المحلية

نافذة على “سلسلة الروّاد للناشئة”

[COLOR=#FF0000]نافذة على “سلسلة الروّاد للناشئة”[/COLOR] أ. حسن شعيب
[JUSTIFY] عبْر سَرْدٍ قصَصي بسيط ، وبلغةٍ سهلة واضحة يحضرُ فيها العلَمُ الرائدُ سارداً مرةً ومَحْكياً عنه مرةً أخرى في أشكالٍ قصصيّة ممتعة ومشوّقة ، ترتكزُ حيناً على معاناتِهم ، ومرّةً على مُنْجزاتِهم ، وأخرى على التاريخ الذي صنَعَ منهم قُدْوات تحملُ راياتِ الرّيادة لأجيالٍ ما زالتْ تتأسّاهُم .. تُبْحرُ هذه السلسلةُ في أعلام الثقافةِ والأدبِ والفنونِ بالمملكة ، تستنطقُهم بعد رحيلهم ، وتستبقِيهم في عُقُولِ ونفُوسِ الأجيالِ الناشِئةِ ؛ فخْراً وأسوةً لماضٍ عريق صُنع على أرْضِ الوَطن .

في كتيّباتٍ صغيرةٍ بلغتْ حتى الآن عشرينَ جزْءاً شملتْ عشرينَ شخصيةً من مشاهيرِ شعراء وأدباءِ ومؤرخي وفنّاني المملكة العربية السعودية ، بعْضم انتقلوا إلى رحمةِ اللهِ ، وآخرون مازالوا يستنشقُون عبَق هذا الوطن الفخورِ بأبنائِه .

[CENTER][IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/0543da50d6b333.jpg[/IMG][/CENTER]

يقولُ ناشرُها – وزارة الثقافة والإعلام – بالمقدّمة التي تُخاطِبُ النّاشِئة :”تهدفُ هذه السلسلة من قصص روّاد الفكر والثقافة والفنون في المملكة ، والمكتوبة بلغة سرديّة مبسّطة ؛ إلى التعريف بمنجزات هؤلاء الروّاد ، وبعِرَاكِهم مع الحياة ، وتجاوزهم الفشل لتحقيق النجاح ، آملُ أن يصبحُوا نموذجاً لكم ، وقناديلَ تضيءُ دُرُوبَكم ، ولْتبنوا أنتمْ أيضاً مُنْجزَكم الخاص للوَطن أسْوةً بهم ، ولْتَصنَعُوا بِدَوْرِكم مَجْدَكم الشخصي المُتميز بإذن الله”.

بدأتْ هذه السلسلة بالصّدُور منذ العام 1430هـ في خمسةِ أجْزاء كانتْ توزّع مجاناً على زوّار معرض الكتاب الدولي بالرياض في جناح وزارة الثقافة والإعلام ، ثم واصَلتْ الأجزاءُ الصدورَ في الأعوام اللاحقة كالتالي :
– في عام 1430هـ صدرت 5 أجزاء هي : “حمد الجاسر” فارس الكلمات والأمكنة ، “أحمد السباعي” من الكتاتيب إلى الصحافة ، “عبد الكريم الجهيمان” الحكايات تتبع خطواته ، “عزيز ضياء” الجندي الذي أحب الأدب ، “حسين سرحان” طائر غريب بلا ريش .

– وفي عام 1431هـ صدرت 5 أجزاء جديدة هي : “طارق عبد الحكيم” بين المدفعية والوتر ، “خليل الرواف” نجدي في أمريكا ، “عبد الحليم رضوي” أحاسيس اللون والريشة ، “عبد العزيز الهزّاع” أصوات صائد الضحكات ، “علي الخريجي” التنوير بالكاريكاتير .

– وفي عام 1432هـ صدرت 5 أجزاء جديدة أخرى هي : “محمد حسين زيدان” الفيلسوف الحكيم ، “محمد سرور الصبان” رجل الاقتصاد والأدب ، “عبد الله بن خميس” فتى اليمامة ، “محمد أحمد العقيلي” شاعر برائحة الفلّ والكادي ، “محمد بن ناصر العبودي” رحّالة القرن العشرين .

– ثم توقّفت السلسلة عن إصدار أجزاء جديدة عام 1433هـ ، وعاودتْ في العام التالي 1434هـ بإصدار 5 أجزاء جديدة متممّةً العشرين جزءاً طُعّمَتْ هذا العام باسمين نسائيين لأول مرّة هما : “ثريا قابل” خنساء الجزيرة العربية ، “صفية بن زقر” حكاية الموناليزا الحجازية ، إضافةً إلى : “حمزة شحاته” الرجولة والقوة والجمال ، “محمد حسن عواد” روح تنشد التجديد ، “أحمد قنديل” حامل القناديل المضيئة .

ويُلحظ على اختيارات روّاد السلسلة تنوّعَهم المَكاني ؛ ليَشملوا مُعظم مناطق المملكة ، وكذلك تنوّعهم المعرفي والثقافي في مجالات : الشعر ، والقصة ، والرواية ، والتاريخ ، والتمثيل ، والغناء ، والفن التشكيلي ، والرحلات ، والاقتصاد ، والفلسفة ، وغيرها .

وللحقيقة قراءة تلك الكبْسُولات الثقافية عن أعلام لهم تاريخهم الطويل ونتاجهم الوفير ؛ لا تخلُو من مُتْعةٍ للناشئ وغيره ، بل تُعدُّ في بعض سرْدها توْثيقاً تاريخياً لحياة الروّاد من النشأة حتى الوفاة ؛ مُشتمِلةً على كثيرٍ من المعلوماتِ القيّمةِ التي تُشْكر عليها وزارةُ الثقافة والإعلام على أمَلِ مُتابعةِ إصدارِ المَزيدِ من حَيَواتِ الروّاد الذين – لاشك – تزخرُ بالمئات منهُم أرضُ المملكةِ الوَلّادة للمُبْدِعين في كل مَجال .
ومع كل ذلك فإن هذه السلسلة رغم توجّهها المُباشر إلى الناشئة إلا أنّها غائبةٌ تماماً عن مكتباتِ المَدارس ، بل عن المَكتباتِ العامة ، بل عن المكتباتِ التجاريّة ! فما فائِدَةُ طِبَاعَةِ هذا العمَل الرّائِع بَعيداً عن أصحاب الشأنِ المَعْنيّينَ بثِمَارِه فيهم ؛ طلابِ المَدارس بكافةِ مراحِلها : الابتدائية والمتوسطة والثانوية ؟! كيف يقتَدُونَ بأعْلامٍ لا يرَوْنَهم ، ولا يَسْمعُون عنهم ، ولا يلمَسُونَ نتاجَهم في المكانِ الذي ينبغي أنْ يُقدّم لهم تلك الوجْبةَ الدّسِمَة من باب أولى وأقرَب وأجْدَى ؟!

* مِن آخِرِ السّطْر :

رغمَ جَمَالِ الإنْجاز في هذه السلسلة إلا أنّ ناشئةَ اليوْمِ تحتاجُ إلى وَسائلَ أكثرَ من الكتابِ لتتعرّف على أعلامِها وروّادِها ؛ بحيثُ تتحوّل السلسلةُ المَطْبوعةُ إلى برَامج تفاعلية عبر تطبيقات الأجهزة الذكية ، وأن تجتمع القراءة مع المُشاهدَة من خلال حلقاتٍ على “اليوتيوب” – مثلاً – عن حياةِ الروّاد وإنجازاتِهم ؛ لاشك أنها ستوسّعُ دائرةَ النّفْع بمثل تلك الأعمالِ وروّادِها الأعْلام .[/JUSTIFY] [email]Shuaib2002@gmail.com[/email]

——————————-

مقالات سابقة
[url]https://www.makkahnews.sa/articles.php?action=listarticles&id=46[/url]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com