حين تتبنى جامعة أم القرى تنظيم مؤتمر مسؤولية الجامعات في تعزيز القيم والوعي الفكري، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – وحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، ويشهده لفيف من العلماء ورجال الفكر وأبناء المجتمع ومنسوبو الجامعة، فإن لذلك دلالات جديرة بالذكر.
في مقدمة هذه الدلالات أن جامعة أم القرى، ممثلة في رئاستها، تدرك دورها في خدمة المجتمع وتعزيز قيمه السامية وأخلاقياته الكريمة، المستمدة من الكتاب والسنة وعُرف المجتمع السعودي، الوارث لمنهج السلف الصالح القائم على الاعتدال والوسطية والتسامح والتعايش والتراحم والجماعة، والوعي المبني على العلم والعقيدة الصحيحة، في ظل الدولة السعودية المباركة التي قامت على منهج الكتاب والسنة، وحمت العقيدة وحكمت الشريعة، وعززت القيم الإسلامية والموروث العربي الأصيل، حمايةً للمجتمع من الأفكار الضالة والعقائد الباطلة ومسالك الغلو والانحراف.
ويأتي إطلاق جامعة أم القرى هذا المؤتمر استشعارًا منها بضرورة نشر الوعي المعرفي والإسهام في تعزيز القيم السامية والمبادئ والتعاليم السمحة. كيف لا وهي الجامعة العريقة، الحائزة على شرف العلم وشرف المكان، والمتقدمة بأوليتها في العلم الشرعي والفقه الديني، حين زرع المؤسس العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – نواة التعليم العالي، ممثلة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، التي كانت أساس جامعة أم القرى في أم القرى، وذلك نشرًا للعلم الشرعي وترسيخًا لمنهج الاعتدال والوسطية، واستمرارًا لدور الدولة السعودية المباركة في خدمة الإنسان الصالح وبناء المجتمع الصالح.
إنها المنارة الفكرية التعليمية والبحثية والمجتمعية في مكة المكرمة، منطلق الرسالة المحمدية والدعوة الإسلامية إلى الإنسانية، بما يحقق السعادة للإنسان في الدنيا والآخرة.
ويرجى أن يكون هذا المؤتمر محورًا لتكامل الجهود، وتعزيزًا لدور توعوي وفكري وتثقيفي مستمر، تتعاضد فيه الجامعات والمدارس السعودية والمؤسسات الفكرية والإعلامية، التي شارك نخبة من قياداتها في هذا المؤتمر، وعلى رأسهم معالي وزير التعليم إلى جانب قائد تنظيم هذا المؤتمر، رئيس جامعة أم القرى الدكتور معدي آل مذهب، استشرافًا لمستقبل دور الجامعات في هذا الجانب، في ضوء رؤية المملكة 2030.
وينتظر من وسائل الإعلام أن تُبقي أضواءها مسلطة على هذا الجانب الحيوي من حياة الإنسان والمجتمع السعودي، في عصر تجد فيه المجتمعات نفسها أمام تيارات فكرية ونماذج أخلاقية وقيمية وافدة، تتجاوز الحدود عبر وسائل التقنية ووسائل التواصل الحديثة بلا ضوابط.
• أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة
• المشرف على الجمعية التاريخية السعودية – فرع منطقة مكة المكرم






