د. يحيى راجح الشريف
الحمد لله الذي منّ على المملكة العربية السعودية بقيادة حكيمة، ورؤية تنموية طموحة يقودها سيدي سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان – رجل التحول وصانع الرؤية. فقد تحولت المملكة خلال سنوات قليلة إلى نموذج عالمي في الابتكار، والتطوير، وبناء المستقبل. ومن أبرز أوجه هذا التحول الجذري، ما شهدته المملكة في قطاع الرياضة وجودة الحياة، حيث أصبحت هذه القطاعات محاور رئيسة في النهضة السعودية الحديثة، وأدوات فاعلة في بناء الإنسان وتعزيز الهوية الوطنية وتحقيق الرفاه المجتمعي.
التحول الرياضي: من المحلية إلى العالمية
منذ إطلاق رؤية السعودية 2030، لم تعد الرياضة مجرد نشاط ترفيهي، بل أصبحت رافدًا اقتصاديًا، وأداة دبلوماسية ناعمة، وواجهة حضارية للمملكة. وقد تحققت إنجازات رياضية نوعية تؤكد ذلك ومن أبرزها:
إقامة دورة الألعاب السعودية: والتي تعد أكبر حدث رياضي يقام في تاريخ المملكة حيث تنظم سنويا بمشاركة آلاف الرياضيين المحليين والدوليين من مختلف المناطق والأندية ويضم عشرات الرياضات الفردية والجماعية، بجوائز مالية هي الأعلى على مستوى العالم في دورات الأولمبياد الوطنية، إذ تصل إلى مليون ريال سعودي لصاحب الميدالية الذهبية.
استضافة كبرى الأحداث الرياضية العالمية: مثل الفورمولا 1 في جدة، رالي داكار، بطولة الفورمولا إي في الدرعية، بطولة إكستريم إي في نيوم والعلا والبحر الأحمر، بطولة العالم لبيبجي موبايل، كأس العالم للرياضات الإلكترونية وكأس الأمم فيفا الإلكترونية، كأس العالم لكرة القدم للأندية 2023، والسوبر الإسباني والإيطالي لكرة القدم، وبطولات WWE ، إلى جانب استضافة كأس آسيا 2027، استضافة بطولة الألعاب الآسيوية 2034 والفوز التاريخي بتنظيم كأس العالم 2034.
تحول الدوري السعودي إلى واجهة عالمية: عبر استقطاب نجوم عالميين من طراز كريستيانو رونالدو، كريم بنزيما، نيمار، ونجولو كانتي، مما عزز من القيمة السوقية للدوري ورفع مستوى التنافسية والاهتمام العالمي. وإعادة هيكلة الاحتراف الرياضي وذلك بإطلاق دوري روشن بحلة جديدة، وتحسين بيئة الاستثمار، والسعي لرفع الكفاءة الفنية والإدارية في الأندية.
تأسيس أكاديميات رياضية ومبادرات نوعية: مثل أكاديمية “مهد”، أكبر مشروع لاكتشاف المواهب الرياضية في المنطقة، والتي تهدف لصناعة جيل من الرياضيين السعوديين القادرين على المنافسة عالميًا.
تمكين المرأة في المجال الرياضي: عبر المشاركة في الأولمبياد، وتأسيس دوريات نسائية رسمية، وتولي مناصب قيادية داخل المؤسسات الرياضية الوطنية والدولية.
رياضة الجولف والسعودية: من الممارسة المحدودة إلى التأثير العالمي بدعم ورؤية سمو سيدي ولي العهد، لم تعد المملكة مجرد مستضيف للبطولات، بل أصبحت شريكًا أساسيًا في إعادة تشكيل مشهد الجولف عالميًا.
نمو ملحوظ في عدد الممارسين للرياضة والنشاط البدني: حيث تضاعفت نسبة السعوديين الذين يمارسون النشاط البدني بانتظام، مع تطور البنية التحتية وتوسيع نطاق الوصول إلى المرافق الرياضية.
جودة الحياة: من أجل مجتمع أكثر صحة وحيوية
إلى جانب الإنجازات الرياضية، شكّل برنامج جودة الحياة نقلة نوعية في شكل الحياة داخل المدن السعودية. فقد تم:
تطوير الحدائق العامة والمساحات المفتوحة والمراكز الترفيهية.
إنشاء مسارات للمشي والدراجات، والمرافق المجتمعية الشاملة.
دعم الأنشطة الثقافية، والترفيهية، والفنية في مختلف مناطق المملكة.
وقد انعكس ذلك بشكل واضح على نمط حياة المواطن، الذي أصبح أكثر تفاعلاً، وانخراطًا في الأنشطة الصحية والاجتماعية، مما عزز من مستويات الرضا والانتماء الوطني.
محمد بن سلمان … قائد التفاصيل وصانع التحولات
ما يميز سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ليس فقط صياغته لرؤية تنموية شاملة، بل حرصه الشخصي على متابعة التنفيذ، وتدخله الفاعل في صناعة التفاصيل، وتمكين الشباب، وتوجيه الطاقات نحو البناء والإبداع. إنه قائد يُراهن على الإنسان السعودي، ويؤمن أن الاستثمار الحقيقي في المواطن السعودي. نحمد الله على هذه القيادة الملهمة، ونسأله أن يحفظ سمو سيدي ولي العهد ويديم عليه التوفيق، ويبارك في جهوده من أجل وطن طموح، ومجتمع نابض، واقتصاد مزدهر، ومكانة عالمية تليق بالمملكة العربية السعودية.
• عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود