
تمر الايام والسنين كما يمر السحاب الذي يروي الأرض حيناً ، ويدمرها حيناً آخر ، والناس بين ناجٍ ، ومكلوم .
ومن رحمة الله بعباده ، انه يكتب أجرهم بقدر إبتلائه لهم ، حتى الشوكة التي يُشاكها المسلم يكتب الله له بها حسنه ، فكان المرض طهور وأجر ، يمحو الله به السيئات ، ويضاعف الحسنات ، ويرفع به الدرجات ، وقد نال الأنبياء والصالحين الكثير من البلاء والمرض ، فنالوا ثناء الله لهم ( إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أوّاب) .
هذه مقدمة تذكرني بما أصاب اخي وابن عمي المرحوم بإذن الله محمد سعيد الحوت الذي داهمه المرض دون مقدمات ، فعانى وصبر ، ورضي بقضاء الله وإرادته ، حتى وافته المنية صباح يوم الخميس الماضي ، فكان يوم فراقه يوما عصيباً ، اعتصر فيها الألم قلوبنا ، وأدمى أفئدتنا ، ليس جزعا من قضاء الله ، ولا هروبا من قدره ، ولكنه شعور الانسان حين يغيّب الموت عزيزا عليه ، ثم نستحضر معاني قولنا ( إنا لله وإنا اليه راجعون ) فتهدأ نفوسنا ، حين توقن أن إلى الله الرجعى ، وأنه مهما طال أمد الانسان في الحياة ، فإنه لا محالة يأتي ذلك اليوم الذي يسير الناس خلفه ، وهو محمول على أكتافهم ، فكل من عليها فانٍ .
وقال شاعر الحكمة :
[CENTER]كل ابن أنثى وَإِنْ طالت سلامتهُ *** يوماً على آلةٍ حدباء محمولُ[/CENTER]
إن استشعار هذه المعاني ، مع الإيمان بواسع رحمة الله على عباده ، يكون فيها السلوان .
نسأل الله برحمته التي وسعت كل شيء ، أن يرحم أخانا محمد سعيد الحوت ، وأن يجعله من ورثة جنة النعيم ويربط على قلب والدته المؤمنة الصابرة ، ويجبر كسر أهله ومحبيه إنه تعالى ارحم الراحمين.
[IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/054b2f26eea57b.jpg[/IMG]