المقالات

خصومة المثقفين وجدالهم العقيم

كيف تكون الخصومة بين أديبٍ وأديب؟ بين مثقفٍ وآخر؟

وكيف يكون الحوار راقيًا أو متأزمًا بين هذا وذاك في حوارٍ نسميه “معركة أدبية”، أو نُحسبها كذلك؟

أهي أزمة حوار أم أزمة أخلاق بين المثقفين؟

قيل إن أكثر المثقفين في حواراتهم وجدالهم في منصة X متوترون، وهذا يكاد يكون سمةً عامةً للحوار والعراك الأدبي والثقافي، وهو ما نلاحظه ونقرأه على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة. ويؤكد ذلك أنها أقرب إلى المشاحنات والخلافات الشخصية وتصفية الحسابات، مما يعني أنها ليست صراعًا من أجل فكرةٍ أو مبدأٍ فكريٍّ أو معتقد، بل جدالٌ للنيل من الخصم والثأر منه، نتيجة فجوةٍ أخلاقيةٍ بين المثقفين.

المعارك الأدبية التي اشتهرت في تاريخنا الأدبي، وإن كان ظاهرها صراعاتٍ شخصية، إلا أن القارئ والمتابع كان يخرج منها بحصيلةٍ فكريةٍ ومعرفية.

أما الصراعات وتبادل الاتهامات أو الشتائم اليوم بين بعض الأدباء والإعلاميين، فليست ذات طابعٍ مهني، وهي تُسيء كثيرًا إلى الوسطين الثقافي والإعلامي. وحريٌّ بهؤلاء أن يقلعوا عن تبادل الاتهامات والشتائم، لأنها لا تصبّ في مصلحة أحد، ولا تخدم المصلحة العامة، ولا تضيف شيئًا إلى الساحة الثقافية.

ولا بد من الإشارة إلى أن وسائط تبادل الاتهامات والشتائم تتم في معظمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وليست عبر الصحافة أو وسائل الإعلام الرسمية. إننا بحاجةٍ إلى تشريعاتٍ صارمةٍ ودقيقةٍ لتنظيم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتجرِّم من يسيء استخدامها. كما يجب على الصحافة ووسائل الإعلام المحلية ألا تنجرف إلى هذا الواقع غير السليم.

هذا ما خلصت إليه آراء المثقفين حول عُقم الجدال الدائر بين المتحاورين وخصوماتهم غير الناضجة في عراكٍ غير مجدٍ وغير مفيد.

ولذا، فإن المؤكد أن أي حوارٍ أو جدالٍ لا بد أن يتحلى بأخلاقياته، وأن يُفضي إلى نتائج فكريةٍ وأدبية، فهي المحصلة الإيجابية النهائية له.

أما الجدال أو العراك الذي لا يؤسس لثقافةٍ أو فائدةٍ فكرية، فهو في النهاية جدالٌ بيزنطيٌّ ومعاركه خاسرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى