ذات يوم كنتُ أتجول في ظلامٍ دامس، فرأيت شعاعًا يلوح من بعيد. اقتربت منه بخوفٍ وفضول، حتى ظهر أمامي بابٌ غريب يتلألأ وسط الظلام. ترددت قليلًا قبل الدخول، لكنّ شيئًا بداخلي دفعني لأخطو نحوه. وما إن عبرت الباب حتى وجدت نفسي أمام شريطٍ طويل من الماضي والمستقبل، يعرض لي لحظاتٍ متتابعة كأنها شريط لحياتي.
رأيت انعكاس لحظة دخولي أمامي، فشعرت بالذهول والصدمة، لكني واصلت السير رغم الخوف. رأيت أيّامي الجميلة التي مضت، عندها أيقنت أن الزمان لا يعود يوماً. توقفت مكاني بصمت، وكأن كل شيء حولي تجمّد، حتى الهواء لم يتحرك.
استجمعت قواي، وأدركت أن جميع لحظات حياتي من الماضي إلى الحاضر وحتى المستقبل، رأيتها في لحظةٍ واحدة. كان الدخول إلى هذا المكان أسهل من الخروج منه، فالزمن هنا يسير ببطءٍ شديد، لكن بالمقارنة مع الكواكب الأخرى، كانت تمر سنوات وقرون!
سمعت ضجيجًا عاليًا يقترب من كل اتجاه، فذهبت أبحث عن مصدر الصوت، وبعد بحثٍ طويل ومجهد، شعرت أن الأرض تهتز من تحتي. وفجأة، فتحت عيناي على صوت المنبّه! استيقظت من كابوسٍ غريب، وأطفأت المنبّه وأنا أحاول استيعاب ما رأيته.
بدأت أتأمل الحلم وأفكر به بعمق، فاكتشفت أنه يشبه ما يحدث في الظواهر الفلكية، وأن الثقوب السوداء قد تكون السبب في عدم تناسق الزمان في الكواكب الأخرى. عندها قررت أن أدوّن ما رأيته، فكتبت نظرية فلكية قائمة على المعادلات الرياضية. ومع الوقت، حققت انتشارًا واسعًا، وظهرت آراء مختلفة حولها.
وبعد أعوام، تم بالفعل التقاط أول صورة حقيقية لثقبٍ أسود عام 2019، لتثبت أن ما بدأ كحلمٍ غامض كان يحمل في داخله شيئًا من الحقيقة.
بقلم: دانة الزهراني-شادن العمري-شيهانة الدوسري-لمار الشهري
(الثانوية الرابعة والعشرون بعد المائة)
تحت إشراف المعلمة/ سلوى السلمي







