حوارات خاصة

فانوس رمضان : يزاحم ساعة مكة بطقوسه الرمضانية

رويده صديقي – صحيفة مكة الإلكترونية

[ALIGN=JUSTIFY]مازالت مكة تحتفي بعادات وطقوس رمضان في الماضي رغم إنشغالها هذه الإيام بالحدث العالمي الهام عندما يدشن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- يوم غدٍ الجمعة [COLOR=crimson]ساعة مكة المكرمة[/COLOR] بعد إنتهاء المشروع وقيام الشركة المنفذة بتركيب الحزم الضوئية على أكبر هلال مذهب في العالم في قمة الساعة وهو يعد أكبر هلال تم صنعه حتى الآن وإجراء التجارب على هذه الحزمة الضوئية البالغ عددها 16 حزمة ضوئية تتكون من 21 ألف مصباح ضوئي .

وعلى الرغم من اقتحام التقنية الحديثة إلا أن (فانوس رمضان ) لكل مناحي الحياة عندنا، فقد ظل " الفانوس" بملامحه وتكوينه من الطقوس الرمضانية بمكة والإحتفاء الشعبي به محافظاً على خصوصيته وتأثيره الجمالي في عموم الصائمين صغاراً وكباراً وأصبح بمثابة رمز تراثي وتقليد رمضاني سنوي .

وقديما كانت الفوانيس تعلق بأعالي المآذن وآيضاء منذ دخول صلاة المغرب وقت الإفطار ويبقى حتى قبيل أذان الفجر عند الإمساك، فإذا ما أنزل الفانوس من المآذن فإنّ الصائمين يعرفون أن الصيام ليوم رمضاني جديد قد بدأ,وذلك لتباعد الأحياء عن المسجد الجامع وتعذر وصول صوت الآذان للبيوت البعيدة.

وأشار [COLOR=crimson]الرحالة العربي ابن جبير[/COLOR] إلى فانوس رمضان في مكة المكرمة، عند زيارته لها في شهر رمضان للعام 578 هجرية، إذ كتب: " بأن التسحير خلال شهر رمضان كان يتم من خلال المئذنة التي في الركن الشرقي للمسجد الحرام وذلك بسبب قربها من دار شريف مكة، فيقوم المؤذن الزمزمي بأعلاها وقت السحور داعياً ومذكراً على السحور ومعه أخَوانِ صغيران يجاوبانه". وأضاف ابن جبير عن الفانوس: " ونظرا لترامي الدور بعيداً عن الحرم المكي حيث يصعب وصول صوت المؤذن كانت تنصب في أعلى المئذنة خشبة طويلة في رأسها عمود كالذراع وفي طرفيه بكرتان صغيرتان يرفع عليهما قنديلان من الزجاج كبيران لا يزالان يوقدان مدة التسحير، فإذا قرب تبين خطا الفجر ووقع الإيذان بالقطع مرة بعد مرة، حط المؤذن المذكور القنديلين من أعلى الخشبة وبدأ بالأذان وثوب المؤذنون من كل ناحية بالأذان" وعندما يرى أهل مكة من سطوح ديارهم المرتفعة أنّ القنديلين قد أُطْفِئَا علموا أنّ الوقت قد انقطع".

وبالرجوع إلى أصل الفانوس وبداية ظهوره هناك العديد من القصص , أحد هذه القصص أن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال
يخرجون معه ليضيؤوا له الطريق وكان كل طفل يحمل فانوسه ويقوم الأطفال معاً بغناء بعض الأغاني الجميلة تعبيراً عن سعادتهم بإستقبال شهر رمضان.

وهناك قصة أخرى عن [COLOR=crimson]أحد الخلفاء الفاطميين[/COLOR] أنه أراد أن يضئ شوارع القاهرة طوال ليالي شهر
رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق "فوانيس" يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها،وتروى قصة ثالثة أنه خلال العصر الفاطمي، لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا في شهر رمضان وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود سيدة في الطريق لكي يبتعدوا. بهذا الشكل كانت النساء تستمتعن بالخروج وفى نفس الوقت لا يراهن الرجال. وبعد أن أصبح للسيدات
حرية الخروج في أي وقت، ظل الناس متمسكين بتقليد الفانوس حيث يحمل الأطفال الفوانيس ويمشون في الشوارع ويغنون. وهناك قصة أخرى تقول أن الفانوس تقليد قبطي مرتبط بوقت الكريسماس حيث
كان الناس يستخدمونه ويستخدمون الشموع الملونة في الاحتفال بالكريسماس.

أياً كان أصل الفانوس، يظل رمز خاص بشهر رمضان . لقد انتقل هذا التقليد من جيل إلى جيل يقوم الأطفال بحمل الفوانيس في شهر رمضان والخروج إلى الشوارع وهم يغنون ويؤرجحون الفوانيس. قبل رمضان ببضعة أيام، يبدأ كل طفل في التطلع لشراء فانوسه، كما وفي وقتنا الحاضر أكتفى الناس بتعليق فوانيس كبيرة ملونة في الشوارع وأمام البيوت والشقق وحتى على الشجر .[/ALIGN] [ALIGN=CENTER][IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/4e4c9ce271bf6.jpg[/IMG] [COLOR=crimson]صوره لأحد المنازل بمكة التي لازالت تحافظ على طقوس فانوس رمضان بتعليقه على الباب[/COLOR] [IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/4e4c9ce289886.jpg[/IMG] [/ALIGN] [ALIGN=CENTER][IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/4e4ca3e285e00.jpg[/IMG][/ALIGN] [ALIGN=CENTER][COLOR=crimson]صورة لأحد الفوانيس داخل أحد الأحياء بمكة يظهر خلفه ساعة مكة المكرمة[/COLOR][/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم

    موضوع رائع جدا وشكرا للاستاده رويدة الصديقي على تقديم كل جديد ومفيد

    وفعلا لازالت مكة تحتفظ بطوقس رمضان القديمة رغم التطور فهي لازالت تحافظ على تراثها

  2. إلا أن (فانوس رمضان ) وعلى الرغم من اقتحام التقنية الحديثة لكل مناحي الحياة عندنا، فقد ظل " الفانوس" بملامحه وتكوينه من الطقوس الرمضانية بمكة والإحتفاء الشعبي به محافظاً على خصوصيته وتأثيره الجمالي في عموم الصائمين صغاراً وكباراً وأصبح بمثابة رمز تراثي وتقليد رمضاني سنوي .
    ………………………
    لايزال للفانوس رونقه وذكرياته التى لاتنسى
    محفوره بالقلب .
    وهو تراث ابائنا واجدادنا رحمه الله عليهم.
    وكان الفانوس رمزا للشهر الفضيل ويوضع على ابواب المساجد كنوع من الزينه والديكور
    كما كان يوضع فى الازقه والطرقات.

    الاستاذه رويده
    ذكرتينا باجمل الايام والذكريات
    ولايزال للفانوس فى رمضان مزيه خاصه

    جزاك المولى خيرا
    معلومات قيمه

  3. فانوس رمضان يتوهج جمالا ..له أثر نفسي جميل في النفوس ..إختيارك رائع .. لقد أسعدتني وأعجبتني تلك المناظر لفانوس رمضان..أشكرك متمنيا لكي التوفيق.

  4. معلومات رائعة وجميلة عن آثار حضارتنا الإسلامية
    وما أحلاها من طقوس جميلة ورائعة تدل على احتفاظ أهل مكة بخصوصياتهم
    لا عدمناكِ ولا عدمنا فوائدك أ. رويدة صديقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى