المقالات

مملكة الإنسانية

حين يشتدّ الألم في جسد الأمة، وتضيق الأرض على أهلها بما رحبت في لحظات المحن والكروب، تنهض أوطان عظيمة لا تكتفي بالمشاهدة، بل تسابق الزمن لتكون يدًا تمتد، وقلبًا يحتضن، وكلمة تسند. وفي طليعة هذه الأوطان، تبرز مملكة الإنسانية المملكة العربية السعودية كالسحاب الماطر، تجود دون انتظار، وتُعطي دون مَنّ، وتسير بثبات في درب العطاء والإنسانية.

ليست مساعداتها مجرّد أرقام أو مبالغ تُصرف، بل هي رسالة من أمة تحمل مسؤولية الدين والتاريخ، وتدرك مكانتها في قلب العالمين العربي والإسلامي. هي المملكة التي جمعت بين حُسن القصد، وسعة الحيلة، ونُبل الموقف، فكانت ملاذًا للمحتاج، وسندًا للضعيف، وصوتًا للحق في زمن التحديات.
وقد تنوعت مساعدات المملكة للشعوب والدول العربية والإسلامية والصديقة تنوع يضمن لها الاستدامة وتحقيق أقصى درجات النفع للإنسان والمكان الذي يعيش فيه ، فأتت على أشكال متنوعة منها:

1. المساعدات الإنسانية والإغاثية
حيث تحتل المملكة مكانة مرموقة في مجال العمل الإنساني والإغاثي، فقد أنشأت العديد من الهيئات والمؤسسات المتخصصة في تقديم العون للدول المتضررة من الحروب والكوارث الطبيعية، وعلى رأسها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي نفذ آلاف المشاريع في عشرات الدول الإسلامية والعربية والصديقة .
وقد شملت المساعدات قطاعات مختلفة منها:
• الإغاثة الغذائية والطبية.
• تأمين المأوى للنازحين واللاجئين.
• بناء المدارس والمستشفيات.
• دعم اللاجئين الفلسطينيين، والسوريين، واليمنيين.

2. دعم التنمية والاستقرار الاقتصادي
حيث تُقدّم المملكة دعمًا اقتصاديًا كبيرًا للدول الشقيقة من خلال:
• القروض الميسّرة عن طريق الصندوق السعودي للتنمية.
• دعم ميزانيات بعض الدول لتجاوز أزماتها الاقتصادية.
• المساهمة في مشاريع البنية التحتية مثل الطرق، ومحطات الكهرباء، والمياه.
وقد استفادت دول عدة من هذا الدعم، مثل مصر، الأردن، السودان، اليمن، وباكستان، وهو ما ساهم بشكل إيجابي ملموس في تحقيق الاستقرار والتنمية في تلك الدول.

3. المواقف السياسية الداعمة للقضايا العربية والإسلامية
حيث تتخذ المملكة مواقف واضحة في دعم القضايا العادلة للعالمين العربي والإسلامي، ومن أبرزها:
• الدعم المستمر للقضية الفلسطينية سياسيًا وماديًا.
• السعي لحل النزاعات بالطرق السلمية، كما في ليبيا وسوريا واليمن.
• الدعوة إلى وحدة الصف الإسلامي ونبذ التطرف والطائفية.

4. رعاية الحجاج والمعتمرين من مختلف الدول
حيث تُعد المملكة قبلة المسلمين، وتولي عناية كبيرة لاستقبال ملايين الحجاج والمعتمرين سنويًا من مختلف أنحاء العالم، فتعمل دائماً على مايلي:
• تقدم التسهيلات في التأشيرات.
• توفر الرعاية الصحية والأمنية.
• تنفذ مشاريع توسعة وخدمات ضخمة في الحرمين الشريفين لم يسبق لها مثيل .
وهذا يُظهر جلياً التزامها بدورها الديني والروحي والقيادي تجاه الأمة العربية والإسلامية.
لقد أثبتت المملكة العربية السعودية أيدها الله عبر سياساتها ومبادراتها الدائمة أنها شريك رئيسي وفاعل في خدمة القضايا الإنسانية والتنموية في الدول العربية والإسلامية والصديقة. وهذا الدور لم يكن طارئًا أو موسميًا، بل هو نهج ثابت يعكس رؤية المملكة في تحقيق التكافل والتعاون بين شعوب الأمة العربية والإسلامية والعالم ..

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. عبّرت في مقالك عن كل الردود والأفكار اللي كانت في خاطري، لكني لم أعرف كيف أوضحها بهذا الأسلوب الجميل والواضح. الحمد لله على نعمة السعودية. شكرًا لك على هذا الطرح الرائع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى