أنتم ملهمون محاربي السرطان

 
مهما عصفت بكم الدنيا فلا بأس عليكم، وإن مر عليكم يوم كئيب فقولوا غدًا أجمل، وإن فقدتم شيئًا فقولوا من الله العوض، الحزن لا يدوم، بل هي أحوال تتبدل وتتغير، تضيق كأنها لن تتسع وتتسع كأنها لم تضيق، يقلب الله الأمور لحكمة تجعلنا نعلم أن الأمر كله لله وأن الله على كل شئ قدير، توكلوا على الله وأحسنوا الاعتماد عليه وثقوا بالله الذي لا يختار لعبده إلا الخير، زودوا أنفسكم بجرعة من الأمل {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا}
وتأكدوا، لا يوجد داءُ إلا وله دواء كما ذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الابتلاء ليس معنى سلبي ولذا قال تعالى: {لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} ولم يقل “أسوأ عملًا” والحياة ذاتها ابتلاء والتعبير بالحُسن تحفيز على الإيجابية، والصبر وإن طال فإنه لن يأتي إلا بكل جميل، وكلما طال صبرك كلما قرب فرجك، الصبر سر الخيرات ومفتاح الكمالات، بالصبر والقوة والعزيمة ستصبحوا أكثر قدرة على مقاومة أحزانكم والتغلب عليها، ويومًا ما سيأتي ما يفرح قلوبكم، ليس علمًا باليقين، وإنما لقوله سبحانه {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}، فكونوا متفائلين دائمًا، وليكن لك عينُ ترى الأجمل، وقلبُ يغفر الأسوأ، وروحُ يملأها الأمل. والحمد لله تطور الطب ونسبة شفاءكم ارتفعت والأمل بالله، ولنا في حديث رسولنا الكريم أسوة حسنة فقد قال “داووا مرضاكم بالصدقة”، فاجعل بينك وبين الله خبيئة لا يعرف بها أحد إلا هو، وأدع ربك بخبيئتك هذه أن يرفع عنك البلاء، والله عز وجل أرحم لك وأحن عليك من الأم بابنها، فوّض أمرك وأحلامك لله وامضي في الحياة، مطمئنًا، موقنًا، واثقًا بأن لا أحد يقدر أن يغلق بابًا فتحه الله لك! متاعب الحياة لا تريد منكم أن تحزنوا بل تريد منكم أن تغيروا وتطردوا الأفكار السلبية وتستبدلوها بأفكار إيجابية وحسن ظن بالله سبحانه، فاعقلها وتوكل، اصبروا، قاوموا، تحملوا، استمروا، فالله معكم والضربة التي لا تميتك تقويك، وقال شاعر:
“الصبر مهما طال ما يلحق مداه
والضيق مهما طال من بعده فرج
والحظ لا منه تعثر في خطاه
خل الصبر معكاز والهمة درج
فتأكدوا تمامًا أننا نستمد القوة والتفاؤل والأمل منكم، فشكرًا من الأعماق لصبركم وإرادتكم الملهمة.