تشهد مؤسساتنا التعليمية اليوم تحوّلًا نوعيًا في فلسفة التعليم وأدوار المعلم والطالب معًا؛ إذ أصبح الطالب أكثر ثقةً وتفاعلًا داخل القاعة الدراسية، وأقدر على الحوار والإبداع، بفضل الدعم المتنامي الذي توليه القيادة الرشيدة ووزارة التعليم لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير العملية التعليمية.
ومن هنا تبرز الحاجة إلى الاستثمار في تأهيل المعلّم وتمكينه من أدوات المستقبل، لضمان تعليمٍ وطنيٍّ متجددٍ يواكب التحول الرقمي ويعزّز مكانة العقل السعودي في عالمٍ تقوده المعرفة.
من واقع تجربتي الشخصية كأستاذة جامعية في جامعةٍ سعوديةٍ تسعى إلى تميّز معلميها وقياداتها، وتهدف إلى تخريج طلابٍ متميزين ومبتكرين، ألاحظ أن الطلاب في مشاريع التخرج يزداد لديهم الشعور بالثقة والاعتماد على النفس، كما أن التفاعل الصفي والنقاش البنّاء يتناميان وفق مساحة الحوار التي يتيحها المعلم.
الحقيقة أن الطالب السعودي أصبح اليوم أكثر ثقةً وتفاعلاً وفهمًا، نتيجة لبيئة تعليميةٍ حديثة تُشجّع المبادرة وتحفز الإبداع.
إننا نشجع بقوة، مع القيادة العليا ووليّ عهدنا الأمين – حفظه الله – ووزارة التعليم، تبنّيًا مسؤولًا وموجّهًا للذكاء الاصطناعي عبر المراحل التعليمية المختلفة ولجميع التخصصات، مع الإقرار بوجود بعض التحديات، من أبرزها نقص الكوادر المتخصّصة وضعف الإمكانيات التقنية في بعض المدارس والجامعات.
كما تختلف سهولة التعلّم باختلاف القدرات؛ فهناك من يتعلم بسهولةٍ ويتمكّن من التعليم الذاتي، وهناك من يواجه صعوبةً في التركيز أو استخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة، ما يؤخّر إدراكه لتطورات الذكاء الاصطناعي.
ومن هنا تبرز الحاجة إلى مسارات تطوير مهني مستمرة للمعلمين عبر جميع المراحل التعليمية، من خلال دوراتٍ تدريبيةٍ معتمدة (مجانية ومدفوعة)، تُحدّد وفق الاحتياج ومؤشرات الأداء، وبحسب أهداف كل مؤسسة وما تُقرّه وزارة التعليم.






