في ليلة استثنائية عاشتها جدة عروس البحر الأحمر وجوهرة المدن السعوديه (بعد الرياض عاصمة الوطن مقر الالهام والابداع) ، أعاد النادي الأهلي السعودي كتابة فصول المجد، بتتويجه ببطولة آسيا للنخبة، ليؤكد أن الكبرياء لا تُهزم، وأن الإخلاص والإجتهاد حين يتجسد في نادٍ وجماهير، فإنه لا يعرف المستحيل.
منذ عام 2016م ما بين قمم ثلاثٌ من المجد ثم هبوط قاسٍ، وتحديات إدارية وفنية قاسية مؤلمة، ظل الأهلي في قلب مشجعيه، ولم يتخلَّ عنه عشّاقه في أحلك الظروف،، ثم كانت ليلة السبت 3 يناير 2025 وجاء الرد قويًا، مشرقًا، تكتبه أقدام اللاعبين، وتُشعل سطوره المدرجات الخضراء، ويُتوّج بالذهب.
لكن ما يجعل هذا الإنجاز أكثر عمقًا ليس فقط تحقيق اللقب، بل رمزيته. فقد كان التتويج تجسيدًا حيًا لإرادة لا تلين، ولمشروع رياضي بدأ يؤتي ثماره، بفضل دعم لا محدود من قيادتنا الرشيدة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله، اللذين ساهما في جعل الرياضة السعودية حديث العالم وعنوان للاحلام والطموحات.
صحيح أنني لم اشاهد فرحة جدة بإنجاز الوطن (بسبب تواجدي خارج المملكة بعيداً بآلاف الكيلومترات شرقاً وفي الصين تحديداً ،، ولكنني شاهدتها من خلال قنوات رياضيه للتلفزيون والقنوات الصينيه في فندق بمدينة إييوا شرق الصين وبصوت مذيع صيني “لم افهم منه شئ”) إلا انه قد كان شعور غاية في الروعة وأنا اشاهد اللاعبون يقاتلون في الملعب وسط هدير الجماهير الأهلاوية التي كانت المُلهم الأول، صوتهم لم يخفت، وإيمانهم لم يتزحزح، فكانوا بحق اللاعب رقم واحد، وشركاء في كل لحظة مجد.
أبارك لكل عاشق لهذا الكيان، ولكل سعودي تهمه الإنجازات التي تكون باسم الوطن وأقول: نعم، عاد الأهلي لا ليأخذ مكانًا، بل ليؤكد أن الكبار مهما طال غيابهم فإنهم لا يصدأون ولا ينكسرون بل يضيفون جواهر في وسط عقد من البطولات ،، كيف لا وجوهرتنا في تلك الليلة خضراء؟