
أسئلة كثيرة تطرح نفسها في هذا السياق ومنها أهمية وخطورة الجريمة التي إرتكبها هؤلاء وضعف العقوبات بحقهم ..وما هو دور الجهات الرسمية من جرائم التزييف وإصرار المجرمين للعمل تحت غطاء هذه الوثائق المزورة حتى أن بعضهم يحصل على الشهرة والمال معاً من وراء إستخدامها .. وكيف يسمح لهم بمزاولة مهام وأعمال حساسة لها علاقة بصحة الإنسان وسلامته فنجد طبيباً أو صيدلياً يعمل في مستشفى معروف ويمارس مهنة الطب أو الصيدلة لسنوات طويلة وبكل جرأة وسبق إصرار وبمجرد إرتكابه لخطأ واحد يتم إكتشاف أمره وأنه يحمل شهادة مزيفة حصل عليها مقابل المال ومهندس طرقات أو جسور أو مباني هو الآخر يمارس مهامه لسنوات طويلة وقد تم إنجاز كم هائل من المشروعات تحت إشرافه ثم سرعان ما يتم إكتشاف أمره وأن مؤهلاته مزيفة وغير صحيحة فتمر مثل هذه الأمور مرور الكرام وأكثر ما فيها من عقوبات كف يده وسحب ترخيصه أو ترحيله من البلاد بينما الجريمة التي إقترفها تعتبر من أشنع الجرائم لأنه كذب على الجميع ومارس المهنة بدون خبرة ..وبقي السؤال الأخير ..وهو أين هي العقوبات بحق هؤلاء إذ كان من المفترض التشهير بهم أمام الملأ وتقديمهم للعدالة وتحميلهم كافة المسئولية عما إقترفوه من جرائم – ولوضع حد لمثل هذه الممارسات من التزييف أن لايتم تعيين أي شخص في منصبه مالم يتم فحص كافة مؤهلاته فحصاً دقيقاً للتأكد من مصداقيتها !!
وبهذه المناسبة دعوني أسرد لكم قصة ظريفة عاصرتها شخصياً فحينما كنت مدير تحرير لصحيفة المدينة كانت هناك طبيبة نساء وولادة تشارك بالكتابة في الصحيفة وتتطرق لقضايا أمراض النساء وفق إختصاصها..وفي أحد الأيام وحسب وصفها لعنوان المستشفى الذي تعمل فيه ذهبت إليها إحدى الزميلات في زيارة مفاجئة – وسألت عنها ولكن الجميع كانوا يبتسمون كلما سألت زميلتنا عن هذه الطبيبة النطاسية ليتضح في النهاية أن سبب تلك الإبتسامات الساخرة هو أن هذه الطبيبة المزعومة هي في الأصل رئيسة مستخدمات النظافة بالمستشفى ولا علاقة لها بالطب !!وطرفة أخرى لها علاقة بالتزييف أيضاً فقد لقب أحدهم نفسه بقوله العميد ركن د. فلان بن فلان. وقد سأله بعضهم عن سر هذه الألقاب والجميع يعلم بأنه لم يعمل في أي قطاع عسكري حتى يمنح رتبة عميد ركن – كما أنه لم يستكمل دراساته العليا حتى يحصل على الدكتوراة ..ولماذا يصر على التزوير الخطير – فأجابه بكل برود – أنا أعلم ذلك فبالنسبة لصفة عميد فأنا عميد الأسرة – أما بالنسبة لصفة ركن فأنا دائم الجلوس في ركن غرفتي بالمنزل وبالنسبة لحرف الدال فأنا أحمل ديوناً كثيراً وبذا أعني بأنني عميد الأسرة وقابع في الركن وديوني متراكمة !![/JUSTIFY]