حدثنا سعادته عن فن التعامل مع الآخرين قبل أن ينتقل لسرد قصة حياته مع عالم المال والأعمال والكفاح حتى النجاح وكيف أنه أنشأ مشاريع إستثمارية لا مثيل لها قد تكون نافست مشروعات سمو الأمير الوليد بن طلال . وكان (ثرثار المجلس) هذا كما أطلق عليه يحشر نفسه في أي حديث يدور بين الحضور ويزعم أن له خبرة ودراية به ثم يبدي رأيه ويحاول إقناع الآخرين بوجهة نظره ولو بالقوة الجبرية!
أذكر أن الحاضرين قد تناول قضية الأندية الرياضية وما تعانيه من مشاكل فما كان من ثرثار المجلس إلا أن قفز من مجلسه ليبدي رأيه في الأندية الرياضية ومستواها المتدني وكيفية الخلاص من المشاكل التي تعانيها وقال بالحرف الواحد : أنا شخصياً سبق لي أن تبرعت لأحد الأندية بالمنطقة الغربية بعشرين مليون ريال ولازلت أعرض المزيد من الدعم المالي لهذا النادي العريق ولكن بشرط أن يتم إختياري كرئيس للنادي!
أيقنت حينها بأنني أجلس إلى جوار شخصية معروفة ومهمة في المجتمع وأنه رجل أعمال ناجح وتمنيت حينها لو أحضرت معي دراسة جدوي إنشاء أي مشروع لعل وعسى أن يبادر رجل الاعمال هذا بدعمه حتى ولو كان المشروع عبارة عن إنشاء مصنع (للفاصوليا والبصل) ولا مانع أن يتولى رئاسة مجلس الإدارة فيه – وبينما أنا كذلك وإذ بشخص مجاور من الجهة الأخرى يهمس في أذني ويقول :دعك عنه فإنه شيخ طائفة الكذابين في البلد ولو كانت هناك جائزة في الكذب لحصل عليها بكل جدارة معرفاً إياه بأنه(بياع كلام) يتحدث عن مشروعات وهمية وأحلام واهية وأنه لايملك من حطام الدنيا شيئاً بل بالعكس من ذلك فإن صاحب المنزل الذي يسكنه هذا الثرثار قد طلب منه إخلاء المنزل لأنه لم يقم بدفع الأجرة منذ عام كامل !!
كثيراً ما نلتقي بمثل هؤلاء الذين يسهبون في الحديث عن أنفسهم ومشروعاتهم الوهمية وخيالاتهم الوردية فنصدقهم ثم ما نلبث أن نكتشف حقيقة أمرهم بعد الإحتكاك بهم مباشرة وإذ بهم ضمن كوكبة الثرثارين (وبائعي الكلام)! ..[/JUSTIFY]
