المقالات

ماذا تغيّر، وأين ذهبت الأخلاق؟!

قيادتك وعي

يتقابل الناس عند باب المسجد أثناء الدخول أو الخروج، فيُصرّ كل منهم على تقديم الآخر، ويحدث مثل ذلك عند اللقاء في السوق أو الطريق أو عند الدخول إلى مجلس؛ فالاحترام متبادل والإيثار في أعلى حالاته. إلا أن هذا الأدب والأخلاق والإيثار تنتهي بمجرد ركوب السيارات؛ فكل قائد مركبة لا يتحمّل أن يقود الآخر أمامه ببطء، فيسعى بعضهم للتجاوز بأي وسيلة، وربما في منعطفات أو طرق تنعدم فيها الرؤية للسيارات المقابلة.

أما القيادة بسرعات عالية، وربما مع الانشغال بالجوال، فحدّث ولا حرج؛ إذ أزهقت الحوادث أرواحًا كثيرة، خاصة من فئة الشباب. فلماذا نتغيّر عندما نقود السيارات عمّا نكون عليه حين نكون مشاة؟! أليست القيادة كما قيل: فن وذوق وأخلاق؟! فأين اختفى الذوق والأخلاق؟

لقد وضعت الجهات الرسمية في جميع الدول أنظمة للمرور لحماية قائدي السيارات والمشاة من تهور بعضهم، بما يحفظ الأرواح من مخاطر الطرقات. ونشاهد في الدول الأخرى – ومنها بعض دول الخليج المجاورة – احترام السائقين للأنظمة، بينما يتخلى بعضهم عن هذا الاحترام بمجرد دخوله للمملكة، وربما تجبره الكاميرات في بعض المواقع على الالتزام، لكنه سرعان ما يعود إلى المخالفة بعد تجاوزها.

نلاحظ كثيرًا عدم احترام بعض السائقين لعلامات المرور الموجودة في الشوارع، وعدم الالتزام بمسارات المشاة، إضافة إلى القيادة بسرعات عالية جدًا، رغم وجود كاميرات “ساهر” في بعض الأماكن.

ونصيحتي لأبنائنا الشباب قائدي السيارات: لا تُرهقوا والديكم بالخوف عليكم منذ خروجكم من المنزل حتى عودتكم، ولا تحرقوا قلوبهم بالتهوّر الذي قد يؤدي إلى وفاتكم، فتتحول ذكراكم إلى غصّة لا تنتهي وحزن يستمر معهم طول العمر. فارحموهم كما رحِموكم منذ ولادتكم حتى كبرتم.

أخيرًا: أتمنى من إدارات المرور تكثيف دورياتها وعدم التهاون مع مخالفي أنظمة المرور؛ فقد قيل: إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

وأشكر صحيفة مكة الإلكترونية على إطلاق حملة #قيادتك_وعي، ونسأل الله أن يحفظ الجميع من كل سوء، وأن يديم على وطننا أمنه وأمانه.

والله ولي التوفيق.

المندق – بالحكم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى