من بين الشخصيات التي ساهمت على مرِّ التاريخ البشري بعلمها وذكائها وعبقريتها واكتشافاتها في دفع البشرية خطواتٍ إلى الأمام؛ جاء العلماء المسلمون في المقدّمة، فهم الذين أسّسوا لكل هذه الحضارة بمختلف مجالاتها في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تعيش عصور الظلام.
ثم بعد عصر النهضة في أوروبا، تولّى علماء آخرون من الغرب البناء على ما توصّل إليه العلماء المسلمون في عصر الحضارة الإسلامية.
وفيما يلي أبرز علماء عصر النهضة في أوروبا الذين أكملوا المسيرة:
1. المخترع الإيطالي في عصر النهضة “ليوناردو دافنشي”، عبقري سبق عصره بإنجازاته واختراعاته في الهندسة، والفلك، والتشريح، والخيال العلمي، وفن الرسم. كان فهمه للطبيعة حدسيًا ومترابطًا بطريقة مذهلة، وأُطلق عليه لقب “أب الهندسة المعمارية”، ويعدّه الكثيرون أعظم رسام في التاريخ.
2. الألماني “كارل غاوس”، عالم رياضيات يُعد من أهم علماء القرن الثامن عشر، وعبقريّ التحليل الصافي والمنطق الرياضي. له إسهامات علمية في مجالات متعددة، منها الهندسة، والكهرباء الساكنة، والجيوفيزياء، والفلك، والبصريات، والإحصاء، والجبر. يُعدّ من آخر من أحاطوا بالمعرفة الشاملة لعلوم الرياضيات؛ إذ كان يفهم الأنماط الرياضية والفيزيائية كما لو كانت لغة خفية للطبيعة.
يوصف بأنه “أعظم عالم رياضيات في العصور الحديثة”، وكان محبًّا للكمال إلى درجة أنه لم ينشر كثيرًا من أعماله، إذ اكتُشفت بعد وفاته عام 1855م.
3. العالم البريطاني السير “إسحاق نيوتن”، امتلك عقلًا ميكانيكيًا مطلقًا، ويُعدّ أحد رموز الثورة العلمية عبر العصور. وضع أسس الفيزياء الكلاسيكية، وقدّم إسهامات مهمة في مجال البصريات، وكان أحد المشاركين في تأسيس علمَي التفاضل والتكامل. يُعدّ كتابه الشهير «الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية»، الذي نُشر عام 1687م، أهم عمل فردي في تاريخ العلوم الطبيعية.
4. المخترع والمهندس الميكانيكي الصربي “نيكولا تسلا”، صاحب خيال هندسي خارق، كان يرى الأفكار في ذهنه بشكل ثلاثي الأبعاد، ويمتلك مزيجًا من العبقرية الرياضية والابتكار البصري الذهني.
5. عالم الفيزياء الألماني “ألبرت أينشتاين”، واضع نظرية النسبية، تجاوز تفكيره وعقله الحدود الرياضية إلى الفلسفة الكونية، ويُعدّ من أكثر العقول التي غيّرت تصوّر البشرية للواقع.
6. العالم البريطاني “تشارلز داروين”، مؤسّس نظرية التطوّر، وعالم تاريخ طبيعي وأحيائي وجيولوجي. تميّز بعبقرية الملاحظة والربط البطيء العميق، إذ استغرق سنوات ليربط تفاصيل بيولوجية متناثرة في نظرية غيّرت فهم الإنسان للحياة نفسها.
7. الألماني “غوتفريد لايبنتس”، فيلسوف وعالم رياضيات، أسّس علم التفاضل والتكامل بشكل مستقل عن نيوتن، كما قدّم إسهامات كبيرة في الفيزياء التجريبية، والتقنية، والاحتمال، والطب، وعلم الأرض.
يُعتبر من آخر العلماء الموسوعيين الذين جمعوا بين مختلف العلوم وتفوّقوا فيها جميعًا، ويُعدّ أكثر العقول تكاملًا على الإطلاق، إذ جمع بين الفلسفة والرياضيات والمنطق والميتافيزيقا بعقل قادر على فهم الوجود كمنظومة حسابية وفكرية متكاملة.
كان ينظر إلى الكون على أنه “نظام عقلاني في فوضى ظاهرية”، وهو ما لم يدركه أحد بعمق مماثل حتى يومنا هذا.
0


