المقالات

الدكتوراه الفخرية… تعكس مكانة المكرَّم محليًا ودوليًا!!

تُعرَّف الدكتوراه الفخرية بأنها شهادة تكريمية تُقدَّم من جامعة أو مؤسسة تعليمية تملك تاريخًا ممتدًا وتراثًا علميًا وفكرًا متميزًا، لشخصية مرموقة تقديرًا لما قدَّمته من إنجازات بارزة في مجالات مختلفة، وتُمنح من دون أي دراسات أكاديمية أو بحثية أو أطروحة علمية.

وتأتي شهادة الدكتوراه كأكثر الدرجات الفخرية شيوعًا، على الرغم من وجود درجات الماجستير الفخرية أيضًا، وكلا الدرجتين تُمنحان للشخصيات، ولا يُشترط على المرشح للشهادة الفخرية أن يكون قد التحق بالجامعة المانحة أو أن يكون له أي ارتباط بها.

ونشأ تقليد منح الدكتوراه الفخرية في العصور الوسطى، حين كانت الجامعات الأوروبية تُكرِّم “من أجل الشرف” الشخصيات المؤثرة لخدماتها الجليلة، ثم تطور ليصبح رمزًا أكاديميًا واجتماعيًا يعكس مكانة المكرَّم محليًا ودوليًا، ويعبِّر عن اعتراف المجتمعات بإنجازاته العظيمة.

وقد مُنحت أول درجة علمية من هذا النوع من جامعة أكسفورد البريطانية عام 1478م إلى السير “ليونيل وودفيل”، أحد الأساقفة النبلاء وصهر ملك إنجلترا “إدوارد الرابع”. وفي أمريكا، تم منح أول شهادة دكتوراه فخرية في مجال علم اللاهوت من جامعة هارفارد لأحد رؤسائها السابقين عام 1692م.

وشهد العالم العربي هذا التقليد في بداية القرن العشرين، خاصة في جامعات مرموقة مثل جامعة القاهرة، وجامعة دمشق، وجامعة أم القرى بمكة المكرمة، حيث مُنحت لشخصيات سياسية وعلمية وأدبية وثقافية مؤثرة، وتحمل هذه الدرجة قيمة معنوية عالية باعتبارها اعترافًا رسميًا بمكانة الشخصية المكرَّمة وإسهاماتها البارزة في تقدم البشرية.

ومن أهم الشخصيات التي حصلت على الدكتوراه الفخرية أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية “بنجامين فرانكلين”، في القانون من جامعة سانت أندروز الاسكتلندية عام 1759م، كما حصل عليها من جامعة أكسفورد عام 1762م. كما حصلت نجمة هوليوود المعروفة “ميريل ستريب”، التي تُعد من أعظم الممثلات الأمريكيات وأكثرهن ثقافة ومؤهلات، على الدكتوراه الفخرية في الآداب من كلية دارتموث عام 1981م.

أما رئيس جمهورية جنوب أفريقيا الأسبق “نيلسون مانديلا”، فقد حصل على الدكتوراه الفخرية من أكثر من جامعة في مجال محاربة العنصرية، بما في ذلك جامعة القاهرة عام 1990م، وجامعة بكين عام 1992م، وجامعة جنوب أفريقيا عام 1995م. كذلك مُنح الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة أم القرى بمكة المكرمة في مجال خدمة الإسلام، وكان ذلك بتاريخ 23/3/1431هـ.

ويُعد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- واحدًا من أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم حصولًا على هذه الدرجة، إذ حصل -يحفظه الله- على (13) شهادة دكتوراه فخرية من جامعات عدة محلية ودولية، تقديرًا لجهوده العظيمة -يحفظه الله- في مختلف المجالات الإنسانية والثقافية والسياسية، منها شهادة الدكتوراه من جامعة أم القرى، وجامعة الملك سعود، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الإمام بالرياض، وجامعة القاهرة، وجامعة سراييفو البوسنية، وجامعة ملايا الماليزية، وجامعة بكين الصينية، والجامعة الإسلامية بالهند، وجامعة واسيدا اليابانية، وجامعة موسكو.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى