المقالاتعام

الحج الاستثنائي 1446هـ

•التميز هندسة سعودية:
تعد هندسة الحج صناعة سعودية بامتياز، ذلك بأنها تملك رصيداً من الخبرات على مدى عقود من الزمن جعلت منها تجربة علمية ثرية في إدارة الحشود وتوجيه الجهود وتسخير الإمكانيات والعمل بروح الفريق، حتى أضحت مدرسة ومضرب مثل في تحقيق نجاحات مبهرة لا يمكن أن تكون إلا في السعودية!.
ولكون الحج شعيرة دينية وتجمعاً إسلامياً تعبدياً يتكرر بصفة دورية سنوية فإنه أصبح موضع اهتمام الدولة على مختلف الأصعدة، كون ذلك يتطلب استعدادات مبكرة وجهوداً مضاعفة تزداد تكثيفاً وتركيزاً سنة بعد اُخرى تبعا لنتائج البحوث والدراسات والمراجعات ومتطلبات المرحلة.
وسام الشرف:
ولأن نجاح الحج في العام الحالي 1446هـ 2025م استثنائي بكل المقاييس فإن ذلك يعود لعمل مؤسسي متقن بتوجيه وإشراف مباشر من القيادة العليا؛ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء- حفظهم الله- وبتضافر جهود الوزارات والإدارات المعنية التي تعمل ليل نهار لبناء الخطط ورسم السياسات وتهيئة كافة الاستعدادات لموسم الحج، ليظهر بهذه الصورة المشرقة والمشرفة، وهنا يجب الإشارة لبعض الممكنات التي أسهمت بشكل فاعل في هذه المناسبة الدينية العظيمة:
⁃ الحوكمة المنبثقة عن رؤية المملكة 2030 التي تعد منهجية أساسية لكافة القطاعات والمؤسسات الحكومية والأهلية والتي مؤداها الشفافية والوضوح وصولاً للكفاءة والإتقان.
⁃ الاستعدادات المبكرة لموسم الحج، لرسم الخطط والأجراءات التنظيمية والإدارية من خلال الاجتماعات والمراجعات للخطط، ورصد الملاحظات الميدانية، والمستجدات المستقبلية، والتي تترجم على الميدان؛ تهيئةً وتطويراً؛ تجديداً وابتكاراً.
⁃ تشكيل منظومة متكاملة تعمل بإتساق وكفاءة إشرافية وبحثية وخدمية يقود دفتها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نائف؛ وزير الداخلية رئيس لجنة الحج المركزية، وإشراف ومتابعة حثيثة وميدانية مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة رئيس لجنة الحج الدائمة، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل، وعضوية معالي وزير الحج، ووزراء الجهات ذات العلاقة بالتطوير والخدمات المساندة.
⁃ وحدة القيادة والتوجيه: عن طريق غرفة عمليات مشتركة تقوم بالتحليل والمعالجة الفورية لما يطرأ ميدانياً من إشكاليات.
⁃ التوسع والتطوير المستمر للبنى التحتية والمشاريع والإنشاءات التي تسهم في تسهيل مهمة الحج، من طرق وجسور ومسارات مشاة، ومبانٍ إيوائيه، ووسائل نقل حديثة ومتطوره، وغيرها من الخدمات الصحية والبيئية.
⁃ الحرص على أمن الحج من خلال جهود وزارة الداخلية ممثلة في الأمن العام بفروعه المختلفة وعلى رأسها؛ قوات أمن الحج والعمرة، وذلك لتفعيل شعار ( لا حج بلا تصريح) من خلال فرض طوق أمني لمنع التسلل والاختراقات غير النظامية التي من شأنها إرباك خطط التفويج والتسبب في التدافع، أو مزاحمة الحجاج النظاميين القادمين من شتى أصقاع المعمورة، وهذا ما أسهم في نجاح الحج بالصورة المرسومة.
⁃ استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتطوره من كمرات حرارية وطائرات الدرون وأجهزة المراقبة المختلفة التي أسهمت بشكل فاعل ودقيق في تعقب ورصد المخالفين وصولاً لحج فريد وسليم وخالٍ تماماً من أي مخالفة.
⁃ الحرص الدائم على تأمين المشاعر بوسائل السلامة والعوامل المساعدة للحد من درجات الحرارة المرتفعة بابتكار رشاشات ثابتة ومتحركة، مع وضع طبقات طلائية عازلة للشوارع والممرات، إضافة لتركيب برادات الماء، وتوزيع المبرات لتكون في متناول اليد، إضافة للتوسع في الخدمات الصحية من مراكز ومستشفيات، مع توفير بيئة صحية آمنة محاطة بالنظافة والعناية.
وقفة تأمل:
منع التسلل للحج رسالة واضحة وجلبة مفادها:
⁃ أن الحج عبادة مقدسة مبجلة خالصة بنية شعائرية صادقة، وليست سياحة أو ضمنية تدخل في إطارها.
⁃ منع التسلل يهدف للحفاظ على الكرامة الإنسانية من التعرض للافتراش المهين أو التعرض للاجهاد الحراري الذي يؤدي بحياة الإنسان.
⁃ الحفاظ على سلامة الحجاج النظاميين من المضايقة اللا محسوبة، وعلى سلاسة وأنسيابية الحج بعيداً عن التدافع والزحام، والإخلال بسيره وخططه المرسومه من العوارض الطارئه.
⁃ يظل الحج رهناً بالاستطاعة، وبالتالي العذر لمن لا يملك القدرة المادية أو الجسدية، ليتجنب إزاء ذلك الأساليب الخداعية أو التغرير والمجازفات المخالفة استشعاراً بأنه لا يؤتى إلا بالطرق المشروعة، { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ} [آل عمران : 97] ⁃ طاعة ولي الأمر واجبة، لأنه الأحرص والأدرى بما ينفع الناس عموماً، وذلك يأتي في إطار تقديم المصالح العامة على المنفعة الخاصة الضيقة، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ} [النساء : 59]
إضاءة قلم:
يختصر كل جمل الشكر والثناء والإشادة بعبقرية الخطط والتنفيذ، والنجاح المبهر:
⁃ ابتسامة بريئة من حاج نقي القلب طاهر النفس، أو تعابير فرح لمن أدوا الفريضة بسلام آمنين.
⁃ غبطة قلب وسلام روح، ونشوة نصر، وتهاليل فرح، لمسؤول وجد لتعبه ونصبه وسهره ثمرةً لجهوده؛ جنى من خلالها الأجر والثواب، والرضا والقبول بحج آمن ونجاح باهر!
تهنئة قلبية صادقة:
بكل معاني الحب والولاء، والغبطة والسرور نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولسمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان على ما تحقق هذا العام من تنظيم متقن، ونجاح مبهر، يعد مفخرة سعودية لوطننا الأغر؛ قيادة ووزراء ومسؤولين في كافة القطاعات الحكومية والأهلية والقطاع الثالث غير الربحي وللمتطوعين وللشعب السعودي الوفي الذين أسهموا جميعاً بشكل فاعل ومؤثر في نجاح هذا الموسم العظيم.
‏​ومن العايدين الفائزين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى