي آمنت بالعطاء واعتبرت أن “المؤمن كالغيث، أينما حلّ نفع”.
قائد اقتصادي وواجهة وطنية
شغل الدكتور عبدالله بن محفوظ منصب رئيس الجانب السعودي في مجلس الأعمال السعودي اليمني منذ عام 2004، وهو موقع استراتيجي أسهم من خلاله في تعزيز الشراكات التجارية والاستثمارية بين البلدين، وترؤس الاجتماعات المشتركة وتنسيق المصالح الاقتصادية. كما يتولى رئاسة مركز الأمير سلطان الحضاري، إضافة إلى رئاسته لمجموعة من الشركات الاستثمارية والتجارية البارزة، من بينها: شركة عبدالله مرعي بن محفوظ وشركاه المحدودة، شركة جدة للمعارض الدولية، وشركة المعارض الوطنية.
إلى جانب ذلك، أسهم بن محفوظ في إدارة وتطوير العديد من الكيانات الاقتصادية، كونه عضوًا في مجالس إدارات شركات وطنية كبرى مثل جوتن السعودية للدهانات وشركة أوجالكو لصناعة الألمنيوم وشركة فرص للتعدين، فضلًا عن تمثيله المملكة في غرفة التجارة العربية البريطانية عبر اتحاد الغرف السعودية.

حضور دبلوماسي وفكري
إلى جانب مسيرته الاقتصادية، برز بن محفوظ في المجال الدبلوماسي عبر عمله قنصلًا فخريًا لمملكة النرويج في السعودية منذ عام 2021، كما تولى سابقًا منصب القنصل الفخري لجمهورية قيرغيزيا. هذا الحضور منح شخصيته بعدًا دوليًا يترجم صورة المملكة كدولة مؤثرة في محيطها الإقليمي والدولي.
أما على المستوى الفكري، فقد أثرى المكتبة العربية بعدد من المؤلفات والأبحاث التي تناولت قضايا القانون والاقتصاد والمجتمع، مثل: حقوق وقضايا المرأة في عالمنا المعاصر، صيغ العقود الشرعية والنظامية، ورؤية معاصرة في الفكر الإسلامي.
إيمان بالعقل الباطن وقوة الذات
يؤمن الدكتور عبدالله بن محفوظ بأن سر النجاح يبدأ من الداخل، حيث يقول:
“إذا أردت أن تكون دائمًا في المقدمة وتحقق ذاتك وأهدافك، فعليك أن تعرف كيف تخاطب عقلك الباطن، فتسلّح بالعلم والمعرفة، وقبلها بالعقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص، وكرر ما تحب أن تكون عليه كل يوم”.
هذا الإيمان العميق بالعقل الباطن كقوة محركة للأهداف جعله ينظر إلى الإنسان باعتباره قادرًا على تجاوز الصعاب وصناعة المعجزات عبر العزيمة والإرادة.

جذور مكية وحوار أصيل
نشأته في أحياء مكة مثل العتيبية والششة والعزيزية غرست فيه عشق الحوار المجتمعي، وهو ما انعكس لاحقًا في مسيرته المهنية كمحامٍ وقانوني قاد النقاشات بروح الحارة المكية التي اعتادت على النقاشات الساخنة والصريحة. ومن هذا الإرث المحلي، انطلق ليصبح صوتًا وطنيًا حاضرًا في المجالس المحلية والوطنية، مثل عضويته في المجلس المحلي بمحافظة جدة ولجنة إصلاح ذات البين بإمارة منطقة مكة المكرمة.
عطاء اجتماعي لا ينضب
لم يقتصر عطاؤه على الاقتصاد والفكر، بل شمل الجانب الإنساني أيضًا؛ فقد كان نائبًا لرئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم “تراحم”، وأسهم في مبادرات اجتماعية وإنسانية عديدة، مؤكدًا إيمانه بأن خدمة المجتمع هي جزء لا يتجزأ من أي نجاح.






