فهد عامر الأحمدي خلال أكثر من ثلث قرن كان هو الكاتب السعودي الأوسع انتشارًا والأكثر تأثيرًا والأعلى أجرًا وهو لم يتجاوز في التعليم النظامي المرحلة الثانوية فقد كان شديد الشغف بالمعرفة ورأى أن مواصلة التعليم النظامي الجامعي تحرمه من أن يختار لنفسه ما يستحق أن يُقرأ فهو لم ينفصل عن التعليم النظامي زُهدًا بالمعرفة بل إن شغفه الشديد بتنويع معارفه وتعميقها جعله يكتفي بالمرحلة الثانوية ولأنه يجيد اللغة الإنجليزية فإنه قد استفاد بكل مقدرة من الوفرة الهائلة للمعلومات في الانترنت فاللغة الإنجليزية كانت مفتاحه لهذا السيل من المقالات اليومية التي يقال بأنها بلغت عشرة آلاف مقالة ….
إن نشر مقالة يومية يتطلب متابعة مُلِحَّة وماهرة وخبيرة بالكيفية التي يمكن بها الوصول إلى المعلومات فمقالاته هي مقالات تعتمد على الجديد من المعلومات وبهذا الجديد من المعلومات استقطب الشباب ثم صار يحاول أن يرفق المعلومات بالتحليل وتوجيه القارئ إلى ما تعنية المعلومات …..
من المعلوم أنه خلال الفترة التي اشتهر خلالها فهد الأحمدي كانت الصحف السعودية تنشر مقالات يومية لعدد كبير من الكُتَّاب من مختلف المستويات التعليمية وفي مختلف الاتجاهات ويتقاضى كل واحد منهم مكافأة عن كل مقال ويقال بأن الكاتب فهد عامر الأحمدي كان الأعلى أجرًا وهو قد اكتفى من التعليم النظامي بالمرحلة الثانوية لأنه يرى بأن الاعتماد على الذات هو الطريق الصحيح والناجع لتكوين الذات تكوينًا معرفيا زاخرًا بالتنوع والاتساع وهو ما أتاح له أن ينتظم في كتابة مقال يومي منذ عام 1991 حيث ظل يكتب بجريدة المدينة مقالا يوميا خلال تسع سنوات فلفت نظر جريدة الرياض فأقنعته بأن ينتقل إليها ….
مع انتقاله لجريدة الرياض عام 2000 ذاعت شهرته بشكل فائق كان يكتب مقالا يوميا بالصفحة الأخيرة من جريدة الرياض بعنوان (حول العالم) وقد قوبلت مقالاته بإقبال شديد من الشباب خصوصًا ومن كافة القراء عمومًا ….
المقالات كما يوحي عنوانها اليومي الثابت هو (حول العالم) أي أنها مقالات تعتمد على تقديم معلومات جديدة للقراء فقد استفاد فهد عامر الأحمدي من إجادته للغة الإنجليزية وهو قارئ نهم سواء باللغة العربية أم باللغة الإنجليزية فوفر للقراء كمًّا متلاحقًا وجديدًا ومثيرًا من المعلومات التي لم يألفها القراء في كتابات الآخرين فاكتسب شهرة واسعة لم ينلها أي كاتب سعودي آخر ……
وبسبب العدد الكبير من متابعيه فإنه يوصف بأنه الأشهر بين الكُتَّاب السعوديين والأوسع تأثيرًا والأعلى أجرًا وهذه التوصيفات مترابطة فكثرة المتابعين تُسهِم في انتشار الجريدة التي تنشر له فتكون مستعدة بأن تدفع له أجرًا يتناسب مع دوره في انتشار الجريدة …..
صدر له عددٌ من الكتب وكان أول كتابٍ صدر له يحمل عنوان (حول العالم) وهو العنوان الثابت لمقالته اليومية بجريدة الرياض
وله كتابٌ في النقد الاجتماعي بعنون (شعب الله المحتار)
وكتابٌ آخر في النقد الاجتماعي أيضا عنوانه (من يعرف جنِّيًّا يتلبسني)
ولأنه يتابع الجديد في كل المجالات فقد نشر كتابا بعنوان (أسرار المال وأسرار الاستثمار)
نحن إذن أمام نموذح لقارئ شديد النهم بالمعرفة فرأى أن مواصلة التعليم الجامعي تحرمه من الانطلاق المفتوح في آفاق المعرفة فاكتفى من التعليم النظامي بالمرحلة الثانوية وقد اكتسب في الكتابة مهارة فائقة مكَّنته من الكتابة اليومية فصار الأوسع شهرة والأكثر تأثيرًا والأعلى أجرًا أما دلالة ذلك فهي التأكيد على أن الإنسان كائن تلقائي وأن قابلياته لا تستجيب إلا لما يلتذ به ويهواه ويميل إليه…
0






