وبالعودة إلى كتاب الشيخ عبدالله الغازي المكي “عوائل مكة عبر العصور”، تحدّث المؤلف عن بيت عمر بن عبدالكريم العطار؛ وكان رجلاً عظيمًا في العلم، مشهورًا بالصلاح، تُوفي سنة 1248هـ، وخلفه ابناه محمد وعبدالكريم.
فأما عبدالكريم فمات عن ابنته الشيخة عائشة، وأما محمد فمات عن ابنيه، وكان ابنه عمر قد تُوفي وله أولاد صغار عند أخوالهم بيت البصنوي.
وبيت الكمال: منهم الشيخ صالح بن صديق كمال، وفي الطائف بيت كمال غير هؤلاء، منهم الشيخ بكر كمال، وابنه الشيخ عبدالله، وهم أصهار الشيخ عبدالرحمن سراج.
وذكر المؤلف من مشاهير بيوت المجاورين بمكة: بيت البصري، المنسوب إلى مسند الحجاز العلامة الفاضل المحدث الشيخ عبدالله بصري، وكانت وفاته سنة 1134هـ، وخلفه ولده الشيخ سالم بن عبدالله البصري، وكان إمامًا محدثًا جليلاً مُعظّمًا في الحرمين.
وذكر أيضًا بيت إلياس: زمزميون سُقاة الحجاج، وهو بيت قديم في مكة منذ نحو مائتي سنة، تشهد لذلك بعض حجج بيوتهم المعروفة في حارة الشامية.
ومن البيوت بيت جمال الحريري: منهم الشيخ عبدالرحمن بن عثمان جمال أبي الخير ميرداد، وكان متميزًا في الفتوى، كما تقدمت الإشارة إليه.
وذكر أيضًا بيت الدهّان: وهو بيت مَكّاوِي قديم، كان جدّ هذه العائلة — الذي قدم من الهند — يتعاطى صنعة دهن السقوف وغيرها، فعُرف بالدهّان.
ومن أشهر البيوت المكية بيت جستنية: قال في “النشر”: صنعتهم التجارة، وهم من نسل الشيخ عبدالرحمن بن أبي بكر بن محمد سعيد، الشهير بلقب جستنية، الفَتْنيّ الأصل ثم المكي المَدَرِّس بالمسجد الحرام، ولد بمكة المكرمة واشتغل بالعلوم فأنجب وألف الكتب، ومن جملة تآليفه تاريخه الشهير في ذكر حوادث مكة وأمرائها، وهو المعروف بـ تاريخ جستنية، تُوفي سنة بضع عشرة ومائتين وألف.
وذكر المؤلف أيضًا بيت المشاط، المشهور منهم في العلم والفضل الشيخ عبدالقادر المشاط بن علي المشاط المكي المالكي، المدرس والإمام في المسجد الحرام. وكان والده من التجار المعتبرين، أما الشيخ عبدالقادر فكان ملازمًا للدروس بالمسجد الحرام، ومع ذلك كان يُشار إليه بـ “شيخ التجار” بمكة، ثم انتُخب من جملة رؤساء المجلس بديوان الحكومة، فكان من الأعضاء للنظر في مصالح المسلمين، تُوفي سنة 1302هـ.
ومنهم بيت الكردي: وهو بيتان؛ بيت يُنسب إلى الشيخ صالح الكردي، وكان ذا ثروة ووجاهة وفطنة تامة، مصاحبًا لأمراء مكة وكبارها، تُوفي سنة 1328هـ.
وبيت عرب: والمشهور من هذا البيت الشيخ حسن بن إبراهيم عرب، السندي الأصل، المكي، الملازم بمقام الحنفي، والمدرس في المسجد الحرام، ولد بمكة ونشأ بها، وشرع في طلب العلم وتفقه على العلامة السيد محمد الكتبي، وقرأ على العلامة السيد أحمد دحلان، تُوفي سنة 1316هـ.
وبالجملة، ذكر المؤلف أن أغلب العائلات المكية القديمة من الهنود الفَتْن أو غيرهم؛ كبيت جلال، وبيت خوج، وبيت عبدالحق، وبيت كاكة، وبيت الطيب، وبيت ملائكة، وبيت شمس الدين، وبيت قطب، وبيت حبيب الله، وبيت زين العابدين، وغيرهم من البيوت المكية القديمة.و
