ابن مكة البار…
د. بكري عساس…
تحيّة تليق بمقامكم، وودّ يسبق الكلمات.
اطّلعتُ على مقالكم الجميل في مضمونه، الراقي في لغته: «عوائل مكة عبر العصور» المنشور في صحيفة مكة الإلكترونية يوم 6/12/2025، والذي جاء امتدادًا لنهجكم في تتبّع تاريخ البلد الحرام ورجالاته وعوائله. وأجمل ما في الأُسَر المكية عبر العصور أنه بُني على قراءة واعية وتحليل عميق لكتاب الشيخ عبدالله بن محمد الغازي المكي، مستضيئًا بما أورده ذلك العلّامة من روايات دقيقة وتوثيق رفيع، لأخبار عوائل مكة عبر العصور من مصدرين أساسيين لمؤلفين مكيَّيْن معاصرين له… إلخ.
إهداء ولا أجمل، فالكتاب من أنفس ما يُهدى لعشّاق المعرفة. وساعة إهداء كتاب «سكان مكة بعد انتشار الإسلام» من يد الأستاذ الدكتور علي بن يوسف، كنتُ حاضرًا، ولفت نظري غبطتكم وسعادتكم بالإهداء، لأنه جزء من اهتمام أصيل بتاريخ مكة والمكيّين، وتتبّعكم الدائم لمصادره ومؤلفاته، القديمة منها والحديثة. ولهذا ظهرت فرحتكم الغامرة بالكتاب وشكركم للدكتور علي.
الشيخ الغازي –رحمه الله– صاحب فضل كبير على تدوين تاريخ مكة؛ فقد وُلِد فيها سنة 1291هـ وتوفّي فيها سنة 1365هـ، وخلّف لنا إرثًا معرفيًا من أثمنه كتابه الجليل «إفادة الأنام بذكر أخبار بلد الله الحرام» –أحتفظ به في مكتبتي– وهو اليوم عُدّة الباحثين، وميزان روايات المؤرخين، ومستودع ما تناثر من أخبار البلد الأمين عبر العصور.
ومعاليكم –حفظكم الله–
لا تزالون تُثبّتون ملامح الذاكرة المكيّة، وتعيدون رسم صورتها الأجمل عبر ما تكتبون وتروون. وحقٌّ لمكة أن تفخر بمن ينهض من أبنائها بتاريخها بهذا الوعي والعمق.
محبّكم






