جدارية شاعرخواطر قاري

خواطر عائدٍ من معرض الشارقة للكتاب

[JUSTIFY]خواطر عائدٍ من معرض الشارقة للكتاب
حسن شعيب

بين ( 1256 ) دار نشر ، و (190 ) فعالية ثقافية ، و ( 45 ) جلسة في مقهى الثقافة والشعر ، و ( 260 ) فعالية للطفل ، و ( 30 ) فعالية في الطهي الصحي ، وزمن قصير لا يتجاوز 48 ساعة للتجوال والاطلاع على جديد الكتب والثقافة مع شراء واقتناص الصُّيُود الكُتْبيَّة قدْر الإمكان .. بين كل ذلك الزخم كان للثقافة طعمٌ آخر .

في معرض صُنّف كواحد من أفضل أربع معارض للكتاب على مستوى العالم عام 2013م ، بل إنه وُضعَ على قمة التصنيف الدولي لأكثر معارض الكتب أهمية على مستوى العالم كما أشارت إلى ذلك مجلة “ذا بوكسيلر” البريطانية المتخصصة في معارض الكتب .. إنه معرض الشارقة الدولي للكتاب والذي صادف هذا العام احتفالية إمارة الشارقة باختيارها عاصمةً للثقافة الإسلامية 2014م .

كان تنظيم معرض كتاب الشارقة رائعاً جداً ، كل دار نشر أخذتْ مساحتها الواسعة لعرض إصداراتها بأريحيّة تامة ، كان الجمهور كثيفاً جداً من كافة الأجناس والأديان ، كان حجاً ثقافياً الكل مشغول بتقليب صفحات الكتب وسؤال الناشرين .
لا يخلو التجوال بين ممرات الدور الواسعة من مُتعة لقاءٍ مع صحيفة أو إذاعة أو تلفاز ، أو رؤية إعلاميٍ أو مثقف أو أديب ، أو مشاهدةِ صديق قريب أو بعيد ، حتى بات أصدقاء الفيس بوك وتويتر والانستجرام على مَقرَبةٍ في تلك الجولات ؛ ليثمر التعارفُ الثقافي المنشودَ من مثل تلك الملتقيات .
لم أرَ الناشرين متذمّرين من ضِيق المَساحات المُعطاة لهم كما كنتً أراهم في معرض الكتاب بالرياض ، لم تُمنع معظم عناوين إصداراتهم كما في الرياض أيضاً ؛ لقد كانتْ الثقافة حرّة أبيّة بالشارقة لا تقيّدها سوى اختيارات القرّاء وفكرُهم .

أعجبني اكتمال منظومة الثقافة بالمعرض بتوفّر الخدَمات اللازمة واللائقة بروّاد الكتاب في مثل تلك الأمكنة من توفّيرٍ لعربات حديدية لحمل الكتب بالإيجار بمداخل القاعات ، ناهيكَ عن أركان القهوة والشاي بأنواعها وخفيف الحلوي والمعجنات داخل قاعات الكتب ، مع توفّر المطاعم الخفيفة خارج القاعات في بهو المعرض ، هذا وقد توزّعتْ دورات المياه في القاعات الخمس الرئيسة للمعرض في نظافة واهتمام .

كنتُ أستاءُ كثيراً حينما يخبرني ناشرٌ بأن هذا الكتاب منع في معرض الرياض لا لسبب سوى اسم المؤلف أو فكره الذي لا يناسب الرقيب وتحتمله فُسحة الثقافة الحرّة ! ساءني أيضاً ذلك الكمّ الكبير من إصدارات الأدباء والمثقفين السعوديين التي لا تجد لها متنفّساً في موطنها – طباعةً ونشراً – إلا في خارج البلاد ، ويتلقفها المثقفون العرب والخليجيون بلهفة وتقدير وإعجاب ، وأهل البلد يُحرمون منها وهم الأولى بقراءتها !

* آخر خَطْرَة :

كان شعار المعرض “في حب الكلمة المقروءة” وحقاً كانتْ أجواء الحب عامرةً على مدار الزمان الذي كان يمضي خفيفاً في رحاب كتابٍ ومعرفةٍ عمّت أجواء المكان .

[email]Shuaib2002@gmail.com[/email] [/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com