وهل يمكن تصديقهم في كل مايقولون ؟
فقلت له لابد أن تدرك بأن المغرورين والمتعالين هم أناس يتمتعون بالذكاء و الكفاءة وذو ثقة بأنفسهم ووجهات نظرهم ، وكثيرا ما يدعون أنهم يسيرون بانجازاتهم في العمل بالطرق الناجحة .
ويتميزون بحب السيطرة على الآخرين دون تحمل الكثير من عناء التصحيح ، و يعتبرون أن الأفكار الجديدة و الاقتراحات البديلة هي تحد لسلطتهم بصرف النظر عن قيمة و استحقاق تلك الأفكار و المقترحات ، و عندما يتحدى أحد قراراتهم و آرائهم يتصدون له بالتحدي و يجابهونه ،و حين يوجه لهم أحد سؤالا الاستفهام عن نقطة معينة ، يجيبون السائل بتوجيه سؤال إليه عن الدوافع وراء سؤاله.
غير أن إجابتي لم تكن مقبولة لدى السائل الذي اعتبرها ناقصة كثيرا ، خاصة وأنه قد واجه كثيرا من المغرورين والمتعالين في حياته العملية .
فقلت له : أتعتقد بأنك الوحيد الذي واجههم ؟
ياسيدي هناك من تراهم كالحمل الوديع أياما ، وبعدها بفترة قصيرة يتحولون الى ذئاب ، وهم كما يقال ” أسد علي وفي الحروب نعامة ” .
فرد قائلا : انك تذكرني بمن يخوضون الانتخابات في مؤسسات المجتمع المدني ، وهؤلاء فعلا نراهم ابان الانتخابات يسيرون هنا وهناك يستلطفون هذا وذاك ، ويعرفون هذا وذاك .
وما أن تضع الانتخابات أوزارها ، وتعلن النتائج فان أول عمل يقومون به هو البحث عمن وقفوا معهم داعمون وناخبون ، ومعرفة من وقف ضدهم سواء كان مرشحا أو داعما أو ناخبا لغيرهم ، فانهم يبدأون في رسم خطط وبرامج تتضمن الإطاحة به تارة بالقول أنه غير مؤهل للمشاركة ، وتارة أخرى بتجاهله كليا في المناسبات التي تنظم .
ومع اقتراب فترتهم فانك تراهم يتسابقون نحوك قائلين : أنت عزيز على القلب وقريب من العين !
سألته وماهي مدة بقائهم في العضوية ؟
رد قائلا : عادة تكون عضويات المجلس المنتخب أربع سنوات ، غير أن الأندية الرياضية تشهد أحيانا توترات فيحل المجلس قبل انقضاء الفترة بعامين أو أكثر .
عندها قلت له : أتمنى أن تكون فترة بقاء المجالس المنتخبة بكافة مؤسسات المجتمع المدني عاما وأحدا حتى نرى المرشحين وهم يقدمون كلماتهم المعسولة كل عام .
فرد قائلا : وهل تريدهم أن يخسروا كل عام في إقامة حفلاتهم وبرامجهم الدعائية ، إنهم يقدمون الكثير من الكلمات المعسولة مقرونة بوعود وهدايا ، يعوضون قيمتها بعد فوزهم ، وإقامة انتخابات كل عام تعني خسارتهم المؤكدة .
عندها أدركت بان جل من يخوضون الانتخابات بمؤسساتنا يكون هدفهم المكوث على مقعد مجلس الادارة والتشبث به مدى الحياة ، ليتحول مع مرور السنين إلى ملك خاص .[/JUSTIFY]
