كثيرٌ من الناس يعانون عند الرغبة في البحث عن شريكة حياتهم، أو عند التفكير في الزواج بزوجةٍ ثانية، إذ يصعب إيجاد الشريكة المناسبة بسهولة.
ومع تقدّم العلم والتقنيات الحديثة من مواقع إلكترونية وتطبيقات رقمية أثبتت نجاحها في خدمة المجتمع، ومع تفوّق المملكة في مجالات التقنية وتحقيقها نجاحات كبرى — كان من أبرزها حصولها على المركز الأول في جائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات — أصبحت السعودية رائدةً في المنطقة ومثالًا يُحتذى به على مستوى العالم.
وتأتي هذه الإنجازات العظيمة في مجال التقنية نتيجةً لدعم القيادة الرشيدة – أيدها الله – وتمكينها، ولرؤية المملكة الطموحة 2030 التي تسعى إلى تعزيز مكانة المملكة رقميًا.
ومع ارتفاع نسبة العنوسة وتأخر الزواج بين الجنسين، وابتعاد الناس عن الزواج من الأقارب بسبب الأمراض الوراثية والمشكلات العائلية التي قد تنتج عنه، أصبح الزواج من خارج دائرة الأقارب رغبةً عامةً للابتعاد عن تلك التبعات.
في الماضي، كانت الأم تحضر الأعراس، فإذا رأت فتاةً جميلة الأخلاق والشكل خطبتها لابنها أو لأحد أقاربها، أما اليوم فقد تغيّر الحال، إذ قلّت المناسبات الاجتماعية التي تُتيح التعارف، وأصبح الاعتماد على الخطّابة هو الوسيلة الشائعة. لكن كثيرًا من المقبلين على الزواج — رجالًا ونساءً — يقعون في فخّ النصب والاحتيال من ضعاف النفوس الذين يستغلّون حاجة الناس، فيأخذون الأموال ثم يختفون، بينما توجد بعض الخطّابات الصادقات اللواتي يؤدين عملهن بأمانة ويأخذن أتعابهن بعد عقد الزواج.
وفي ظل هذه العقبات، ظهرت عصابات منظمة للنصب والاحتيال وغسيل الأموال باسم «الخطابات»، وكثير منهم يعيشون خارج البلاد، ولا يُعرف أين تذهب هذه الأموال الطائلة في نهاية الأمر.
كل ذلك يجعل المواطن والمواطنة يبحثان عن بديل رسمي وآمن للخطّابة التقليدية، عبر توظيف التقنية الحديثة لإيجاد الزوج أو الزوجة المناسبة بكل أمان وخصوصية.
ومن هنا، أُقدّم مبادرة إنشاء منصة حكومية باسم (المنصة الوطنية للزواج)، تعمل وفق أطر دينية واجتماعية صحيحة، تراعي الخصوصية والاحترام المتبادل، وتمتاز بسهولة التسجيل والبحث عن الشريك المناسب بمساعدة مختصين شرعيين واجتماعيين، للوصول إلى زواجٍ مستقر يحقّق المودة والرحمة والعفاف والطهارة.
تُقدّم المنصة خدمات فعّالة تضمن سلامة الإجراءات، وتحمي المستخدمين من المحتالين، من خلال قناة آمنة وموثوقة، تُسهّل طريق الزواج الشرعي داخل المملكة وتُسهم في استقرار المجتمع.
كما توفّر المنصة أدوات بحثٍ متقدمة باستخدام فلاتر دقيقة تُحدّد المعايير المطلوبة مثل العمر، والجنسية، ورقم العضوية، بحيث يمكن عرض النتائج بسهولة.
وتُقدّم المنصة كذلك خدمات الاستشارات الشرعية والأسرية من قِبل مختصين لمساعدة المقبلين على الزواج في بناء أسرة مستقرة، إضافةً إلى خدمة التوفيق والبحث المخصّص وفق المعايير الشخصية لكل مستخدم.
ويكون التسجيل وإنشاء الملف الشخصي والبحث الأساسي والمتقدم والعضوية في المنصة مجانيًا تمامًا.
كما تتضمّن المنصة أسئلة قياسية لقياس درجة التوافق بين الطرفين، مع إلزام كل مستخدمٍ بالتعهد بصحة بياناته، والتذكير بوجوب تقوى الله والصدق والأمانة، لقوله تعالى:
(وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا)
وتُؤكّد المنصة أن هدفها اجتماعي وأسري لا للهو أو التسلية، وأن من يسيء استخدامها أو يعبث بمشاعر الآخرين يُعرّض نفسه للمساءلة القانونية.






