تقوم الأوطان بتضحيات رجال اختارهم الله لأداء أدوارهم بما جبلهم الله عليه من كريم الأخلاق والطباع التي يُجْبَلُ عليها كرام الأمم ومن اختصهم الله بخاتم الرسالات، فكيف إن كان الوطن المُراد توحيده من الشتات منوطًا به خير وأحبّ البقاع إليه، وأشرف مواضع السجود له وطن الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية حيث أكرم الأمم من حملوا نور الإسلام إلى بقاع الأرض فأناروا بعدله الأكوان وأسعدوا الإنسانية.
إنَّ التضحيات التي سطَّرها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ورجاله الأوفياء لدينهم ولبطلهم الهمام جعلهم نبعًا لتدفق الشيم والقيم التي جُبِلَ عليها العرب طيلة تاريخهم لتصبح سِمَةً ظاهرة للمواطن السُّعودي الذي عاش التضحيات طيلة تاريخه في مرحلة التوحيد ثم البناء المتواصل منذ عهد المؤسس العظيم -رحمه الله وغفر له- وعهود أبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله ثم تجدُد البناء
وضمان استمرارية قوته وعنفوان أداء رسالته في عهد سلمان الحزم والعزم مَن استلهم سيرة والده في حزمه وعزيمته ضمن نظرته التاريخية العميقة للتاريخ العربي والإسلامي والعالمي عامةً، وتاريخ المملكة خاصةً ليُعيد بلورة انطلاقة المملكة في مسيرة بنائها يتوّج ذلك برؤية مباركة 2030م أبدعها ولي العهد القوي الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله ومتّعنا بوجودهما- أذهلت برؤاها مبدعي العالم تضمن بإنجازاتها المسيرة من عوائق الاقتصاد وتبوؤها هامة الذكاء سياسةً وعلمًا.
واليوم، ونحن نتأمل مسيرة الخير المباركة في عامها الخامس والتسعين ندرك ما عاشه الآباء والأجداد وما نعيشه وينتظره الأبناء بمستقبلٍ تُبهر أنواره الأنظار أننا نعيش في ظل دولةٍ هي خيرةُ الله للحرمين الشريفين وأحفاد صحابة أكرم الأنبياء والمرسلين.