المقالات

يوم خالد في ذاكرة الوطن

سيظل يوم 31 أغسطس يومًا مجيدًا في ذاكرة الوطن ، فقد كانت المملكة في ذلك اليوم على موعد مع انطلاقة مرحلة جديدة في مسيرتها النهضوية المباركة عندما ولد على هذه الأرض الطاهرة محمد بن سلمان بن عبد العزيز الذي شاء الله أن يقود هذا البلد الطيب الأمين نحو سلالم المجد والرقي والازدهار بثقة وعزيمة وثبات ونجاح لفت أنظار العالم كله.
لقد ولد سموه قائدًا ونشأ زعيمًا، وتجلت في ملامحه سمات العبقرية السياسية، واستطاع أن يكسب ثقة والده ومحبة شعبه عندما تقلد منصب ولي العهد عام 2017 وهو في ريعان شبابه.
ولد سمو الأمير محمد بن سلمان في 31 أغسطس 1985 في الرياض، وهو الابن السادس لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان بن حثلين.
وتلقى سموه، مراحل تعليمه الأولى في مدارس الرياض. وكان ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة العربية السعودية في الثانوية العامة. وظهرت شخصيته القوية وبراعته في إلقاء الكلمات أمام الحشود بطلاقة ملفتة منذ نعومة أظفاره، وأظهرت ملامح شخصيته منذ ذلك الوقت مظاهر القيادة والزعامة وقوة الإرادة والعزيمة والإصرار والثقة بالنفس، إلى جانب طموح جارف ، ورجاحة في العقل وعمق في التفكير.
نال صاحب السمو الملكي، درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود، وجاء سموه في الترتيب الثاني على دفعته في كلية القانون والعلوم السياسية، كما تلقى العديد من الدورات والبرامج الدراسية المتخصصة.
لقد ظهر سموه على مسرح الأحداث في المملكة العربية السعودية كقائد مختلف في طموحاته ورؤيته وسعة أفقه وبعد نظره، ومختلف في تصوره لمستقبل الوطن. واستطاع أن يجذب محبة وثقة ودعم شباب الوطن الذين يشكلون 70 % من فئات المجتمع.
اليوم ونحن نحتفل بالذكرى العزيزة لمولد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يحق لكل مُواطن سعودي أن يفخر بأن مملكتنا الحبيبة استطاعت في هذا العهد الميمون، وفي فترة زمنية قياسية أن تضع اسمها في صدارة صُنّاع القرار الإقليمي والدولي، بعد العديد من النجاحات والانجازات التي حققتها سواءً على صعيد رؤية 2030 التي جسدت طموحات سموه في وطن تتحقق فيه أحلام القيادة وآمال المواطن، وطن يحلق في سماء التقدم وآفاق الازدهار، أم على الصعد الأخرى التي تناولت كافة مجالات الحياة عندما نجح سموه من خلال خطواته الموثوقة، وقراراته الشجاعة، وشخصيته القيادية الجذابة، ومساعيه المؤثرة في العمل على تخفيف حدة الصراعات في عالمنا المضطرب، والمضي قدمًا ببلادنا نحو تحقيق النمو المتصاعد والتقدم الملحوظ في كافة المجالات. وفي الواقع يمكن القول دون أدنى مواربة، وكما تذكر كارين هاوس رئيسة تحرير “وول ستريت جورنال” في كتابها المعنون “محمد بن سلمان الرجل الذي سيغدو ملكًا”، إن سموه نجح في إعادة تشكيل ملامح المملكة العربية السعودية منذ إطلاق رؤيتها في 2016.
وقد وضع سموه المحافظة على القيم والتقاليد والتعاليم الإسلامية الراسخة التي ترتكز على العقيدة الإسلامية السمحة في مرتبة متقدمة في سلم أولوياته، ولعل أهم إنجاز حققه سمو ولي العهد تمكنه من نقل المملكة في فترة قياسية إلى مصاف الدول المتقدمة عندما حقق انجازًا كبيرًا على صعيد التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في بلاده، وعندما أعاد صياغة السياسية الخارجية السعودية لتصبح أكثر برجماتية، وعندما جعل للمصلحة الوطنية العليا أهمية قصوى في سلم أولويات المملكة، وعندما جعل الندية في التعامل مع دول العالم والمعاملة بالمثل ملمحًا هامًا في السياسة الخارجية السعودية. واستطاع سموه بجولاته العالمية وترؤسه للعديد من المؤتمرات الإقليمية والدولية، ولقاءاته الرسمية المتعددة بزعماء الدول الكبرى أن يحقق لبلاده مكانة متقدمة ومتميزة في مجتمعها الدولي.
وتعززت ثقة خادم الحرمين الشريفين بسموه عندما تم تعيينه رئيسًا لمجلس الوزراء عام 2022، وهو ما زاد عزيمة وإصرار سموه على المضي قدمًا ، وبكل ما يملك من جهد وإصرار نحو المزيد من التميز والنجاح.
لقد أثبت سموه خلال السنوات القليلة الماضية أنه رجل التحدي، ورجل المهام الصعبة . ولعل أكثر كلماته تجسيدًا لهذا الطموح وذلك الإصرار قوله: ” طموحنا أن نبني وطنًا أكثر ازدهارًا يجد فيه كل مواطن ما يتمناه”.
ولعل من خلال قراءة إنجازات سمو ولي العهد في شتى المجالات أن لا نستغرب أن أطلق عليه من قبل مجلة “ذي إيكوميست” اللندنية “القوي وراء عرش والده”.
كم نحن سعداء بأن من الله علينا بقيادة رشيدة يجمعها بشعبها وشيجة المحبة وشراكة المسؤولية والعهد الوثيق. اللهم أدم على وطننا الغالي هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى – وأولها نعمة القيادة المخلصة لشعبها الأمينة على مصالحه ورفاهيته.

د. سونيا أحمد مالكي

طبيبة - مديرة إدارة الصحة المدرسية بتعليم جدة سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى