اطلق برنامج فني رعاية مرضى بالمملكة العربية السعودية بالشراكة بين وزارة الموارد البشرية والتنمية الإجتماعية ووزارة الصحة والهيئة السعودية للتخصصات الصحية وذلك لسد الإحتياج الناتج عن النقص في الكادر التمريضي ولتوفير فرص عمل لخريجي الكليات والتي فيها ندرة للتوظيف والإقبال في سوق العمل مثل خريجي كليات العلوم بتخصصاتها المتعددة.
إن برنامج فني رعاية مرضى هو برنامج صحي مهني في مدة لاتتجاوز العام تقريبا لإعداد كوادر مساندة في القطاع الصحي، يقومون بمساعدة التمريض والفريق الطبي في تقديم الرعاية الأساسية للمرضى، مثل: المراقبة الحيوية، المساعدة في التغذية والحركة، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي. وهو برنامج منتهي بالتوظيف.
حاليا يشارك في تدريس البرنامج عدد مختار من المستشفيات والجامعات تحت اشراف الهيئة السعودية للتخصصات الصحية, وتفيد الإحصائيات انه في عام 2023 احتفت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بتخريخ الدفعة الخامسة لعدد 1179 خريج ممن انهو البرنامج بنجاح والتحقو بسوق العمل حسب ماهو منشور في موقهم. ويعد هذا العدد لعام واحد انجاز بحذ ذاته خاصة اذا احتسبنا نفس العدد لكل عام سابق او تالي ويأخذنا للتساؤول بعدد من الأسئلة والتي يحتاجها الميدان خاصة مع التحول الصحي في مملكتنا الحبيبة.
• ماهو العدد المستهدف لتخريج خريجين فني رعاية مرضى؟
• ماهي نسبة الإشغال لفني رعاية مرضى في المستشفيات؟
• هل يوجد معاير ملزمة لنسب التوظيف لبرنامج فني رعاية مرضى لدى الإعتمادات للمستشفيات مثل سباهي وغيرها؟
• كم الأرقام الوظيفية المتوفرة لإشغال الوظائف تحت بند فني رعاية مرضى؟ وكيفية توفيرها؟
• كم يجب أن يكون عدد فني رعاية مرضى بالمقارنة لعدد الكادر التمريضي بالقسم او المستشفى؟؟
وحيث ان كادر فني رعاية مرضى يكون كادر تحت اشراف مباشر من كادرالتمريض وهناك تداخل في المهام الوظيفية لذلك من المهم على مهتمي الرعاية الصحية خاصة التمريض ان يكون لديهم أجوبة على الأسئلة اعلاة لضمان الرعاية الصحية الأمنة ومساعدتهم على اتخاذ بعض الأليات اوالخطوات الإجرائية للحد من أي اثار مترتبة مستقبلا على المنظومة الصحية. في ظني إن أثر زيادة أعداد الخريجين في برنامج فني رعاية مرضى مع عدم وجود إمتداد أكاديمي تخصصي قد يكون له تداعيات وأبعاد على المدى البعيد إن لم نعالج مايمكن معالجته بتضافر الجهود بين الجهات المعنية.
ابعاد على الخريجين:
• البرنامج يؤهل الخريج للعمل في الميدان الصحي تحت بند وتصنيف فني رعاية مرضى ولكن ليس له امتداد للتخصص ولايقابله اي مسارات أكاديمية متقدمة (دبلوم – بكالوريوس – ماجستير – دكتوراه)، مما يحد من تطلعاته المستقبلية للتطوير وتحسين الأداء.
• قد يشعر الخريج بالإحباط ويلجأ الى التسرب الوظيفي أوتعديل المسار الوظيفي او الاستقالات أو عدم الالتزام للبقاء في الميدان السريري لجمود المسار الوظيفي.
ابعاد على المستوى المؤسسي والوطني:
• قد يؤدي التوسع في التخريج إلى فجوة وخلط بين مهام التمريض والمهام المساندة، خصوصًا إذا لم يتم ضبط توزيع المسؤوليات بوضوح أولتدني انضباط الرقابة والمتابعة في بعض المستشفيات.
• محدودية الوعي لدى المرضى وبعض الكوادر الصحية بالمهام المحدودة لفني رعاية مرضى بالمقارنة بكوادر التمريض مما قد يؤثر سلبا على الرضى عن الكوادر بتصنيفاتها الصحيحة.
• قد ينعكس على مستوى المهارات المكتسبة ويؤثر على سلامة المرضى، خاصة إذا لم توضع خطط لبرامج أكاديمية وتدريبية لتفادي هذا التحدي مستقبلا.
• قد يؤدي الى فائض في عدد فني رعاية مرضى مقابل محدودية الإحتياج الفعلي في سوق العمل مقارنة بالتمريض.
• قد يؤدي الى تحول الفرص القيادية لفني رعاية مرضى لمحدودية مهامهم وإلزام الممرضين بالعمل السريري لأهميتهم مما يؤدي الى صراع داخلي تنظيمي وتسرب وإحباط لكوادرالتمريض.
• قد يؤثر على الكادر التمريضي بالمستشفيات وإشغاله في التعليم للبرامج ويحد من دورهم في الرعاية السريرية للمرضى وإختلاف المخرجات للبرامج لتعدد الجهات ونمطها التعليمي.
إن الطموح الصحي في مملكتنا الحبيبة عالي وتوجهاته الداعمة نحو جودة الحياة والرعاية الصحية المتكاملة للمجتمع لذلك اتخذت على مدى سنوات قرارات ذات اثر في التعليم الصحي لرفع المعايير الأكاديمية والمهنية ومنها قفل جميع البرامج الصحية السريعة وخاصة التي لاتتبع لجامعات أو كليات صحية معتمدة في التعليم لإدراكها الحكيم أن المستشفيات والمراكز الصحية التي تعنى بسلامة المرضى تتطلب تمريضًا مؤهلاً أكاديميًا قادرًا على اتخاذ قرارات سريرية معقدة ولدى دأبت على دعم الكادر التمريضي المهني المتخصص. لذلك قد يرى البعض انه على رغم ان برنامج فني رعاية مرضى ساهم بسد العجز لدى بعض المستشفيات إلا أن الزيادة والتوسع في تخريج فني رعاية مرضى دون امتداد أكاديمي وتدريبي قد يتحول من حل قصير المدى لسد العجز لدعم التمريض إلى تحدٍ طويل المدى قد يتمثل في تكدس الكوادر وغياب فرص النمو الوظيفي وخلق تحدي في كادر صحي مستحدث، مما يتطلب تخطيطًا استراتيجيًا من الجهات المعنية ذات العلاقة والصلة لتحسين المخرجات والإستفادة الأمثل للدعم وتوجيه الموارد المخصصة للتمريض والنظام الصحي لمستقبل صحي افضل.
مقترحات:
• خلق فرص أكاديمية لبرنامج فني رعاية مرضى وربطه بمسار أكاديمي ببرامج متخصصة مثل دبلوم أو بكالريوس التمريض.
• معالجة الخطة التدريسية الحالية ومعالجتها أكاديميا لتتسق مع امتداد تخصص صحي مما يمكن من عمل المعادلات ومن ثم القدرة على الإلتحاق ببرامج ذات درجة تعليمية.
• إعادة النظر في برنامج فني رعاية مرضى وإمكانية النظر في برامج تأهيلية بدرجة بكالريوس للتمريض حيث صلب الإحتياج المحلي والعالمي.
• تحديد النسب والمؤشرات المبنية على التصنيفات لأعداد ونسب فني رعاية مرضى في سوق العمل وتكون معلنة دوريا.
• إعداد أبحاث لدراسة الأثر وقياس الرضى من خريجي فني رعاية مرضى على ان تتضمن فئات واسعة من الخريجين والجهات ذات المصلحة والمرضى والتقارير بالمستشفيات.
إن ماتلمسناه من رعاية ودعم من هذا الوطن و ثقة في قيادات الصحة والجهات المنوطة يجعلنا على ثقة لجهودهم الدائمة والعمل بما يمكن وحسب ماتراه للتطوير والتحسين لتحقيق رؤوية المملكة 2030 والتي تسهم في ضمان جودة حياة كريمة وصحية وعافية للمجتمع بإذن الله.






