المحليةالمقالات

صرخة فتيات على حافة الهاوية

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]صرخة فتيات على حافة الهاوية[/COLOR][/ALIGN]

تفشى مؤخرا ظاهرة [COLOR=crimson]عضل الفتيات[/COLOR] ويعد أحد المشكلات التي تزايدت وتيرتها في الآوانة الأخيرة والتي تشكل ناقوس خطر لمستقبل الفتاة، كما أنها بمثابة تمييز صارخ ضد المرأة , وقد نهى الله تعالى عن عضل المرأة سواء أكانت بكراً أو مطلقة، مصداقاً لقوله تعالى : [COLOR=green]وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [/COLOR]البقرة : 232.

وللعضل أشكال عديدة منها [COLOR=crimson]عضل الفتاة[/COLOR] البكر، بأن يرفض وليها تزويجها ممن يتقدم لخطبتها ممن يناسبها في السن والدين والثقافة وغيرها، ليرد هذا الشاب، إما بسبب طمع وليها في مالها، أو بطلبه مهراً كبيراً، أو إصراره على تزويجها من نفس العائلة أو القبيلة.أو يكون بسبب عدم تكافؤ النسب تقول إحدى الفتيات :طُردت من المنزل بعد أن رفعت قضية عضل على والدي حيث كان يرفض العرسان الذين يتقدمون لي من قبيلتي لأسباب غير مقنعة إلى أن وصلت لعمر 36 عام بدون زواج إلى أن تقدم لي شاب توافرت فيه الصفات التي تتمناها أي فتاة في فارس أحلامها غير أنه أجنبي حسب مقولتهم فرفض بقوة وحينها رفعت قضية عضل على والدي لكن أصر على موقفه وطردني ولي أربع سنوات خارج المنزل وحكم القاضي بصرف النظر عن الدعوى بحجة عدم تكافؤ النسب ورفع علي والدي قضية عقوق ,,

كما أن هناك [COLOR=crimson]عضل المرأة[/COLOR] المطلقة أو الأرملة، بأن يرفض وليها زواجها ثانيةً أو العودة إلى زوجها الأول، وهذه مشكلة كبيرة للمرأة، ووأد لحقوقها وكرامتها، قال جل شأنه في كتابه العزيز: [COLOR=green]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ[/COLOR] النساء :19.

وهناك شكل ثالث للعضل، وهو [COLOR=crimson]عضل الفتاة[/COLOR] اليتيمة، بأن يرفض وليها تزويجها، رغبة منه في الزواج منها، من أجل مالها، وفيه يقوله الله تعالى : وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ النساء : 127.

الملفت للنظر أن قضايا [COLOR=crimson]عضل الفتيات[/COLOR] أصبحت من أكثر المسائل المثارة على الساحة ، لا سيما أن الظاهرة في تزايد مستمر، بالرغم من صدور فتاوى عديدة تحرمها، وكان الشيخ / عبد العزيز آل الشيخ، مفتي عام السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، قد حذر أولياء الأمور من مغبة التحجير وعضل المرأة، وذلك بإرغامها على الزواج ممن لا توافق عليه، أو منعها من الزواج بمن رضيت، معتبراً ذلك أحد موروثات العادات الجاهلية التي أبطلها الإسلام.

وتحمل قضية [COLOR=crimson]عضل الفتيات[/COLOR] في طياتها العديد من الآثار السلبية على نفسية المرأة وتفكيرها، ونظرتها لوليها، التي لابد أن تقوم العلاقة بينهما على المودة والرحمة والعطف والعدل، حتى ينال الثواب الكبير الذي بشر به الرسول صلوات الله عليه في حديثه الشريف، حين قال : ([COLOR=green]من عال ثلاث بنات فأدبهن وزوجهن وأحسن إليهن فله الجنة[/COLOR]) سنن أبي داود.

فنظرة [COLOR=crimson]الفتاة المعضولة[/COLOR] إلى وليها، تتحول من الحب والاحترام إلى الكراهية والبغض، لأنها لا ترى فيه الحافظ الأمين على حريتها وكرامتها، ورغبتها في العفاف والبعد عن الشهوات المنحرفة والرغبات غير السوية، لتنفذ أحد آيات الله في الكون وهي الزواج
وتقف ظاهرة [COLOR=crimson]عضل الفتيات[/COLOR] وراء انتشار العنوسة بالصورة التي نشاهدها اليوم، فهناك حالياً ما يقرب من مليون ونصف المليون فتاة يعانين من العنوسة، مع توقعات بأن تزيد تلك النسبة لتصل إلى 4 مليون.

كما أن [COLOR=crimson]عضل الفتيات[/COLOR] يؤدي إلى فساد المجتمع وجنوح الرغبات المستقيمة، إلى إنتشار الفاحشة والرذيلة كي تمارس شهوتها الطبيعية وتلبي رغبتها في الإحساس بالأمومة .

إن [COLOR=crimson]العضل [/COLOR]يجعل الفتاة تعاني من مشكلات نفسية وفسيولوجية حادة بسبب مشاعر الإحباط والتوتر والضيق، ، وقد يؤدي هذا إلى إضطرابات نفسية، والاكتئاب، والقلق، والعزلة، وربما ينتهي الأمر بالانتحار!! ، كما أن العضل يؤدي إلى مشاكل اجتماعية وأسرية تعاني منها الأسرة نتيجة لسوء العلاقة بين الولي والمرأة وباقي أعضاء الأسرة، ومشاكل قانونية يمكن أن تظهر بين الولي وابنته قد تصل إلى أروقة محاكم الأحوال الشخصية مما يمكن أن ينعكس سلباً على العلاقة بين جميع أفراد الأسرة، ومشاكل اجتماعية يتعرض لها المجتمع نتيجة لزيادة نسبة العنوسة وانعكاسها على التنمية والتطور الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع.

و من أخطر الآثار لهذه المشكلة هي عقوق الوالدين وجحود فضلهما وربما ضياع شرف البنت وكرامتها وقد يصل الأمر الهرب للزواج من خلف عيون الأهل.

وأخيرا: قال الرسول الكريم صلوات الله عليه : ” [COLOR=green]إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير[/COLOR]” رواه الترمذي.

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]رويدة صديقي[/COLOR] مستشارة قانونية[/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أشكرك أستاذه/ رويده على إنتقاء المواضيع ذات الأهميه التي قد يعاني منها الكثير فكان مقالك السابق عن (فتياتنا والإبتزاز) ومقالك الآن عن( عضل الفتيات)
    لقد تصفحت مقالك وكان فعلا يلامس الجروح العاطفيه ويحاول العمل على علاجها أو وضع الحلول لها بحكمة ورويه فقبل أن تكوني مستشارة قانونيه فأنتي تحملي في جعبتك الكثير من المفردات اللغويه التي تساهم في طرح ماتهتم به النفس البشريه ولو الترشيح بيدي لرشحتك مستشارة نفسيه.
    إن العظل مشكلة قد تخضع لها الفتاة مجبرة أو مكرهة بحكم الضوابط الإجتماعيه لأنها ذات خصوصيه فهي تخشى أن تصدر ضد والدها أحكاما قضائيه وخصوصا عند أهل العادات القبليه.وقد يكون الحياء والبر بالوالدين عائقا أمامها نحو التصرفات الشخصيه
    العضل له مخاطر كما تفضلتي مخاطر نفسيه حيث يكون الكبت النفسي مؤثرا على حالتها المزاجيه لأنها لاتجد من تتكلم إليه في حريه قد يدفعها ذلك إلى إنحرافات سلوكيه .
    هنا يفضل على الأسرة تطبيق مفهوم الجلسة النفسية العائليه مع إحترام الخصوصيه وخلو الجلسه من لغة الأمر.
    على أولياء الأمور مخافة الله واتباع قول النبي صلى الله عليه وسلم(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)
    وإنني لازلت أتذكر قصة تلك الفتاة التي عضلها والدها وعندما حان وقت وفاتها وهي في لحظات الموت ووالدها بجانبها قالت له ياأبي قول آمين فقال الأب آمين قالت الله يحرمك الجنه مثل ما أحرمتني من الزواج. ثم توفت.
    لن أطيل لأن الوقت لايتسع لكنه في قلب الأستاذه وفي قلبي له متسع .

    تركي عواض الثبيتي
    عضو الجمعيه السعوديه لطب الأسرة والمجتمع
    عضو شرف بجمعية المرشدين النفسيين

  2. ااااااااه ومن سمعك والمطلوب مننا السكوت والرضوخ للامر الواقع وعدم المطالبة بحقنا الشرعي حتى لانتهم بالعقوق ;(

  3. دائما نجد التميز فيما تقدميه لنا مستشارتنا المحترمه

    وموضوع جدا مهم وفي غايه الاهميه لانه انتشرت هذه الظاهره بشكل ملفت للنظر
    وتعد من اشد ما تعانيه المرأه هنا لكون كلمتها تأتي الاخيره بل احيانا لا تأتي
    ولكن يبقى حفظ حقوقهم بما ترضاه الشريعه هو اهم ما يكون

    اشكرك اختنا الفاضله رويده على هذا الموضوع المميز وانامن اشد المعجبين بمواضيعك التي تحاكي ما يمر به الزمان

    تحياتي لك

  4. أشكرك أستاذه/ رويده على إنتقاء المواضيع ذات الأهميه التي قد يعاني منها الكثير فكان مقالك السابق عن (فتياتنا والإبتزاز) ومقالك الآن عن( عضل الفتيات)
    لقد تصفحت مقالك وكان فعلا يلامس الجروح العاطفيه ويحاول العمل على علاجها أو وضع الحلول لها بحكمة ورويه فقبل أن تكوني مستشارة قانونيه فأنتي تحملي في جعبتك الكثير من المفردات اللغويه التي تساهم في طرح ماتهتم به النفس البشريه ولو الترشيح بيدي لرشحتك مستشارة نفسيه.
    إن العظل مشكلة قد تخضع لها الفتاة مجبرة أو مكرهة بحكم الضوابط الإجتماعيه لأنها ذات خصوصيه فهي تخشى أن تصدر ضد والدها أحكاما قضائيه وخصوصا عند أهل العادات القبليه.وقد يكون الحياء والبر بالوالدين عائقا أمامها نحو التصرفات الشخصيه
    العضل له مخاطر كما تفضلتي مخاطر نفسيه حيث يكون الكبت النفسي مؤثرا على حالتها المزاجيه لأنها لاتجد من تتكلم إليه في حريه قد يدفعها ذلك إلى إنحرافات سلوكيه .
    هنا يفضل على الأسرة تطبيق مفهوم الجلسة النفسية العائليه مع إحترام الخصوصيه وخلو الجلسه من لغة الأمر.
    على أولياء الأمور مخافة الله واتباع قول النبي صلى الله عليه وسلم(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)
    وإنني لازلت أتذكر قصة تلك الفتاة التي عضلها والدها وعندما حان وقت وفاتها وهي في لحظات الموت ووالدها بجانبها قالت له ياأبي قول آمين فقال الأب آمين قالت الله يحرمك الجنه مثل ما أحرمتني من الزواج. ثم توفت.
    لن أطيل لأن الوقت لايتسع لكنه في قلب الأستاذه وفي قلبي له متسع .

    تركي عواض الثبيتي
    عضو الجمعيه السعوديه لطب الأسرة والمجتمع
    عضو شرف بجمعية المرشدين النفسيين

  5. ااااااااه ومن سمعك والمطلوب مننا السكوت والرضوخ للامر الواقع وعدم المطالبة بحقنا الشرعي حتى لانتهم بالعقوق ;(

  6. دائما نجد التميز فيما تقدميه لنا مستشارتنا المحترمه

    وموضوع جدا مهم وفي غايه الاهميه لانه انتشرت هذه الظاهره بشكل ملفت للنظر
    وتعد من اشد ما تعانيه المرأه هنا لكون كلمتها تأتي الاخيره بل احيانا لا تأتي
    ولكن يبقى حفظ حقوقهم بما ترضاه الشريعه هو اهم ما يكون

    اشكرك اختنا الفاضله رويده على هذا الموضوع المميز وانامن اشد المعجبين بمواضيعك التي تحاكي ما يمر به الزمان

    تحياتي لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com