المقالات

ابن الهيثم… بطليموس الثاني!!

بقلم: أ.د. بكري عساس

أبو علي الحسن بن الهيثم البصري، عالم موسوعي مسلم من العصر الذهبي للإسلام، يُعد المؤسس الحقيقي لعلم البصريات وأحد رواد الفيزياء الحديثة. لُقّب بـ “أبي البصريات” و “بطليموس الثاني”. وُلد في البصرة عام 965م، وانتقل بعدها إلى القاهرة حيث قضى معظم حياته، حتى وفاته عام 1040م عن عمر ناهز 74 عامًا.

تكريمًا له، أُطلق اسمه على إحدى الفجوات البركانية على سطح القمر، وفي عام 1999م أُطلق اسمه أيضًا على أحد الكويكبات المكتشفة حديثًا، كما خُلد اسمه على كرسي لطب العيون في جامعة آغا خان.

بعد وصوله إلى مصر، كلفه الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله بمهمة تنظيم فيضان نهر النيل، لكنه سرعان ما أدرك أن خطته الهندسية مستحيلة التنفيذ بالإمكانات التقنية المتاحة آنذاك، مما أثار غضب الخليفة فأمر بسجنه.

ألّف ابن الهيثم العديد من الأعمال العلمية الرائدة مستخدمًا المنهج العلمي في البحث، وله مؤلفات ومكتشفات كثيرة أكدها العلم الحديث. من أبرزها كتابه “المناظر” في علم البصريات، الذي احتوى على نظريات مبتكرة في علم الضوء.

وتطرق ابن الهيثم إلى شتى العلوم: الفلسفة، والرياضيات، والفلك، والطب (وإن لم يمارسه). وقد يتعجب المرء كيف اتسعت حياته لتأليف هذا الكم من الكتب المتنوعة في مجالات مختلفة، بما تميزت به من دقة وغزارة علم وابتكار.

صحح ابن الهيثم بعض المفاهيم السائدة آنذاك، التي كانت قائمة على نظريات أرسطو وبطليموس وإقليدس. فأثبت أن الضوء يأتي من الأجسام إلى العين، لا العكس كما كان شائعًا. وفي كتابه “الشكوك على بطليموس”، انتقد فيه بعض نظريات بطليموس.

وأختم بما قاله ابن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء:
“إن ابن الهيثم كان متفننًا في العلوم، ذكاؤه خارق لا يدانيه فيه أحد من أهل زمانه.”

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى