إيوان مكةخواطر قاري

أرزاق الأقلام !

أرزاق الأقلام !
أ. حسن محمد شعيب

[CENTER][IMG]https://pbs.twimg.com/media/B6OH2l2CcAAYusn.jpg[/IMG] [/CENTER] [JUSTIFY] لكل شيء في هذه الدنيا ثمن ومقادير تُقدّمُ بين يديْهِ وإن لم يُرتّب لذلك ؛ وسبحان من علّم بالقلم وأثمر بالمِدادِ رزقاً حلالاً زلالاً من غير قَصْد ولا تطلّعٍ ، يهَبُ مَنْ يشاء مِمّنْ يشاء بحوْله وقوّته سبحانه وتعالى .

كنتُ وما زلتُ ضدّ التكسّبَ بالكتابة – كمبدأ شخصي وقناعة ذاتية – لمن لا يحترِفُها ويجري فيها على طبْعِهِ من غيْرِ تكلّفٍ ولا غاياتِ شهرةٍ وظهورٍ يقصمُ الظهور !
طالما القلمُ يَبْري النفسَ ببوْحِهِ الورقَ في سلام وألفةٍ ؛ فقد طابتْ الغايات وعمّ السلام جوانح الوجدان بالرضا والأمان ، وإن لفّتْ الثمرة ورقةٌ تسدّ رمَق الدنيا بلا سعيٍ ولا طلب فذاك الرزق المُساق بلا كُلْفة ولا ارتياب .

ولي مع تلك الأرزاق حكايا ظريفة ومفارقات عجيبة على بساطتها ؛ فأول ما خط القلم قبل أكثر من 15 عاماً مصادفةً حينما قرأتُ إعلاناً عن مسابقة في كتابة المقال بعنوان “اكتب واربح” وكانت الجوائز نقدية من أحد أصحاب الملايين من بيع البيض والدواجن ؛ وقد شدّني موضوع الكتابة عن العولمة والثقافة ؛ فكتبتُ لأول مرّة مقالة ؛ ومرّ أسبوع وإذا بي أفوز بالجائزة الأولى مبلغ 5000 ريال صدقاً وصراحة لا فيها بيضٌ ولا دجاجة !

ثم بعدها انفتحتْ الشهيّة ؛ طالما لكلماتي تلك القيمة العالية الثمينة في ذلك الوقت ، فبدأتُ في الكتابة بين الحين والآخر أراسلُ الصحفَ بمقالات وجدانية وأخرى تربوية واجتماعية وثقافية وأدبية ؛ يُسعدني فيها مجرّد النشر دون انتظار أي مكافأةٍ أو قيمة ، وكلما تحرّك القلم وفاض الورق انتقيتُ وأرسلتُ حتى دُعيتُ في أحد الأيام إلى الكتابة – بعد مُضي نحو 10 سنوات – بإحدى المجلات دون أي شروط ؛ فكانت المفاجأة تقديم مبلغ 1000 ريال على كل مقال يُنشر بالمجلة ، وللحقيقة لم أطلبها ولم أشرُطها ، وكانت كتابتي معهم متصلةً أحياناً ومنفصلة أحياناً أخرى ، بلغت في 4 سنوات نحو 9 مقالات حتى انقطعتُ عنهم وانقطعوا !

وتمرّ السنون حتى قبيل العام المنصرم ويُعجبُ أحدُهم من أهل اللغة والأدب بنص أدبي كتبتُهُ كمسابقة في إحدى الدورات الأدبية – وحقّق الترتيب الأول كأفضل ما عُرض في تلك الدورة – وعرَضَ عليّ نشره بإحدى المجلات الأدبية تقديراً ؛ فكان له ما أراد وفوجئتُ بأن هناك مكافأة رمزية للنص مبلغ 400 ريال ! فأيقنتُ أنّ الإبداع لا يقدّر بثمن !
وقبل أيّام فوجئتُ بحوالة نقدية بمبلغ 3800 ريال تقريباً ؛ مكافأةً لاستطلاعٍ صحفي كتبتُه عن توسعة المسجد الحرام عبر العصور بإحدى المجلات الثقافية خارج البلاد ؛ فعلمتُ أنّ الثقافة ما زالتْ بخير وسخاءٍ على الكلمة المكتوبة بحب خاصةً إذا كانت تجاه أشرف وأقدس البقاع !

* آخر خَطْرة :

تظل الكتابة في أصدق صورها إيقافٌ لساعة الزمن وتسجيل في الذاكرة للحظات الكاتب الأكثر إثارة في حياته وبَوْحٌ لا يُطيقُه سوى الورق ![/JUSTIFY] [email]Shuaib2002@gmail.com[/email]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى