المحليةالمقالات

رمضان عبادة وإحسان

[ALIGN=RIGHT]رمضان عبادة وإحسان
مُحَمَّدٍ مَخْضُوْر الْلِّحْيَانِيُّ [/ALIGN] الحمد لله والمنه لفضله طل علينا أعظم الشهور قدراً وأجراً شهر الخير والغفران إنه شهر رمضان الكريم فلو ملأنا الصفحات للتعبير عن شهر رمضان فلن يكفيه هذا الشهر العظيم الذي تتضاعف فيه الأجور ويزداد فيه الجود ويكثر فيه التسامح فالكل يطمع في حسنات هذا الشهر الكريم والفضيل ففي رمضان تكثر الصلاة والذكر وقراءة القرآن فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد العباد كان يكثر جوده في رمضان وقيامه أيضاً ففي شهر رمضان نبتعد عن الدنيا ونتفرغ للعبادة بأنواعها التي تبث في قلب الواحد منا الكثير من الطمأنينة والراحة والتقرب لله بالأعمال الصالحة وتنشطه على الحق على مدار العام كله إلى غير ذلك من الكثير من الفوائد التي لا تخفى على أي مسلم فما أعظم هذا الشهر العظيم ففيه أنزل القرآن الكريم وفيه شرع الصيام لأول مره وفيه انتصر المسلمون في معركة بدر وفي الواحد والعشرين منه فتح مكة وفيه تم فتح الأندلس وفيه انتصر المسلمون في معركة عين جالوت على التتار ولرمضان أوجه خيِّرة وكثيرة جداً ما أحوجنا أن نذكرها والعمل بها فالصوم على الأكل وحده لا يكفي ويجب الصيام عن كل شيء يبغض الله عز وجل فلا يصلح أبداً أن يتمادى بنا النقص حتى نترك الواجبات ونهجر المساجد ونضيع بعض الصلوات لمجرد متابعة البرامج والمسلسلات أو نتجرأ على المحرمات وننطلق لاهثين وراء الشهوات ولكن نتمنى من جميع المسلمين استغلال هذه الأيام المباركة بالأعمال الصالحة التي تقربنا أكثر وأكثر لله عز وجل ففي ثلاثون يوماً يتسابق المسلمون لحصد الطاعات والتقرب أكثر للخالق عز وجل بالإكثار من الحسنات سيما وأن كل دقيقة في هذه الأيام بها عبادة فالكل يسعى لاستثمارها خير استثمار في هذا الشهر العظيم الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار هذا الشهر الذي أنزل فيه القرآن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم أنسلخ قبل أن يغفر له , ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة ” فمن رُحم في شهر رمضان فهو المرحوم ومن حرم خيره فهو المحروم وفيه قد أقبلت التجارة الرابحة ومن لم يربح في هذا الشهر ففي أي شهر يربح ولكن أي ربح المقصود ..؟ أن ما شرعه الله عز وجل وأوصانا به رسوله الكريم هو الربح المبارك .. ولعلنا نجد بعض النماذج من بعض التجار ينتظرون هذا الشهر الكريم لينفثوا بسمومهم على المستهلك الذي يكون هو المتضرر الوحيد وما أقسى هذا النوع من التجار فهم مع الأسف الشديد لا يقسون إلا في رمضان في الوقت الذي تكون فيه القلوب القاسية لينة مع نسمات هذا الشهر الفضيل ومعها تبدأ رحلة الاحتكار للمواد الغذائية والاستهلاكية فتملأ المستودعات ليحبك الاحتكار ويظهر التضخم الهائل في الأسعار التي تقارب على الانفجار والضحية هو المستهلك فكل هذه المؤامرات لا تحبك إلا في رمضان فأين الفضيلة وأين الطاعة والإحسان ..

إن كثير من الأسر تعتمد اعتماد كلي على مايتقاضاه رب الأسرة من راتب في وظيفته التي يشغلها فتجدهم متأهبين في نهاية كل شهر بالأوراق والطلبات ولكن الحال يختلف في رمضان فتكثر الحسابات الدقيقة والمعقدة وربما تضطر بعض الأسر للدخول في نفق الاقتراضات البنكية لتواكب المتطلبات العادية من فواتير خدمات مروراً بإيجار السكن انتهاء بالمأكل والمشرب أضف على ذلك دخول الإجازة الصيفية ضمن منظومة رمضان فضلاً عن عيد الفطر المبارك والسنة الدراسية الجديدة وبهذا وذاك تتكالب على رب الأسرة الأمور ويضطروا إلى اللجوء لطوابير البنوك بحثاً عن حلول تخفف حرارة الطلبات وبهذا الموال تمر السنة بين الأمل والمأمول .

[COLOR=crimson]مطب [/COLOR]:
مع إطلالة شهر الخير والبركة يتهافت كثير من الناس في مختلف المجتمعات ليزينوا سفرة رمضان بما لذ وطاب من أشهى أنواع الطعام وهذا أمر محمود إلى حد ما ولكن لابد لنا أن نعيد حساباتنا وذلك بالنظر في السلوكيات الشرائية ونتزود بالثقافة الاستهلاكية لنبدأ بتوفير الريال ونصل لرصيد المليون …

لا حرمنا الله وإياكم أجر الصيام والقيام ومرضاة الله عز وجل , وغفر لنا وإياكم الذنوب وستر العيوب وطهر لنا القلوب وأبلغنا الثلاث رحمة ومغفرة وعتق من النار

شهر مبارك وكل عام وأنتم بخير ….

[ALIGN=LEFT][COLOR=royalblue]كاتب وإعلامي
عضو جمعية الثقافة والفنون بجدة [/COLOR][/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقالة دسمة وخاصة في حديثك عن المصروفات والمشتروات لإستقبال شهر رمضان المبارك …للأسف استاذي الفاضل لقد تغيرت مفاهيم الكثير من الناس وطريقة استقبالهم الشهر الفضيل بطريقة مغايرة لما كنا عليه في السابق وهذا يتنافى مع الحكمة من مشروعية شهر رمضان المبارك وهي الإحساس بما يحس به االمحتاجين من الجوع والعطش حتى تكثر فيه عمل البر والطاعات والصدقات …
    جل التقدير والإحترام على التنبه والتذكير وضرورة الإستمرار حتى يتفهم االجميع هذه الحكمة الإلهية والله المعين .

  2. السلام عليكم

    اشكرك ايها الكاتب الفاضل لانك لامست واقع المجتمع العربي …..ولكن نحمد الله مازال هناك خير واحسان
    افطار الصائم في السعودية ملموس والحمد الله حيث ان جميع المسلمين في هذا الشهر الكريم يجدون افطاره
    نحمد الله على هذه النعم ولاننسى اخواننا في الصومال فهم اكثر مايحتاجون الينا في هذه المجاعه

    تسلم يمناك على هذه المقاله وننتظر جديدك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com