قال ابن خُرمان:
يعتبر الشاعر محمد بن أحمد الملقب ( كنفش ) أحد شعراء بالحكم من قرية دار المسيد توفي رحمه الله عام 1389 هـ عن عمر تجاوز التسعين عامًا تقريبًا ، وله عدد من القصائد الجيدة المحفوظة في صدور الناس وقد شارك في عدة حفلات خاصة في قرى بالحكم ([1]). من قصائده التي يتناقلها الرواة القصيدة التالية :
البدع :
حيا الله نمر(ن) يسمى النمر أبا الحارث([2])
إذا نحب من شظايا العرق و الضاحي([3])
خلّى ابل شاقول تهرب من مداورها([4])
والعيس إذا سمعت صوته بتنجنّه
الردود :
اللاش ما يكتمل في الدمس والحارث([5])
يوضح المستحي بالدمس وضاحي([6])
والفكرة ما امست على فكره يداورها
سكين عند الرفاة والعدو جنّة
يتحدث الشاعر في قصيدته السابقة عن الرجال و أنواعهم فتحدث في البدع عن النوع الشجاع الشهم الكريم حيث شبهه بالنمر الموجود في أصادير بالحكم والذي من صوته تخاف الإبل . أما في الردود فحدد الجبان الذي لا خير فيه فلا يفيد في عمل ولا يساعد في زراعه وليس لديه رأي عند شدة الأزمات وشبهه أخيرًا بالسكين التي تضرالأقارب بينما عند البعيد والعدو بردًا وسلامًا مثل الجنة .
ومن قصائد الشاعر أيضًا نذكر هذه القصيدة مدحًا في قرية النصباء في بني كنانة إحدى أكبر قرى زهران ، يمدحهم بكثرة الرجال الأشداء ويشبههم برسل الموت للأعداء ويضيف أنهم أهل الحكمة وصواب الرأي والدهاء فيقول:
يا سلام الله لدار(ن)عزيزة بالرجال
الذي مثل الجبال
الفهيرة فهرة الموت في يوم الدواس
لابدا راس(ن) لراس
لبس موسى حي موسى وحي اللي معه([7])
يالبروق اللامعة
اسمها النصباء ويدعونها مدريهة الجن
من تدره به نهارين عن حمى سنة
قال ابن خُرمان :
أثناء جلسة مع ابنه ( جراد بن محمد كنفش ) روى لي عددًا من القصائد التي قالها والده رحمه الله ومنها القصيدة التالية مدحًا في والدي ( ضيف الله بن خرمان ) رحمه الله تعالى حيث كانت تجمعهما صداقة إلا أن الراوي لم يحفظ ردود القصيدة :
ياليت ضيف الله يبقى بيننا ما يموت
وعل لاجا القدر يفديه منا اربعين
واربع مداين جعلها خالقي ماتدوم
جازان والقنفذة والليث وابها بها
يتمنى الشاعر أن يدوم صديقه الممدوح ولا يموت حتى لو يفديه أربعين من ربعه وأربع مدن حددها في قصيدته وربما كان يعني بها أشخاصًا معينين ، إلا أن القدر جاء على كليهما رحمهما الله تعالى وأسكنهما الجنة ورحم أموات المسلمين.
ختامًا : هذا بعض من سيرة هذا الشاعر و الذي أتمنى أن أجد مزيدًا من القصائد لهذا الشاعر وغيره حتى نتمكن من حفظها للأجيال ، ولله الحمد وبه نستعين .
كتبه /
علي بن ضيف الله بن خُرمان الزهراني
الدمام 2024 م – 1446 هـ .
———…..
هوامش
[1]) من كتاب ( صالح اللخمي- حياته وشعره ) ص 67 ، تأليف علي بن ضيف الله بن خرمان الزهراني.
[2]) أبا الحارث : لقب يطلق على النمر .
[3]) شظايا : تلف ، العرق والضاحي : مواقع في أصدار بالحكم .
[4]) خلّى : جعل ، شاقول : كان رحمه الله أحد أعيان بالحكم صاحب إبل .
[5]) اللاش : الجبان الذي لا خير فيه .
[6]) يوضح المستحي : يتسبب بالفشل للمحترم .
[7]) موسى بن جعبول رحمه الله معرف قرية النصباء .