أسامة زيتونيالمقالات

سكان مكة… ومشاريع التطوير

تعتبر مكة المكرمة ـ حماها الله ـ من المدن المتغيرة والمتطورة بشكل سريع كونها محط أنظار كافة المسلمين ومهوى أفئدتهم ، إضافة إلى الحاجة الملحة للتوسع والتطوير نظراً لتزايد أعداد القادمين والزائرين عاماً بعد عام ، وقد شهدت مكة المكرمة العديد من مشاريع التطوير التي ضاعفت من مساحتها عشرات المرات خلال السنوات الماضية .
وقد أجبرت المشاريع التطويرية التي تشهدها مكة المكرمة في الفترة الحالية آلاف الأسر إلى الخروج من منازلهم للصالح العام ، وفي الواقع فقد مرت مكة المكرمة بهذه التجربة في فترات سابقة ولكن كان خروج السكان في تلك الفترات يعد مكسباً لهم حيث كانت التعويضات التي تعطى للسكان مجزيه ، فهي تمكنهم من إيجاد البدائل المتعددة والتي تفوق بكثير مساكنهم القديمة من حيث المستوى والموقع وغير ذلك ، حيث كانت مبالغ التعويضات مرتفعة ومجزيه إضافة إلى انخفاض أسعار الأراضي والعقارات في ذلك الوقت مما أتاح لصاحب التعويص شراء أكثر من عقار وفي أي موقع شاء .

[COLOR=crimson] أما اليوم فقد أصبحت التعويضات زهيدة جداً في الوقت الذي وصلت فيه أسعار العقارات إلى أضعاف مضاعفه حتى أضحت مبالغ التعويضات لا تفي بإحتياجات السكان البتة .[/COLOR]

فمعظم المنازل الواقعة في مناطق التطوير هي من المنازل الشعبية التي لا تتجاوز مساحتها 150 أو 200 متر مربع وتم تقدير المتر بستة آلاف أو ثمانية آلاف ريال فقط ، في حين أن معظم تلك البيوت تضم أكثر من أسرة ربما أربع أو خمس اسر في منزل متعدد الأدوار ، وحينما تم تعويضهم بمبلغ مليون ونصف أو مليونين فإنها لا تكفي لأسرة واحدة فضلاً عن ما إذا كانت أربع أو خمس اسر فلو تم تقسيم المبلغ عليهم فإن حصة الأسرة الواحدة لا تفي بشراء حتى قطعة أرض في منطقة نائية ، وفجأة تجد الأسرة نفسها في دوامة الإيجار بعد أن كانت تسكن في ملك .

وهنا تبدأ المشكلة ، فقد أجبرت المشاريع آلاف الأسر على الخروج من منازلهم التي توارثوها أباً عن جد ، كما فرقت الظروف العديد من الأخوان اللذين كانوا يسكنون في بيت واحد ، وتدريجياً سيزداد عدد المستأجرين على عدد المتملكين في البلد وهو ما ينذر بحدوث مشكله اجتماعيه كبيره .

فأعتقد أنه من الضروري إيجاد مساكن بديلة لأصحاب المنازل المنزوعة ملكيتها لصالح المشاريع ، كما ويجب أن يؤخذ في الاعتبار عند احتساب التعويض عدد الأسر والأفراد اللذين يقطنون المنزل ولا ينظر للمساحة فقط ، فيجب أن تكون هناك لجنة متخصصة لتقصي الأوضاع بدقة وإيجاد البديل الأفضل لهذه الأسر التي أخرجت من بيوتها للمصلحة العامة ، وحتى لا نصل الى نتائج لم تكن في الحسبان.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لا فض فوك اسامة وهذا عين العقل والصواب حفظك الله

    نحن اهالي المنطقة المركزية روحنا معلقة بالحرم بحكم جوارنا له من سنون عدة ونذهب اليه مشيء لصلاة الجمعة والتراويح وبعض الفروض بخلاف غيرنا من اهالي مكة ومن خارج مكة الذين يتكبدون العناء والتعب خاصة مع مواقف السيارات

    فالشاهد اننا جيران الحب مجرد خروجنا من الحي هذا بحد ذاته صدمة كبيرة لا تقدر بثمن بل ربما ننحرم من الصلاة ومن الاجر بسبب ترك منازلنا ولا ندري هل نجد مقابل التعويض منزل داخل الحرم ام سوف نخرج خارج الحرم والله المستعان

  2. نتمنى من لجنة التثمين بالهيئة العليا لتطوير مكة مراعاة ذلك وإنصاف جيران الحرم واستشعار معاناتهم النفسية بمجرد خروجهم من المنطقة المركزية

    شكرا لكاتب المقال الذي كفى ووفى ونامل ان يصل صوته وصوت المكيين للمسؤولين

  3. بيض الله وجهك أخوي أسامه وأكثر الله من أمثالك

    هذه المعاناة لم يتطرق لها أي كاتب أو صحفي بحكم عدم حاجتهم أو لعدم تعرضهم لمثل هذه الأزمات الكبيرة أو لكونها تطال فئة محددة

    أرجو أن لا يكون هذا آخر عهدك بمثل هذه المقالات علها تصل لأحد المسئولين عن هذا الأمر

    تقبل مروري

    أبوتركي

  4. لا فض فوك اسامة وهذا عين العقل والصواب حفظك الله

    نحن اهالي المنطقة المركزية روحنا معلقة بالحرم بحكم جوارنا له من سنون عدة ونذهب اليه مشيء لصلاة الجمعة والتراويح وبعض الفروض بخلاف غيرنا من اهالي مكة ومن خارج مكة الذين يتكبدون العناء والتعب خاصة مع مواقف السيارات

    فالشاهد اننا جيران الحب مجرد خروجنا من الحي هذا بحد ذاته صدمة كبيرة لا تقدر بثمن بل ربما ننحرم من الصلاة ومن الاجر بسبب ترك منازلنا ولا ندري هل نجد مقابل التعويض منزل داخل الحرم ام سوف نخرج خارج الحرم والله المستعان

  5. نتمنى من لجنة التثمين بالهيئة العليا لتطوير مكة مراعاة ذلك وإنصاف جيران الحرم واستشعار معاناتهم النفسية بمجرد خروجهم من المنطقة المركزية

    شكرا لكاتب المقال الذي كفى ووفى ونامل ان يصل صوته وصوت المكيين للمسؤولين

  6. بيض الله وجهك أخوي أسامه وأكثر الله من أمثالك

    هذه المعاناة لم يتطرق لها أي كاتب أو صحفي بحكم عدم حاجتهم أو لعدم تعرضهم لمثل هذه الأزمات الكبيرة أو لكونها تطال فئة محددة

    أرجو أن لا يكون هذا آخر عهدك بمثل هذه المقالات علها تصل لأحد المسئولين عن هذا الأمر

    تقبل مروري

    أبوتركي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com