نحمد الله سبحانه وتعالى أن سخّر لهذه البلاد الأسرة السعودية المالكة، والحمد لله في كل وقت وحين على ما نحن فيه من أمنٍ وأمانٍ ورخاء، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يغفر ويرحم ويُسكن مؤسس هذه الدولة السعودية الثالثة الفردوس الأعلى من الجنة، ووالديه وأسرته المباركة منذ الدولة السعودية الأولى.
وفي هذه المناسبة الوطنية لا بد لنا أن نتذكر ما عاش فيه الأجداد من ضنك عيش وخوف وتقاتل بين تلك القبائل المتفرقة، والخوف الذي كان يعتري حجاج ومعتمري بيت الله الحرام وزوّار المسجد النبوي الشريف، علاوة على الشركيات التي وُجدت في كل مكان قبل الدولة السعودية الثالثة.
جاءت هذه المناسبة الوطنية الـ95 ونحن نعيش أحداثًا عِظامًا غيّرت الكثير، وأسمحوا لي أن أتطرق إلى ثلاثة منها على سبيل المثال (وغيرها كثير):
الحدث الأول:
هذه المكانة العظيمة التي حققتها البلاد داخليًا في جميع المرافق الاقتصادية والعلمية والتنموية والصحية والأمنية وغيرها.
الحدث الثاني:
المكانة الخارجية ونجاح المملكة في التحول التاريخي لقضية الاعتراف العالمي بدولة فلسطين الحبيبة، ذلك التحول الذي كان قاب قوسين أو أدنى في النصف الثاني من عام 2023م، ولكن وللأسف الشديد كان هناك من يعارض ذلك وساهم في نسيانه من خلال تبني ما يُسمى (طوفان الأقصى)، والذي كانت نتيجته معروفة منذ الساعات الأولى ليوم 7 أكتوبر 2023م وما تبعه من دمار شامل لغزة واستشهاد ما يقارب 100 ألف شهيد وحوالي مليون مصاب جسديًا ونفسيًا. لكن الإرادة السعودية أبت إلا أن تواصل هذا النهج وأقنعت فرنسا أن تكون شريكًا معها، والنتيجة شاهدناها جميعًا قبل يومنا الوطني بيوم واحد في الأمم المتحدة من توالي الاعترافات من دول كبرى. ومن يُصدّق أن صاحبة وعد بلفور “بريطانيا” كانت من تلك الدول! والإجابة: إنها السعودية العظمى.
الحدث الثالث:
وهو حدث سبق أن طالبتُ بالتصدي له في مقال صحفي عام 2017م في صحيفة المدينة بعنوان: لماذا يسيئون لنا، وملخصه تصرفات سلبية من بعض أبناء وبنات جلدتنا وخاصة في الخارج أساءت لكل السعوديين، لكن مع الأسف تفاقم الأمر وتحول إلى ظاهرة (مشاهير الفلس). ولله الحمد صدر مؤخرًا تنظيم رائع جدًا قبل أيام من يومنا الوطني الـ95، لكنه لم يشمل تصرفات بعض المقيمين أو من يدّعون أنهم سعوديون ويمارسون تلك التفاهات.
قبل الختام:
هل من الوطنية يا مشاهير الفلس أو (المهايطين) أن نمد أطول سفرة في العالم؟ وهل من الوطنية أن نقدّم أكبر صحن مفطح إبل وأغنام في العالم؟ وهل من الوطنية التفاخر بثوب قيمته مائة ألف ريال أو بسيارة بملايين الريالات؟! أسئلة كثيرة تنتظر الإجابة.
الختام:
أرفع توصية في يوم الوطن للجهات المختصة: صدور قرار مالي تأديبي على كل من يُسيء لهذا الوطن قيادةً وشعبًا فيتفاخر بسيارة أو ثوب أو طعام أو عزائم مبالغ فيها أو لوحات سيارات وغيرها، بحيث تُصادر (إذا كانت سلعة) أو تُقدّر قيمتها (إذا كانت مناسبة عامة)، ثم يُغرم صاحبها بما يعادل قيمتها وتباع بالمزاد وتذهب تلك الأموال إلى الفقراء والمحتاجين فعلًا.
والسلام ختام






