من البديهي توافر جو من الأمن والأمان والسلام النفسي، حتى يتسنى للطلاب المعيشة في بيئة ملائمة، يمكن فيها تحصيل العلوم والمعارف. إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال القيام بالدراسة والاطلاع والنهل من معين المعرفة الذي لا ينضب في حالة وجود مناخ غير مناسب، مناخ تسود فيه روح الكراهية والعنف والتفرقة العنصرية. وقد شهد هذا العصر مشكلات نتجت عن هذا المناخ فمنذ مارس الماضي لعام 2025سجٌلت بريطانيا أكثر من ثلاث الاف عملية طعن قرابة ألف واربعمائة منها كانت جرائم طعن أدت الى الوفاة وسبباً في ازهاق الأرواح.
والحادث الأليم الذي وقع بكامبريدج مساء الجمه الماضي للطاب السعودي محمد القاسم رحمه الله يقف شاهد عيان وخير دليل على أن مدينة لندن لم تعد مدينة آمنةً يمكن للطلاب الدراسة فيها في جو يسوده الأمن والأمان والطمأنينة، والاعتداء على الطالب محمد القاسم الذي توفي إثر هجوم وحشي غير مبرر من أحد السكان المحليين بضربة نافذة في الرقبة أدت إلى وفاته في غضون نصف ساعة خيم فيها الحزن وساد الصمت ارجاء المكان ليبقى شاهداً على اركان جريمة اكتملت أركانها وتعدي وهمجي وفعل بربي لا مكان له وسط عالمنا الإنساني, تناقلته وسائل الإعلام البريطانية الوفاة وبالإفصاح مباشرة عن جنسية الطالب المغدور، وتابع الجميع ببالغ الحزن والأسى تفاصيل هذا الاعتداء العنصري بعد شجار مفتعل للنيل من الطالب السعودي محمد القاسم رحمه الله.
وهنا لا بد من وقفة صارمة لدراسة هذه الظاهرة والفاجعة الخطيرة التي يمكن أن تنتشر انتشار النار في الهشيم. وبات من الملح والضروري تكاتف الجهود على كل الأصعدة لوضع حل لتلك المشكلة المفزعة، واتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لها.
ولحماية الطلاب الدوليين من الاعتداءات والقتل، يجب اتباع إجراءات شاملة على مستويات متعددة، تشمل الحكومات، والجامعات، والمجتمعات المحلية. إليكم أبرز هذه الإجراءات المقترحة:
أولًا: دور الحكومة
1. سن قوانين صارمة ضد جرائم الكراهية والعنصرية.
2. تعزيز التعاون الأمني مع الدول التي ترسل طلبة دوليين.
3. وضع سياسات حماية خاصة للطلبة الأجانب (مثل توفير خط ساخن للطوارئ بلغات متعددة).
4.الإشراف على الجامعات للتأكد من توفير بيئة آمنة للطلبة.
ثانيًا: دور الجامعات
1. تقديم دورات توعوية للطلبة الجدد عن السلامة، قوانين الدولة، والتعامل مع الشرطة.
2. خدمات الدعم النفسي والأمني خاصة للطلبة الدوليين.
3. تحسين الأمن داخل الحرم الجامعي وحوله (مثل كاميرات المراقبة، وتواجد أمني دائم).
4. الإبلاغ السريع عن أي حوادث عنصرية أو اعتداءات للسلطات المختصة.
5 عقد مؤتمرات دولية لمناقشة تلك المشكلات الخطيرة، والتوصل إلى حلول قائمة على أساس علمي لتلك المشكلات.
6 تضمين المناهج الدراسية برامج توعوية لنبذ العنف ونشر الأمن والأمان في كل البيئات التعليمية.
ثالثًا: دور المجتمع
1. نشر الوعي بمخاطر التمييز والعنصرية من خلال حملات مجتمعية.
2. تشجيع الاندماج بين الطلبة المحليين والدوليين لتقليل العزلة.
3. تشجيع الإبلاغ عن أي سلوك مشبوه أو اعتداءات.
رابعًا: دور الطلبة الدوليين أنفسهم
1. الاطلاع على قوانين الدولة المضيفة وثقافتها.
2. اتباع إجراءات السلامة الشخصية مثل:
• تجنب التواجد على انفراد في الأماكن الخطرة ليلًا.
• التنقل مع أصدقاء في الأوقات المتأخرة من الليل كمجموعات.
• حفظ أرقام الطوارئ.
3. الانضمام إلى جمعيات طلابية توفر الدعم الاجتماعي والقانوني.
خامسًا: التعاون الدولي
• توقيع اتفاقيات ثنائية بين الدول تضمن حماية الطلاب وتسهيل إجراءات الإبلاغ والتحقيق في الجرائم.
• مراقبة وتوثيق الاعتداءات على الطلبة الدوليين عبر مؤسسات دولية (مثل اليونسكو أو الأمم المتحدة).
سادسا
دور المساجد والكنائس
علي رجال الدين العمل على نشر روح التسامح والمحبة، ونبذ العنف والارهاب من خلال الخطب والمواعظ.
الإعلام
للإعلام دور كبير في نشر ثقافة السلام عبر الإذاعة والتلفاز.
تشجيع نشر البحوث التي من شأنها الدعوة الي السلام ونبذ العنف والارهاب.
من ثم يمكن وضع حد لمثل تلك المشكلات، ويتم خلق مناخ آمن خال من العنف والتطرف والإرهاب للطلبة ونسهم بذلك بغلق فصول اعتداءات عنصريةً وتعديات همجية مازالت تؤرق الطلبة الدارسين وذويهم.
