المقالات

محمد القاسم.. شهيد الابتعاث

شابٌ سعودي من أسرة كريمة، ذات علم ودين، مشهودٌ له بالاستقامة والصلاح، والمبادرات التطوعية، ذو تربية إسلامية، تربّى وترعرع في وطن الأمن والأمان، وفي مهبط الوحي، وشارك في خدمة ضيوف الرحمن تطوعًا وطلبًا للأجر.

وكأي شاب سعودي، لديه أحلام وطموحات يسعى لتحقيقها، سافر إلى بريطانيا – كامبريدج – طلبًا للعلم وإتقان اللغة الإنجليزية.

لكنه تعرّض لاعتداء مجرم عنصري، وفي مكان عام، وهو أمر لم نعتده، ثم نجد من يُمجّد عدالة هذه المجتمعات العنصرية! في حين ننعم في وطننا الغالي بالأمن والأمان، وحفظ النفس والحقوق، ولدينا أجهزة أمنية ذات مهنية واحترافية عالية.

ولكن – وللأسف – فإن الإجراءات الأمنية في أوروبا، وبالذات في بريطانيا، ضعيفة جدًا، فأساليب الضبط والتدقيق، واستخدام الطرق الحديثة للحد من الجرائم، تكاد تكون شبه معدومة في بعض المدن البريطانية، سواء من حيث استخدام كاميرات المراقبة، أو تقنيات الذكاء الاصطناعي للتعرف على المجرمين وأساليبهم.

كذلك، فإن التدخل المهني بعد الجريمة، من حيث ضبط المعتدين، ومتابعتهم، والرجوع إلى سجلاتهم، يتم بأساليب ركيكة، غير مهنية، ومتأخرة. وكذلك خدمات الإسعاف والدعم للضحية، تقليدية، ومتأخرة كثيرًا، ولنا في تأخر وصول سيارة الإسعاف لموقع الجريمة خير مثال على هذا العمل غير المنضبط.

القدرة على الإفلات من العقاب بأسباب وأعذار واهية… أمر يضعف العدالة، بينما سرعة معاقبة المجرم هي السبيل لتحقيق الأمن للجميع.

أما النظام الصحي البريطاني، وإن كان ذا جودة عالية، إلا أنه يمر عبر خطوات تقليدية للاستفادة منه.

نحن بحاجة إلى دراسات علمية مبنية على الأرقام لتوضيح الواقع لأبنائنا وبناتنا الطلاب، خصوصًا فيما يتعلق باتخاذ التدابير الوقائية، وتعريفهم بالمدن والمناطق الساخنة ذات معدلات الجرائم المرتفعة.

وهذا الدور يجب أن تقوم به وزارة التعليم، بمساندة وزارة الداخلية في المملكة، فالمملكة تُعد نموذجًا عالميًا في منع الجريمة، وتعقّبها، وضبط مرتكبيها، وسرعة وعدالة المحاكمة.

كما نحتاج إلى وجود شبكة معلومات وتواصل واضحة للطلبة السعوديين، ومعرفة احتياجاتهم، ونصحهم بما يحفظهم من الوقوع ضحايا لهذه الجرائم. وهذا من صميم عمل السفارات، التي تتدخل بعد وقوع الجريمة بشكل رائع، ولكن: أين دورها قبل ذلك؟ في الدعم، وإيصال المعلومة للطلبة، والتحذير من المقاطعات والمدن ذات الإحصاءات المرتفعة في نسبة الجريمة؟

رحم الله ابن الوطن محمد القاسم،
وجبر مصاب الجميع فيه.

اللواء م. سلمان الجميعي

مدير الإدارة العامة للمرور السابق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى