المقالات

لوّن صيفك

صيفك لوحة ألوان تُرسم في أرض وطنك.، فحين يحلّ الصيف، تحلّ معه العطلة الصيفية، وتُفتح أبواب الإجازات الرسمية، ويبدأ الشوق والحنين للاستجمام والاسترخاء والتمتع بالراحة المستحقة بعد المشقة والمعاناة وجهد العمل طوال العام. ويتحول الصيف في السعودية إلى كرنفال مفتوح لأيام وليالٍ كلها روحانية وأفراح، وليالٍ ملاح جلّها تسالٍ ومسرّات. ومع بداية عطلة كل صيف، تهفو الأرواح إلى الأراضي المقدسة؛ إلى مكة حرم الهدى، وإلى طيبة بيت الرسول ونوره وهداه. وفي مكة يحج الحجيج ويعتمرون، وإلى المدينة يزورون المسجد النبوي ويتشرفون بالسلام على الرسول محمد النور المُهدى ﷺ وعلى صحابيه رضي الله عنهما.

كما أن للعطلة الصيفية في السعودية مناسبات ترفيهية وأخرى للمتعة وساحات للراحة والارتماء في أحضان الطبيعة. نعم، إنها دعوة صيفية شهية لكل أرجاء السعودية لتلوين أيامك ولياليك بأجمل الألوان الزاهية في كل ركن من أركان الوطن الغالي.

في وسط السعودية هناك نجد، ومجد، وأمن وأمان. هناك الرياض، عاصمة العز والمجد، وأواسط عقد الوطن، حيث تُصنع السياسة، وهناك بوابة الدرعية الأثرية مهد الدولة السعودية، وهندسة “المربع” التي ستتربع على آفاق السياحة العالمية، وكذلك ساحات البوليفارد التي تمتلئ مرحًا ومتعةً وأفراحًا.

في الغرب صيف تبوك بساحاته الخضراء من أشجار الفواكه والزيتون والثمار اليانعة، وعلى امتداد شواطئ البحر الأحمر بلونه الأزرق وأمواجه المتلاحقة. وفي مدينة نيوم، مدينة المستقبل، ترى صرحًا من الجمال يفوق الخيال، وفي منتجعات الجزر بسواحل البحر الأحمر “مالديف السعودية”، وفي أملج وينبع البحر وينبع النخل ومدينة الملك عبدالله في رابغ، وفي جدة “أم الرخا والشدة”، عروس البحر الأحمر، تجد المدينة التي لا تنام على شواطئ البحر، بمنتجعاتها وقواربها وسفنها السياحية مثل “كروز”.

وفي الشرق، من بحر جدة إلى روابي الخبر، حيث تتراقص أمواج الخليج على إيقاع الشروق، وأجمل الواجهات البحرية في مدن الشرقية، وفي الأحساء مدينة المسطحات الخضراء والنخيل الشامخة.

في القصيم، عنيزة وبريدة، حيث تمور السكري والكليجة بطعمها اللذيذ.

في الجنوب، جازان بساط أخضر وشلالات وادي لجب، وبن خولان الشهير، وكرنفال حصاد البن، وفي بحر جازان جزر فرسان الحالمة، وفي أعالي جبال فيفا “أمازون السعودية”.

في الطائف، عروس المصايف وعنوان الصيف، الهدا والشفا بزخات المطر، وروابي شهار، ووادي وج والمثناة، وأريج ماء الورد والكادي.

في عسير، جبال شاهقة، وغيوم وأمطار، وبالجرشي والباحة ووادي رغدان، والسودة “فوق هام السحاب”، ورجال ألمع، وأبها البهية بأشجار الجاكرندا البنفسجية، ومن شارع الضباب تُطل على أنوار جازان وجبال فيفا.

في الجوف، زيت الزيتون الشهير، والفواكه الطازجة.

في الشمال، حائل عروس الشمال وجبال شمر وكرم حاتم الطائي.

وفي مكة، غار حراء وجبل النور، وغار ثور، وفي المدينة جبل أُحد، وفي العلا الحجر “مدائن صالح”، وفي نجران الأخدود، وفي كل مكان روايات وحكايات محفورة في الذاكرة تُروى جيلاً بعد جيل.

نعم، إن لصيف السعودية نغمًا تسمع صداه من رنين الوتر في ليالي السمر، ومن أمواج البحر، ومن زخات المطر وحبات البرد على الهضاب والجبال. فالأمر ليس في المكان ولا الزمان فقط، بل في التنوع الذي يجعل لكل صيف حكاية، ولكل منطقة إحساسًا وشعورًا مختلفًا. فالسعودية لا تقدم للزوار مجرد وجهات ورحلات، بل تجارب تعكس روحها المتجددة وثراءها التاريخي والثقافي وأصالتها العميقة.

وفي نهاية المطاف، أنت وصيفك على كيفك؛ فالصيف فرصة لإعادة اكتشاف وطنك بألوانه المتعددة. وبين كل محطة وأخرى، ستجد لونًا جديدًا يُضاف إلى لوحتك الشخصية لتصنع صيفًا يشبهك ويشبه الوطن كما تراه أنت، فالسعودية أصيلة، وآمنة، وغنية، ودافئة، ومليئة بالحياة المتنوعة، ودام عزك يا وطن

فيصل سروجي

ماجستير علم نفس تربوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى