قرارٌ هامٌّ للغاية وحاسمٌ بشكل قاطع ومفصليٌّ إنه الأمر السامي الكريم رقم 5076 في 3- 4- 1423 الذي ألغى خطأ إداريًّا فادحًا وحَسَم قضيةً وطنيةً حيويةً لكنه الآن يجري تعطيل تنفيذه بسبب البيروقراطية وربما بسبب أيدٍ خفية أخْفَتْ القرار وعطَّلت تنفيذه ففي وقت تعلن فيه المملكة عن التصميم العظيم لتخضير الصحراء؛ كجزء من البرامج التنموية العظيمة لرؤية 20- 30 تجري حربٌ شعواء على أنجح الأشجار في هذه البيئة الصحراوية القاحلة (شجرة الغاف= البرسوبس) إنها حرب غير عقلانية ومجافية للمنطق ومضادة لحقائق العلم وتتنافى مع ما أكدته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وما أكدته وزارة الزراعة وما أكدته جامعة الملك سعود ووُصِف بأنه فضيحة حضارية والأهم من كل ذلك فإن هذه الحرب تتعارض مع النص الصريح للأمر السامي الكريم (عاجل وهام) رقم 5076 في 3-4 / 1423 تأكيدًا للأمر السامي البرقي رقم 1593 في 14-4/ 14 ونصه:
((لقد أثبتت الدراسات التي أُجْرِيَت مؤخرًا بأن فكرة إتلاف أشجار البرسوبس هي فكرة خاطئة))
ونص الأمر السامي الكريم نفسه على (( أن قرار إتلاف أشجار البرسوبس ليس له ما يبرره من سند علمي ومعلومات موثقة من علماء الصحة والبيئة والتشجير))
ويضيف الأمر السامي الكريم: ((هذه الشجرة ليست الشجرة الوحيدة المسببة للحساسية حيث أن معظم النباتات المزهرة تُنتج حبوب اللقاح ووقت تطايُرِها تسبب الحساسية لفئة من الناس لديهم الاستعداد الوراثي))
ويضيف الأمر السامي الكريم ما نصه: ((ثبت أن هذه الشجرة متعددة الفوائد وتساهم في حل مشاكل نقص الغذاء والعلف والوقود في المناطق الجافة بالإضافة إلى قيمتها البيئية والجمالية))
ويؤكد المقام السامي ما نصه:
((لا نعلم أن هناك توجهات مستقبلية في أي دولة في العالم لإزالتها أو الحد من زراعة هذه الأشجار بل العكس هناك المزيد من الاهتمام بزراعتها وإدارة غاباتها إدارة مستديمة))
وأكد الأمر السامي الكريم ما نصه:
((هذه الشجرة تُعتبَر من أنجح الأشجار التي تزين المدن الخليجية لتَحَمُّلها الجفاف والتغيرات في درجة الحرارة ومقاومتها لمعدلات الملوحة العالية في التربة))
وينتهي الأمر السامي الكريم بما نصه : ((إلغاء القرار الصادر بإتلاف أشجار البرسوبس وعدم إزالتها قطعيا فلا يجوز التعرض لهذه الشجرة بأي صورة من صور الإتلاف))
وقد تبرأت الوزارة من قرارها فأبرقت للمقام السامي برقم 22841 في 24- 4- 1422 بما نصه:
(( أود إحاطة سموكم بأن هذه الوزارة وأجهزتها التنفيذية التابعة لها لا تقوم بإتلاف هذه الأشجار)) فالوزارة نفسها تبرأت من قرارها كما أنها أكدت على الأمانات والبلديات برقم 30884 في 10- 6- 1423 بما نصه:
((عدم إزالة نبات البرسوبس قطعيا فلايجوز التعرض لهذه الشجرة بأي صورة من صور الاتلاف))
هكذا المسألة محسومة حسمًا لا مزيد عليه وبصورة قطعية بل كان أمر الإيقاف السامي برقيا لتدارك الضرر ثم جاء التأكيد (عاجل وهام) بينما أن الذي يجري حاليا مضاد لذلك تمام التضاد فالوضع يستوجب الاستقصاء السريع والشديد والدقيق لمعرفة مَصْدَر الخلل والعمل على تصحيح الاتجاه والالتزام بالمسار الذي حدده المقام السامي بوضوح قطعي لا مجال فيه للتأويل …..!!!!؟؟؟؟
0





