المقالات

وقفات إنسانية تُخلَّد… للأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل

في عالم الرياضة، تُقاس النجاحات عادةً بالأرقام والميداليات والبطولات، غير أن هناك إنجازًا آخر لا يظهر في لوحات الشرف، بل يُحفر في الذاكرة والقلوب. هذا الإنجاز تجسّده وقفات الأمير الإنسان عبدالعزيز بن تركي الفيصل مع الرياضيين، حين تتقدّم القيم على المنصب، ويكون الدعم حاضرًا في لحظات الألم والانكسار.

لقد لمس الوسط الرياضي مرارًا اهتمامًا صادقًا بالرياضيين في أصعب ظروفهم، وحرصًا واضحًا على ألّا يُترك أحد وحيدًا في مواجهة المرض أو التحديات القاسية. وكان دعمه للاعبين المعتزلين الذين خدموا الرياضة السعودية جليًا وواضحًا، في مواقف تعكس تقديرًا راسخًا لمسيرتهم وعطائهم. وهي مواقف لا تُقدَّم للاستعراض، ولا تُصاغ بوصفها منّة، بل تنبع من فهم عميق لمسؤولية الرياضة باعتبارها منظومة إنسانية متكاملة قبل أن تكون ساحة تنافس.

إن مساندة الرياضي في مرضه أو ضعفه لا تقل أثرًا عن دعمه في منصّات التتويج، بل قد تكون العامل الحاسم الذي يصنع الفارق الحقيقي في مسيرته المهنية وحياته الشخصية. ومن هذا المنطلق، تُعد هذه الوقفات جزءًا أصيلًا من مشروع تطوير الرياضة، لأنها تبني الإنسان قبل الإنجاز وتؤسس لاستدامته.

ختامًا، شكرًا سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي. ستبقى هذه المواقف شاهدًا على قيادة تؤمن بأن الرياضة رسالة وقيم قبل أن تكون نتائج، وأن الوفاء للرياضيين هو استثمار في الإنسان قبل كل شيء؛ فما يُزرع اليوم من إنسانية، يُحصد غدًا انتماءً وولاءً وعطاءً لا ينقطع

همسة:
نسأل الله العليّ العظيم أن يمنّ على كابتن المنتخب السعودي السابق، والمحاضر السعودي والآسيوي للمدربين، محمد عبدالجواد، بتمام العافية والشفاء، وأن يجبر خاطره، ويجعل ما أصابه رفعةً وأجرًا

د. يحيى راجح الشريف

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى