وأنا أدخل الغرفة الخاصة بابننا التربوي هاني أسعد قفاص في مستشفى النور، بعد عصر يوم الأحد 28/9/1447هـ، كنت أحمل في ذاكرتي ما أراده الله له منذ سنوات طويلة؛ أن يكون رهين العصا والغسيل الكلوي ومرض القلب، وآخرها قرار الأطباء ببتر ساقه.
لكن هاني استقبل كل ذلك بصبر وثبات واحتساب، حتى استطاع أن يتغلب على مُصابه، ويحقق تقدمًا في عمله التربوي لفت الأنظار في مدرسته، وبين طلابه وزملائه والإدارة التعليمية، بل وحظي بزيارة مدير التعليم له في مدرسته.
وجدت هاني كعادته صابرًا محتسبًا، يبتسم وهو يعرّفني على ابنه محمد ويرحب بي وكأني في زيارة عادية. لم أشعر أن هاني بدا أمامي بصورة جديدة، بل هو كما عرفته… بصوته وتعامله مع الناس.
هاني صورة رائعة للمسلم الصابر الذي يؤمن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه. أحييك أيها التربوي الكبير، الذي لم يكتفِ بتعليم طلابه في فصله، بل قدّم لنا العديد من الدروس في الصبر والتعامل مع الحياة بما هي عليه.
هاني… كل من عرفك دعا لك بعاجل الشفاء، وأن تغادر سريرك مرفلًا بالصحة والسلامة، وتعود إلى أسرتك وطلابك ليكرروا الاحتفال بك. فأنت في سنوات معاناتك حرصت على الاستمرار في عملك التربوي والإعلامي، مرددًا أن ما أراده الله لا مفر منه.

أهنئك… فأنت من أصحاب العطاء للناس بتجربتك الصحية، ولذلك تستحق أن يحتفي بك كل من عرفك






