المقالات

السلامة المرورية.. إنجازات وزارة الداخلية تخفّض الحوادث وتُنقذ الأرواح

إن السلامة المرورية مسؤولية مجتمعية مشتركة، وما تحققه المملكة اليوم هو ثمرة وعي المواطن والتزامه، وجهود الدولة بقيادة حكيمة تسعى لحياة آمنة ومستدامة لكل من يسلك طرقها. فلنواصل جميعًا السير على هذا الطريق نحو مستقبلٍ يخلو من الحوادث، ويحفظ الأرواح والممتلكات.

وتهدف السلامة المرورية إلى تطبيق مجموعة من الإجراءات والتدابير للوصول إلى تقليل الحوادث المرورية ومنع المخاطر على الطرق.
وبالتزام هذه الإجراءات من قِبل مستخدمي الطريق يتم تحقيق الأمن المروري، فضلًا عن تحسين شبكة الطرق وتأصيل النقل العام على أسس علمية حديثة لتقليل الاعتماد على استخدام المركبات الخاصة.

وقد قطعت المملكة العربية السعودية في السنوات الست الأخيرة، ممثلةً في وزارة الداخلية بمتابعة مباشرة من سمو وزير الداخلية، مراحل متطورة في خفض الحوادث المرورية وحفظ الأنفس والممتلكات، حيث انخفضت الوفيات المرورية من (28.8) حالة لكل 100 ألف نسمة إلى نحو (13) حالة. ويمثل هذا الرقم تجاوزًا هامًا للمستهدف المحدد لعام 2024.

وتحقق هذا الانخفاض في معدل الوفيات نتيجة لتطبيق حزمة من الإجراءات والسياسات لرفع مستوى السلامة على الطرق، حيث تم تحديد الطرق الأعلى خطورة على مستوى المملكة مع إيجاد حلول هندسية عاجلة لمعالجتها بعيدًا عن الإجراءات الروتينية، فضلًا عن تحديث الأنظمة والقوانين المرورية وتحديد فئات المخالفات حسب خطورة كل مخالفة، وتغليظ العقوبات للمخالفات الجسيمة المسببة للحوادث.

كما تم المضي قُدمًا في وضع سجل تاريخي لكل سائق قد ينطوي على منع السائق الخطر من القيادة لمدد معينة.
وقد وُضعت مؤشرات قياس محددة (KPIs) لتحقيق اتخاذ القرارات الصحيحة بعد جمع البيانات وتحليلها تحليلًا علميًا مهنيًا يحاكي الواقع.

ونجحت وزارة الداخلية، ممثلةً في الإدارة العامة للمرور، في عام 2021 بإنشاء لجان سلامة مرورية في كافة مناطق المملكة بوجود جميع الأعضاء الفاعلين من الجهات الحكومية والخاصة، لمتابعة أداء تحقيق السلامة المرورية على الطرق وتطويرها، ومعالجة الأخطاء الهندسية، وتحسين الإجراءات الضبطية الميدانية، مع التركيز على تحديد كافة النقاط السوداء المسببة للحوادث وسرعة معالجتها، كلٌّ حسب مسؤوليته.

وقد تم ربط هذه اللجان بإمارات المناطق، وإيجاد مشاريع مشتركة واستراتيجية مع الجهات المختلفة، حكومية وخاصة، فضلًا عن دور هذه اللجان في التوعية المرورية لتأصيل القيم ومعالجة السلوكيات المرورية الخاطئة أثناء القيادة، وكل ذلك ينبثق ويتماشى مع مبادرات ومشاريع رؤية المملكة 2030 لرفع وعي الجميع وصولًا إلى تحقيق السلامة المرورية.

كل ذلك يتطلب تعزيز الوعي المروري للجميع وإعطاء الطريق حقه، وهو ما حثنا عليه ديننا الحنيف.
حفظ الله الوطن وقيادته وأمنه وشعبه وكل المحبين..

اللواء م. سلمان الجميعي

مدير الإدارة العامة للمرور السابق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى