مضمار الفعاليات الصيفية المستحقة عندي، هذا العام متعدد وكبير؛ لكن
(فعالية سيتي هب في المجال الترفيهي – وفعالية القيادة الآمنة في الطرق الوعرة)، تبدو وكأنها تقول لنا: “أنا ماكمايا”!
كان في البال ألا أكتب شيئاً عن الفعاليتين بالذات، حتى أرى إن كان سيعلو إتقانهما أكثر، بعد تجاوز ذروة الانبهار بكونهما جديدتين على ساحة الصيف، أم سينحسران، أو أحدهما، فيفسد التنفيذ جمال الفكرة، لكن سيتي هوب والقيادة الآمنة يستحقان الكتابة!
سيتي هوب؛ لبراعة الفعالية في خلق أجواء ساحرة، وقبل ذلك للأهمية الكبرى للفعالية التي تتبناها هيئة الترفيه، والابتهاج بالإقدام على جلبها للباحة. أعني – وبعيداً عن حمى التقليد – أن سيتي هوب كان واحداً من عدة فعاليات، لولاها لبقينا على فعاليات مكررة تشبه أنشطة المراكز الصيفية وفعاليات الترفيه المدرسي.
سيتي هوب، تحول نوعي في شكل الترفيه والتنوع تحت سقف واحد، بعروض عالية الجودة وأركان تمنح المتعة، وهي الفعالية التي تترك الباب مفتوحاً أمام فرصة المستقبل والمدنية في استقطاب برامج ترفيهية تحقق شروط ومعايير التميز في مجال الترفيه.
فعالية القيادة الآمنة على الطرق الوعرة: هذا الفعل التوعوي الترفيهي الأخاذ، الذي يغوص في وَلَع الشباب بالسيارات والترهيم، وبراعة جعل السيارة على مود صاحبها، حتى كأنها فتاة أحلامه وصبية مستقبله الأنيق. وكل التجهيزات المكانية العالية والمميزة، والقادرة على منح المتابع قدراً من الإثارة التي ينشدها محبو السيارات، وهي الفعالية القادمة من طبيعة الجبل ومنحدراته.
وأذكر أنني حين أُعلن عنها ضمن الفعاليات، كنت أتخيلها على نحو أقل من كل تلك التفاصيل التي خرجت بها، حينها كنت مأخوذاً بذلك النوع من الفعاليات الذي يأخذك معه في المكان والوَلَع، ويعطيك الفرصة لتتفقد معها إمكانيات المكان، بجماله وطبيعته وجغرافيته التي تسرب لك شعوراً بصعوبة خلق فعالية في مكان كهذا.
لكنك لاحقاً تجد نفسك أمام لعبة أنيقة تشبه ما يُقدَّم عالمياً في ربوع ذاكرة الطفولة من برامج مثيرة، لعل “الحصن” ومغامراته أحدها!
بالمناسبة؛ مدهش أن الطبيعة الوعرة تستحيل صورة وفعالية ومتعة ولحظة من الجمال، سيمكنك أن ترى ذوبان الفروقات والخصائص في القدرة على ابتكار فعل ترفيهي سياحي رياضي شاب من مكانٍ لمكان، فترى نفسك تماماً، لكن في بُعدٍ آخر، في حكاية أخرى،
وترى طفولتك التي كان الجبل والحجر والوادي والمسراب يشكلون فضاء ألعابك.
فالأجيال السالفة من أبناء الجبل جعلوا من الحجر لوحة تحتضن إبداعاتهم، ونحت منه طفل الجبل لعبته؛ ومنها صنع جملاً، وبيتاً متواضعاً، وجدار مزرعة لا تتسع لأكثر من خوط سكب أو غصن يتبرعم للتو من شجرة الإبرا، ليقضي يومه يتأمل ما صنعته رؤيته ومخيلته قبل أن يهدمه بحلول المساء.
النسخة الأحدث من ابن الجبل نفسه تبتكر اليوم فعالية أكثر جمالاً، مستفيداً من المكونات نفسها التي تخلق الجمال معنى، والحكاية مسارب أخرى، عبر الإفادة من طبيعة المكان وتحويل تحدياته الصعبة إلى منتجات سياحية تنبض بكل آيات الجمال.
هنا أستحضر مقولة النشمي “ماشي العُمري” رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بمنطقة الباحة في لقاء له مؤخراً مع قناة الشرق، تحدث فيه عن التحديات قائلاً:
“تعودنا مع سمو الأمير حسام أن نرى في التحديات فرصاً جديدة”.
وها هو تحدي الجبل الصعب ومنعرجاته الخطرة يتحول فعالية مثيرة تؤكد صدق هذه المقولة، فكل التحديات في أذهان الجميع هنا هي فرصة جديدة لخلق واقع مختلف.
أُثمن هنا بكل التقدير جهود أمانة المنطقة بقيادة الدكتور علي السواط، وبلدياتها الفرعية وقياداتها المبدعة، التي تجعل من ممكنات المنطقة وميزاتها النسبية حالة استثنائية عامرة بكل جديد ومبهج.
كما أقف إجلالاً لجهود الزملاء الإعلاميين الذين ألمس حماسهم، وأرى منتجهم الإعلامي الذي يساهم في الترويج للمنطقة اتصالياً بفعالية كبيرة وبأثر ملموس.





