تتمثل أهمية الأساتذة والعلماء الذين يدرّسون في الجامعات في أنهم قادة الفكر ومنار العلم، فهم الذين يوسّعون معرفة البشرية بالكون، ويسهمون في الاكتشافات والابتكارات، ونشر المعرفة التي تحسّن حياة الناس، وفي تقدم البشرية خطوات إلى الأمام.
وهناك وجه آخر لهؤلاء الأساتذة العلماء في العمل الجامعي، ذلك حين يتحول الأستاذ إلى رمز معرفي في مجاله، فيغرس حينها في تلميذه معاني التحدي والتفوق والتميز، وكم من جامعةٍ قصدها الطلاب من مختلف دول العالم لأنها تضم العالم الفلاني!
فعلى سبيل المثال، كان عالم الفيزياء الأكثر تأثيرًا في القرن العشرين ألبرت آينشتاين يُدرّس في عدة جامعات ومؤسسات أكاديمية، شملت جامعة بيرن السويسرية، وجامعة زيورخ، وجامعة تشارلز في زيورخ، بالإضافة إلى جامعة برنستون، كما عمل أستاذًا في الهندسة الهيدروليكية بجامعة كاليفورنيا بيركلي في منتصف القرن الميلادي الماضي.
وقد اشتهرت كل هذه المؤسسات التعليمية بوجود هذا العالم الكبير، وكان الطلاب يتدفقون على الجامعة من جميع أنحاء العالم ليحظوا بشرف دراسة الفيزياء النظرية على يديه.
أما البروفيسور ديفيد لندلي الملقب بأبي الإحصاء اللامعلمي، فقد كان أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة ويلز البريطانية بمدينة أبريست ويست، وجعل هذا العالم من جامعته موردًا عذبًا للراغبين في الدراسات العليا في الإحصاء غير المعلمي، بسبب السمعة الكبيرة التي اكتسبها هذا الأستاذ الموسوعي.
وفي دراستي العليا بجامعة ويلز، شرّفت بأن أكون تحت إشراف البروفسورة سيلفيا لوتكنز، إحدى طالبات هذا العالم الكبير في بدايات القرن الميلادي الماضي.
وفي الكلية الجامعية بلندن، اشتهر قسم طب الفم على مستوى العالم بسبب وجود البروفيسور كريسبين سكالي كأحد أعضاء هيئة التدريس بالقسم حتى وفاته عام 2017م.
كان هذا العالم الموسوعي متمكنًا من تخصصه إلى درجة أن بعض أوراقه العلمية كانت تُنشر دون استشهاد، وبسبب مكانته أصبحت جامعته مقصدًا للراغبين في دراسة طب الفم من مختلف أنحاء العالم.
وفي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، الذي تأسس عام 1861م، كانت وفود طلاب الفلسفة واللسانيات والتقنية في الستينات تتجه إليه لوجود البروفيسور نعوم تشومسكي، الأستاذ في علم اللغويات، الذي عُدّ واحدًا من أبرز مثقفي العالم في استطلاع للرأي عام 2005م.
أما جامعة هارفارد التي تأسست عام 1636م، فقد درس فيها عدد من أبرز العلماء، منهم عالم الاقتصاد الهندي الحاصل على جائزة نوبل أمارتيا سن، وعالم الكيمياء ألبرت أغري، إلى جانب عدد من رؤساء الولايات المتحدة، منهم جون كينيدي وباراك أوباما.
وأختم بـ جامعة أكسفورد البريطانية العريقة التي تأسست عام 1096م، ومن أبرز العلماء الذين درّسوا فيها: عالم الفيزياء النظرية ستيفن هوكينغ، وعالم التقنية مكتشف شبكة الويب العالمية تيم بيرنرز لي، والفيزيائي الحاصل على نوبل إروين شرودنغر، إلى جانب غيرهم من العلماء البارزين.
هذه أسماء لأساتذة كبار درّسوا في جامعاتٍ تحتل مراتب متقدمة في تصنيف الجامعات على مستوى العالم، وتخرّج فيها العديد من العلماء الذين أسهموا في خدمة الإنسانية وتقدم المعرفة.


