
أكد نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم المديرس، أن اليوم العالمي للتطوع، الذي أقرّته الأمم المتحدة منذ عام 1985م، يمثل مناسبة عالمية للاحتفاء بالعطاء الإنساني، وإبراز الجهود العظيمة التي يبذلها المتطوعون في بناء المجتمعات وتنميتها، مشيراً إلى أن هذا اليوم يعكس تقديراً عالمياً لكل يدٍ تعمل بصمت من أجل الآخرين، ولكل قلبٍ آمن بأن العطاء قيمة سامية ومسؤولية مجتمعية قبل أن يكون مبادرة فردية.
وقال الدكتور “المديرس” في حديث له بهذه المناسبة: “إن العمل التطوعي ليس فعلاً عابراً أو نشاطاً موسمياً، بل هو ثقافة وسلوك حياة، يعكس وعي الإنسان بدوره تجاه وطنه ومجتمعه والإنسانية جمعاء، ويُسهم في بناء الشخصية وتعزيز الانتماء وتنمية روح المسؤولية الجماعية، وهو أحد أهم روافد التنمية المستدامة التي تقوم على الإنسان وتمتد به نحو الإنسان.”
وأضاف أن الحركة الكشفية منذ نشأتها عام 1907م على يد اللورد بادن باول، كانت ولا تزال إحدى المنصات العالمية الأكثر تأثيراً في غرس قيم التطوع والخدمة العامة، مشيراً إلى أن الكشفية ليست مجرد نشاط شبابي، بل منظومة تربوية متكاملة تسهم في بناء الإنسان المتوازن روحاً وخلقاً وجسداً، وتضم اليوم أكثر من 57 مليون كشاف في 176 دولة حول العالم، يعملون جميعاً تحت شعار “الخدمة من أجل الآخرين”.
وأوضح أن الكشافة السعودية تميزت بريادتها في مجال العمل التطوعي وخدمة المجتمع، من خلال مشاركاتها الواسعة في خدمة الحجاج والمعتمرين، والمبادرات البيئية والاجتماعية والإنسانية، لافتاً إلى أن هذه الجهود وجدت دعماً كبيراً من القيادة الرشيدة – أيدها الله – التي جعلت من العمل التطوعي محوراً رئيسياً في رؤية المملكة 2030، إيماناً منها بدوره في تعزيز التلاحم الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.
وأشار الدكتور المديرس إلى أن من أبرز صور الإسهام السعودي في تعزيز ثقافة التطوع ما قدمته المملكة من خلال مبادرة “رسل السلام” التي انطلقت من أرضها الطيبة لتصل إلى جميع قارات العالم، حاملة رسالة المملكة في نشر قيم السلام والتسامح، وتعزيز ثقافة الحوار والعمل التطوعي بين الشباب، وتمكينهم من إطلاق مشاريع ومبادرات تسهم في خدمة مجتمعاتهم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وبيّن أن منهج الحركة الكشفية القائم على “التعلم بالممارسة” جعل من التطوع أسلوب حياة يومي يغرس في نفوس الفتية والشباب حب الخير والتعاون وخدمة الآخرين، وأن مبادئها الثلاثة – الواجب نحو الله، والواجب نحو الآخرين، والواجب نحو الذات – تشكل قاعدة متينة لبناء شخصية متوازنة قادرة على العطاء والالتزام بالقيم الإنسانية العليا.
وأكد مرة أخرى أن العمل التطوعي في جوهره ممارسة إنسانية راقية تعزز الانتماء وتقوّي الروابط الاجتماعية، وتُعدّ الكشافة بحق مدرسة لبناء الشخصية وصناعة القادة، وغرس القيم الإيجابية وروح المبادرة لدى النشء والشباب، مشدداً على أن أجمل صور التطوع هي تلك التي تصنع أثراً مستداماً في النفوس قبل المظاهر.
واختتم الدكتور المديرس حديثه قائلاً: “في اليوم العالمي للتطوع، نجدد في جمعية الكشافة العربية السعودية التزامنا برسالة العطاء الإنساني، ونؤكد أن الكشافة ستظل منارةً للمسؤولية المجتمعية، ومختبراً حقيقياً لصناعة السلوك التطوعي الإيجابي الذي يسهم في بناء الوطن وخدمة الإنسانية؛ فبالعطاء تُبنى الأوطان، وبالروح التطوعية نصنع مستقبلاً أكثر سلاماً وإنسانية.”






