الحرمين الشريفين

الحفل الختامي للمسابقة الدولية من الشؤون الاسلامية

جدة/ علي إبراهيم: صحيفة مكة الألكترونية

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله- رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة ، وبحضور معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المسابقات القرآنية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ الحفل الختامي لمسابقة الملك عبد العزيز الدولية الحادية والثلاثين لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره الذي نظمته الوزارة مساء اليوم الأحد الثاني والعشرين من شهر شوال 1430هـ ، وذلك بقاعة " دنيتي " بفندق وستين بجدة .

وقد بدأ الحفل بتلاوة آي من القرآن الكريم ، ثم ألقيت كلمة المشاركين في المسابقة ألقاها بالإنابة عنهم المتسابق / سيد أحمد محمد يوسف من جمهورية موريتانيا الذي قال فيها: إنه لمن دواعي سروري أن أقف بين أيديكم أصالة عن نفسي , ونيابة عن إخوني المشاركين في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية الحادية والثلاثين لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره , لأعبر عن جزيل الشكر والتقدير وجزيل المودة والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز , وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز ,وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز- حفظهم الله – على ما وجدناه من رعاية , وعناية , وحفاوة , وتكريم في هذه المسابقة بوجه خاص , وما يجده أهل القرآن , والقرآن الكريم بوجه عام من العناية والاهتمام .
وأضاف قائلاً : إننا سمعنا عن مكارم المملكة , وأفضالها , وجهودها الخيرة , ولكننا لمسنا ذلك على أرض الواقع , وعايشناه بأنفسنا , وما هذه المسابقة , وطباعة المصحف الشريف , وترجمة معانيه بعشرات اللغات , وتوزيعها مجاناً , وقبل ذلك الالتزام بكتاب الله الكريم , ومنهجاً ودستوراً إلا أكبر دليل على تميز هذا البلد الكريم عطاءً وبذلاً وخدمة للدين , والحرمين الشريفين .

وأكد المتسابق الموريتاني سيد يوسف أن هذه المسابقة , وهي تختتم عامها الحادي والثلاثين , وما تميز به كثرة المشاركين , وإقامتها في مهبط الوحي ومشرق الرسالة , يجعل منها مسابقة فريدة غالية , يتوق إلى المشاركة فيها كل حافظ لكتاب الله , كيف لا وهي تقام في المكان الذي أنزل فيه القرآن , ويتيسر للمشاركين فيها أداء العمرة , والصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويزيد على ذلك ما يقدم للمشاركين من مكافآت وجوائز قيمة .

وفي ختام كلمته ، عبر عن عميق الشكر والتقدير لجميع الرجال المخلصين في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد , وعلى رأسهم معالي وزيرها الشيخ صالح ابن عبدالعزيز آل الشيخ على ما لقيه المتسابقون طوال الأيام الماضية من عناية , وحفاوة , وتعاون , وللمشايخ المحكمين الذين استفدنا من توجيهاتهم , فلهم خالص الشكر والدعاء ، سائلاً الله أن يجزي ولاة أمر هذه البلاد خير الجزاء , على ما يقدمونه للإسلام والمسلمين .

بعد ذلك استمع الحضور إلى نماذج من تلاوات الفائزين ، ثم ألقى سعادة الأمين العام لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره الدكتور منصور بن محمد السميح كلمة قال فيها : الحمدُ للهِ شرحَ الصدورَ بالإسلامِ ، وهدى البصائرَ بالقرآنِ ، عزَّ ربُّنا وتبارك ، نعمُهُ لا تُحصى ، وفضلُهُ لا يُحَدُّ ، فله الحمدُ كما يليقُ بجلالِ وجههِ وعظيمِ سلطانِهِ ، ولهُ الحمدُ كما يحبُّ ربُّنا ويرضى ، وأشهدُ ألا إلهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ نبينَا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه وعلى آلهِ وأصحابهِ والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ ، صلاةً وسلاماً دائمين إلى يومِ الدين.
واستطرد قائلاً : الحمدُ للهِ القائلِ ((وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ )) كتابُ اللهِ الكريمُ أعجزَ البلغاءَ معارضتُهُ ، وأخرسَ الفصحاءَ مشاكلتُهُ ، أمثالُهُ عبرٌ لمن تدبرها ، وآياتُهُ حِكمٌ لمن تأمَّلها ، فيهِ المواعظُ للإفهامِ ، والقَصصُ ذاتُ العبرةِ والانسجام ، وفيه الأحكامُ للاحتكام ، وكان أهلُ هذا الكتابِ هم أهلُ اللهِ وخاصتُهُ ، هذا الكتابُ الذي لو نزَل على جبلٍ لاندكَّ وتصدعَ من خشيةِ اللهِ تعالى ، ولكنه سبحانَهُ جعلَ في قلوبِ عبادِهِ القوةَ على حملِهِ فضلاً منه ورحمةً ، فنزلَ به أمينُ السماءِ إلى أمينِ الأرضِ في هذه الأرضِ لتكونَ شاهدةً على ألسنةٍ تغنتْ بآياتِهِ وتناقلتْهُ لمختلفِ الأمصارِ والأقطارِ أجيالٌ وأجيالٌ ، لتنصرفَ الهممُ تتعلمُهُ وتبحثُ عن معانيهِ وغرائبِهِ ، فكانت صدورُهم أوعيةً لكتابِهِ فشربتْ قلوبُهم حبَّهُ ، وتعاهدتْ تلك القلوبُ على ملازمتِهِ ، وتهافتتْ إلى مأدبةِ الرحمنِ أفئدةٌ أعياها الشوقُ وأضناها الحنينُ إلى بيتِ اللهِ العظيم وكتابِهِ الكريمِ فحيَّهلاً بمن اختارَهم اللهُ فكانوا ضيوفَنَا وشرّفنا بخدمتِهم فيا أُنسنا .

وأكد الدكتور السميح أنَّ هذه المسابقةَ هي من أعرقِ المسابقاتِ في العالمِ ، فقد دخلتْ في عِقْدِها الرابعِ ، وتُوجتْ باسمِ مؤسسِ الدولةِ الملكِ عبدِالعزيزِ بنِ عبدالرحمن آل سعود – طيب اللهُ ثراه – وقد حظيتْ بالدعمِ من قادةِ هذه البلادِ وعلى رأسِهم خادمُ الحرمين الشريفين الملكُ عبدُاللهِ بنُ عبدِالعزيز وسموُّ وليِّ عهدِهِ ، وسموُّ النائبِ الثاني ، الذين حرصوا كلَّ الحرصِ على الاهتمامِ بالقرآنِ وأهلِهِ وتشجيعِ حفظتِهِ ، فقد شاركَ في هذه المسابقةِ مُنذ انطلاقتِها الأولى في عام 1399هـ خمسون متسابقاً ، وهانحن اليومَ نحتفي بالدورةِ الإحدى والثلاثين ، وقد بلغ عددُهم أكثرَ من خمسةِ آلافِ متسابقٍ خلالَ واحدٍ وثلاثين عاماً من العطاء.

وأوضح أمين عام المسابقة أنَّ هذه المسابقةَ قد رُشح لها (218) مئتانِ وثمانيةَ عشرَ متسابقاً ، تمَّ قبولُ (174) مائةٍ وأربعةٍ وسبعين متسابقاً انطبقت عليهم الشروطُ المعتمدةُ في الخطةِ ، وتغيبَ من هذا العددِ (12) اثنا عشر مرشحاً ، وتم استبعادُ (44) أربعةٍ وأربعين مرشحاً وذلك لعدمِ مطابقةِ شروطِ القبولِ ، وقد شرُفت المملكةٌ بمشاركةِ نخبةٍ من العلماءِ الأجلاءِ أعضاءِ لجنةِ التحكيمِ المختصين في علم القراءاتِ والإقراءِ من دولٍ شتى ، فشاركَ هذا العامَ نخبةٌ من المملكةِ ومن مصرَ وماليزيا وباكستانَ وتركيا والجزائرِ والسنغال ، وقام أعضاءُ لجنةِ التحكيمِ مشكورين بالاستماعِ إلى تلاواتِ المتسابقينَ لفترتينِ صباحيةٍ ومسائيةٍ بجهدٍ متواصلٍ وعملٍ متقنٍ وذلك في خمسةِ أيامٍ ، كما صاحَب هذه المسابقةَ الزياراتُ المتنوعةُ من العلماءِ وأئمةِ الحرمِ المكيِّ، وجولاتُ المتسابقين للاطلاعِ على جهودِ الدولةِ في إعمارِ مكةَ المكرمة ومنطقةِ المشاعرِ ، وما بقي بإذنِ اللهِ تعالى من زيارةِ مسجد النبي  في المدينةِ المنورةِ ومسجدِ قباء ، ومجمعِ الملكِ فهدٍ لطباعةِ المصحفِ الشريفِ ، وغيرِها من البرامجِ المصاحبةِ .

وأبان سعادته أنَّ هذه المسابقةَ العريقةَ قد خُصَّتْ بمزايا أنتهزُها فرصةً لأبرزَ أهمها ، فهي من أولى المسابقاتِ التي تُعنى بالحفظِ على مستوى العالمِ الإسلامي ، فكثيرٌ من المسابقاتِ الأخرى في العالمِ الإسلامي حذت حذوها ، واستفادت من نظامِها وآليةِ تنفيذِها وخطتِها ، ومن مزايا هذه المسابقةِ المباركةِ إقامتُها بجوارِ أطهرِ بقعةٍ في الأرض بيتِ اللهِ الحرامِ مكةََ المكرمة وقبلةَِ المسلمين ومهوى أفئدةِ العالمين ، ومايغنمه المتسابقون من أداءِ مناسكِ العمرةِ والصلاةِ ببيتِ اللهِ الحرامِ .

وهنأ أمين عام المسابقة المتسابقين على ما حققوه من نتائج ممتازة ، وقال : إن الجميعَ فائزٌ بالأجرِ والمثوبةِ وما تحققَ من زيارةِ بيتِ اللهِ الحرامِ وما حظي به الجميعُ من تحقيقِ الألفةِ والمحبةِ والأخوةِ بينَ المشاركين وما حملتموه في صدورِكم من كتابِ اللهِ تعالى هو أعظمُ أجراً .

وشكر سعادته أعضاء لجنة التحكيم الذين استمعوا تلاوات المتسابقين ، كما شكر الجميعِ مشاركتَهم لنا هذا الاحتفاءَ ، وباسم الأمانةِ وجميعِ اللجان شكرُ سمو الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز على تشريفه الحفل ، وسأل اللهَ أن يكتبَ لسموه الخُطا ، وأن يرفعَ له الدرجاتِ ، كما أسألُه تعالى أن يديمَ علينا نعمةَ الأمنِ وأن يحفظَ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا من كلِّ شرٍ وسوءٍ وبلاءٍ ، والشكرُ موصولٌ لصاحبِ المعالي وزيرِ الشؤونِ الإسلاميةِ والأوقافِ والدعوةِ والإرشادِ الشيخِ صالحِ بنِ عبدِالعزيزِ بنِ محمدٍ آلِ الشيخ الذي دعمَ المسابقةَ وساندَ الجهودَ وذللَ الصعابَ فكان وراءَ هذه النجاحاتِ بتوجيهاتِهِ السديدةِ ، وآرائِهِ الصائبةِ للرقي بمستوى المسابقةِ في جهازِيها الإداري والفني .

كما شكر سعادته رؤساءَ اللجانِ وأعضاءَها الذين بذلوا جهداً واضحاً وتميزاً ملموساً ، وللجميعِ خالصُ الدعاءِ وصادقُ الثناءِ ، عقب ذلك استمع الجميع إلى نماذج إلى تلاوات الفائزين .

ثم ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ كلمة قال فيها: لا شك أن مقام الحمد هو أعظم المقامات وشكر الله جل وعلا على حمده وإحسانه وتوتر فضله من سمات عباد الله المتقين الذين يتبرءون من الحول والقوة إلا به , ولا حول ولا قوة لا بالله ولا نجاح إلا بالله ولا استقامة إلا بالله , ولا فضل إلا من الله وما بكم من نصره ولا نصرة من الله ( [COLOR=green]ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون[/COLOR] ) فإن نعمة القرآن هي من أعظم النعم وهي الرحمة المهداة والنعمة المسداة لهذه البشرية جمعاء ولآمة محمد أمة الإجابة خاصة ذلك أن القرآن هو الفخار وأن القرآن هو الرفعة لآن القرآن مصدر العزة الحقيقي ([COLOR=green]وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون [/COLOR]) علت أمتنا لما أخذت القرآن بحق وهابها الناس لما أخذت القرآن بحق ولما عادت هذه الخصلة فجاء هذا التمسك فإن الهيبة تزداد فأن الاجتماع بالقرآن الكريم هو سنة عباد الله المخلصين ذلك لأن القرآن كلام الله لهذا كان الصحابة رضوان الله عليهم يتسابقون في حفظ القرآن الكريم ويعلمونه أبنائهم ويجعلون ذلك من القرب العظيمة لهم وللأجيال التي من بعدهم لهذا كان من اللوازم على أمة الإسلام أن تهتم بهذا القرآن حفظاً وتدارساً وتعليماً في علوم ثم أيضاً تشجيعاً لمن نال هذا السبق وحظي بهذه المكانة ثم تطبيقاً لهذا القرآن في أرض الواقع .

والمملكة العربية السعودية هي التي تميزت في القرن الماضي وفي هذا القرن لأنها أخذت القرآن يوم كان الناس في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه وجزاه عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء كان الناس يتلفتون آنذاك في بساتين فمنهم من كان معجباً بالدستور الشرقي ومنهم من كان معجباً بالنظام الغربي ومنهم من كان يلتفت هنا وهناك فأني ألا أن يكون شعار المملكة العربية السعودية (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) وأن يكون المعول على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا تميزت هذه المملكة في عهد وفي عهد الملوك من بعده إلى هذا الزمن وإلى ما بعده إلى ما يشاء الله تميزت بالأخذ بهذا القرآن بالمدارس والتعليم العام والجامعات والمحاكم الشرعية وفي النظام العام للدولة وفي نظام الحكم وفي جميع مجالات تفاعل المجتمع تفاعل الدولة مع المجتمع الداخلي والخارجي نحن فحق لنا إن نفخر بتمسكنا لهذا القرآن ما استطعنا لذلك سبيلا .

وشكر معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل تكرمه بالحضور هذا الحفل وتشريفه لنا وتشجيعه لأبناه المتسابقين ، وهو معنا دائماً في جهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، منوهاً معاليه في ذات الوقت باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله ، وسمو ولى عهده الأمين ، وسمو النائب الثاني لجميع الأعمال الإسلامية التي تعز الإسلام وترفع شأنه وتنصر أهله في الداخل والخارج فلهم في هذا مقامات صدق ، جزاء الله الجميع عنا خيرا أيدهم ورفع لهم منارا وكبت أهل أعدائهم نارا .

وتناول معاليه في كلمته أفضال حفظ كتاب الله العزيز والعمل بما جاء فيه من أحكام ، وما يتميز به حامل كتاب الله من إخلاص وطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم لأنه يتذكر دائماً ما يحمله في صدره { واعبدوا الله مخلصين له الدين } فحامل القرآن مطيع لله تعالى مطيع لرسوله صلى الله عليه سلم مطيع لولاة الأمر لأنه يحمل معه { [COLOR=green]يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول والى الأمر منكم[/COLOR]} وحامل القرآن الكريم تجده طيب القول طيب الكلام مع الناس جميعاً لأنه يحمل قول الله تعالى { وقولوا للناس حسنا } وحامل القرآن الكريم تجده براً بوالديه واصل بالرحم براً بمجتمعه يسعى بالتعاون على البر و التقوى في كل مجال ينفع الناس وينفع المسلمين بل ينفع الناس أجمعين لأنه يحمل معه قول الله تعالى {[COLOR=green]وتعاونوا على البر والتقوى[/COLOR]} وحامل القرآن ن الكريم لا تجده يعين أهل باطن على باطنهم ولا أهل تطرف على تطرفهم وأهل إرهاب على إرهابهم ولا أهل مخالفة على مخالفتهم لأنه يعلم أن هذا من التعاون على الآثم والعدوان وهو يحمل قول الله تعالى في صدره : {[COLOR=green]وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان[/COLOR] } .

وأكد معاليه على أهمية أن يكون أهل القرآن إذا كانوا جميعاً من المعلمين والمدرسين وفقهاء القرآن وحفظة القرآن وحملته من المحافظين على هذه العقيدة عقيدة الإسلام عقيدة أهل السنة والجماعة من جراء فتنة التكفير والتفجير التي انتشرت اليوم وأصبح كثير من الناس ينخدعون بها على طبقات ، ومنهم من شارك والعياذ بالله فأصبح على نهج الخوارج من المكفرة المفجرة ، وهولاء عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .

وشدد معاليه في هذا الصدد على حملة القرآن والمحبين لهذا القرآن مواجهة كل مد للتكفير وللتفجير ولسلوك مسلك الخوارج بأي شكل كان ، لأن هذا من أعظم القرب عند الله ، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما ذكر الخوارج قال في شأنهم : ( [COLOR=green]أقتلوهم حيث وجدتموهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله تعالى[/COLOR]) فأننا نهتبل الأجر والثواب في كل نوع من أنواع المواجهة لكل ضلال ، فحمل القرآن له مسؤوليته ، وحمل القرآن له أمانته وواجباته من الإخلاص لله تعالى واتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم طاعة ولاة الأمور في طاعة الله وفي غير معصية الله ، ثم في التعاون على البر والتقوى ثم في رد كل هجمة على عقيدة الإسلام وعلى صفاء هذا الدين وعلى تماسك أهله ، وأمن مجتمعاتهم وأمنهم لأنفسهم وأرواحهم وإعراضهم وأموالهم .

وفي ختام كلمته شكر معاليه ً أعضاء لجنة التحكيم على جهدهم معنا طيلة أيام المسابقة ، وهنأ جميع الأخوة المتسابقين على حضورهم للتسابق في أشرف ما يتسابق فيه وهو القرآن العظيم ، كما هنأ من فاز منهم بهذه المسابقة داعياً للجميع السداد والتوفيق وشكر معاليه جميع اللجان العاملة على جهودهم التي أدت بفضل الله إلى نجاح هذه المسابقة وإلى تميزها وتطويرها ، كما شكر معاليه سعادة أمين عام المسابقة السابق الأخ الفاضل الأستاذ عبدالعزيز السبيهين على جهده في تنظيم هذه المسابقة على مدى عدة عقود مضت هو الآن أرتحل عن هذه المسابقة فصار مكانه فضيلة الدكتور منصور السميح داعياً للخلف بالتوفيق وللماضي بالنجاح ، وأن يكون دائماً في أعماله موفقاً مسددً أن شاء الله .
بعد ذلك ألقى [COLOR=crimson]صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة [/COLOR]الكلمة التالية :

الحمد الله الذي نزل القرآن الكريم , هدى ورحمة للعالمين , ومعجزة لخاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه , وعلى آله وصحبه الأبرار الطيبين والتابعين بإحسان إلى يوم الدين .
أصحاب الفضيلة .. والمعالي .. والسعادة ..

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
يسعدني أن أنقل إلى أنقل إلى محفلكم الجليل , تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز راعي المسابقة , الذي شرفني ـ حفظة الله ـ بالإنابة عنه في حضور هذا الحفل .
وأن أشارك هذه الوجوه المتألقة بنور القرآن الكريم , تكريم الفائزين في أشرف ميادين المنافسة , وهي مجالات حفظ كتاب الله وتجويده وتفسيره , ولا شك أن الكل اليوم رابح , لأن الكل سعى في خدمة هذا الكتاب والعلوم ذات الصلة به .

[COLOR=blue]الحفل الكريم[/COLOR] ولقد شرف الله ـ سبحانه وتعالى ـ هذه البلاد بخدمة الإسلام والمسلمين وكتابه الكريم , منذ أسسها الملك عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ على الإسلام شريعة , والكتاب والسنة دستوراً , وأبناؤه من بعده إلى يومنا هذا على النهج ذاته . وفي هذا السياق .. تأتي مسابقة الملك عبدالعزيز العالمية , لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره , التي تنظمها المملكة لكافة المسلمين في أنحاء المعمورة , والتي تدخل هذا العام عقدها الرابع .

والمملكة تنطلق في هذه المسابقة وغيرها من واقع حرصها على اتخاذ الأسباب , لتنفيذ مشيئة المولى ـ جل وعلا ـ بحفظ كتابه الكريم " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " ولا يزال الكتاب ـ والله الحمد والمنة ـ في صدور الحفظة , وعلى ألسنة القراء والدارسين من المسلمين في إنحاء العالم , والمرجعية الأساس التي تحتكم إليها الدولة الإسلامية هنا في كل أمور الدين والدنيا , من واقع فهم نصوص التنزيل ، والاستدلال بصحيح السنة وإدراك الوسطية الخيرية , التي جاء بها ديننا الحنيف , والوقوف في وجه الجنوح بأشكاله .

[COLOR=blue]الأخوة .. والأبناء[/COLOR] وإن المملكة لتدرك أن الإسلام ـ بنص القرآن الكريم ـ دين عبادة وعمل , وإن الله استخلف الإنسان على الأرض لعبادته ـ جل وعلا ـ ولعمارة الأرض وترقيتها سواءً بسواء, وحث المسلمين على التفكير , حتى جعله السبيل إلى الهداية والإيمان كما حثهم على طلب العلم واستكناه المعرفة بألوانها من مضانها , وهي التي تمثل حجر الزاوية في عالم اليوم ودعاهم إلى الأخذ بأسباب القوة في أشكالها المتعددة , علماً وتطبيقاً , حماية لهذا الدين الحنيف وأتباعه .
لذا فإن المملكة تؤهل نفسها لأداء ذلك الواجب الشرعي من خلال كبرى المشروعات التي نراها اليوم في مثل جامعة الملك عبدالله الاقتصادية , وتطوير التعليم , وتكثيف الابتعاث ـ كماً وكيفاً ـ لطلب العلم في مواقعه الرصينة , إلى غير ذلك من عوامل التنمية البشرية , في إطار خطة تنموية عامة طموحة , تسابق العصر متكئة على مرجعيتها الإسلامية , مؤمنة أن ضابط الأمان لحركة الإنسان في هذا الكون المتزاحم بالمناهج والأفكار , هو هذا الكتاب الذي بين أيدينا دستوراً { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } ومنهج متكامل يرسم الطريق القويم للإنسان في كل أحواله المتصلة بالدين والدنيا معاً , … ما فرطنا في الكتاب من شيء …
[COLOR=blue]أصحاب الفضيلة .. والمعالي .. والسعادة [/COLOR] الحفل الكريم وأخيراً … [COLOR=crimson]أسمحوا لي أن أناشد معكم ـ من خلال منبركم الموقر ـ المسلمين في كل بقاع الأرض , أن يعضوا على كتاب الله الكريم بالنواجذ , وأن يسعوا إلى تدوير حفظه وتجويده ومدارسته بين الأجيال منذ الصغر فهو الحصن الحصين للتنشئة الصالحة , والمنهج القويم لدينهم ودنياهم . وأن يسعوا في الوقت ذاته إلى امتلاك أسباب القوة , التي تحمي ولا تهدد بطلب المعرفة المتوازنة بين العلوم الشرعية وعلوم العصر [/COLOR].

وختاماً أحيي جمعكم المبارك , وأرحب بضيوفنا الأفاضل , في منبت الإسلام الحنيف ومهبط الوحي بقرآنه , وأشكر جهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد , وعلى رأسها أخي معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ , وكل من ساهم بالعون في تنظيم هذا العمل المجيد و إدارته.

كما أهنيء الفائزين بالجوائز , وأثمن جهود كل المنافسين عليها , آملاً لهم الفوز في القادم إن شاء الله . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .عقب ذلك قام أعضاء لجنة تحكيم مسابقة الملك عبدالعزيزالدولية الحادية والثلاثين لحفظ القرآن الكريم بالسلام على صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز ، ثم تفضل سمو الأمير خالد الفيصل بتقديم درع تذكاري للأمين العام السابق للمسابقة الاستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن السبيهين تقديراً لجهوده التي بذلها في أمانة المسابقة ، بعد ذلك تفضل سموه الكريم بتسليم الجوائز على الفائزين في المسابقة والتي جاءت نتائجها على النحو التالي :

ففي الفرع الأول من المسابقة فاز خمسة متسابقين , حيث حصل على المركز الأول المتسابق أحمد بن على الشهري مرشح وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية وجائزة قدرها (75,000) ريال , وحصل على المركز الثاني المتسابق محمد بن عبدالقيوم عبدرب النبي عبدالله مرشح وزارة الشؤون الدينية بجمهورية باكستان الإسلامية وجائزة قدرها (72,000) ريال , وفاز بالمركز الثالث المتسابق مختار بن محمد برنومه محمود مرشح مركز الدراسات الإسلامية بجامعة عثمان بن فودي بجمهورية نيجيريا الفيدرالية وجائزة قدرها (69,000) ريال , وفاز بالمركز الرابع المتسابق محمد بن دريس دراريس مرشح وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بجمهورية الجزائر الديمقراطية وجائزة قدرها (66,000) ريال , وفاز بالمركز الخامس المتسابق أحمد ابن محمد الأمين مرشح وزارة الشؤون الدينية بجمهورية النيجر وجائزة قدرها (63,000) ريال .

وفي الفرع الثاني للمسابقة ، فاز خمسة متسابقين ، حيث حصل على المركز الأول المتسابق عبدالعزيز بن شكري على إبراهيم عبدالله طلحة مرشح وزارة الشؤون الإسلامية بمملكة البحرين وجائزة قدرها (55,000) ريال , وفاز بالمركز الثاني المتسابق عبدالله بن محمد عبده الخيري مرشح وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية وجائزة قدرها (52,000) ريال , وفاز بالمركز الثالث المتسابق أبو ريحان حفيظ مولانا لقمان حسين مرشح وزارة الشؤون الدينية في جمهورية بنجلادش وجائزة قدرها (49,000) ريال , وفاز بالمركز الرابع المتسابق يونس محمد عقيلي جي جيان مرشح منظمة الأوقاف والشؤون الخيرية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وجائزة قدرها (46,000) ريال , وفاز بالمركز الخامس المتسابق حسان بن عبده محمد حسان مرشح وزارة الأوقاف والإرشاد بالجمهورية اليمنية وجائزة وقدرها (43,000) ريال .
أما في الفرع الثالث ، فاز فيه خمسة متسابقين ، فقد حصل على المركز الأول المتسابق عبدالله بن محمد بن حمد بن صليح مرشح وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية وجائزة قدرها (40,000) ريال , كما فاز بالمركز الثاني المتسابق محمد شيتا آدم مرشح الجمعية الثقافية الإسلامية بجمهورية الكامرون وجائزة قدرها (37,000) ريال , وفاز بالمركز الثالث المتسابق ناصر بن بدر بن محمد صرام مرشح وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت وجائزة قدرها (34,000) ريال , وفاز بالمركز الرابع المتسابق أسامة بن محمد محمد لبيب عطيه مرشح الهيئة الدينية الإسلامية الرسمية بالنمسا وجائزة قدرها (31,000) ريال ، وفاز بالمركز الخامس المتسابق يعقوب بن محمد الحبيب الأمين محمد الحبيب مرشح وزارة الإرشاد والأوقاف بجمهورية السودان وجائزة قدرها (28,000) ريال .
أما بالنسبة للفرع الرابع ، فقد فاز خمسة متسابقين , حيث حصل على المركز الأول المتسابق صهيب بن جميل خليل حياة نور مرشح وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية وجائزة قدرها (25,000) ريال , وفاز بالمركز الثاني المتسابق عمر بن محمد موسى بشارة مرشح مركز الدراسات الإسلامية بجامعة عثمان ابن فودي بجمهورية نيجيريا الفيدرالية وجائزة قدرها (22,000) ريال , وفاز بالمركز الثالث المتسابق بكري زيد أحمد صديق مرشح وزارة الأوقاف والإرشاد بالجمهورية اليمنية وجائزة قدرها (19,000) ريال , وفاز بالمركز الرابع المتسابق آراس أسعد إبراهيم بني شمسه مرشح وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية وجائزة قدرها (16,000) ريال , وفاز بالمركز الخامس المتسابق جبريل ميكائيل الحسن مرشح المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية تشاد وجائزة قدرها (13,000) ريال .
وأخيراً في الفرع الخامس ، فقد فاز خمسة متسابقين ، وحصل على المركز الأول المتسابق يوسف بن فاروق عثمان مرشح دار القرآن الكريم بجمهورية جنوب أفريقيا وجائزة قدرها (10,000) ريال , وحصل على المركز الثاني المتسابق نصرون ليم ساكون مرشح مدرسة سانتىء ويتيا بتايلاند وجائزة قدرها (8,000) ريال , كما فاز بالمركز الثالث المتسابق عامر بن خان سخاوت خان مرشح مركز مجلس الأمناء الإسلامي بهونج كونج وجائزة قدرها (6,000) ريال , وفاز بالمركز الرابع المتسابق إلياس على حموش أوخطو مرشح المركز الثقافي الإسلامي بهولندا وجائزة قدرها (5,000) ريال , وفاز بالمركز الخامس المتسابق نغابو نزيزا سيكا أبو بكر مرشح جمعية مسلمي راوندا وجائزة قدرها (4,000) ريال ، بعد ذلك أعلن عن نهاية الحفل الختامي للمسابقة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com