جدارية شاعرخواطر قاري

عشرون عاماً في رحاب التعليم

للكاتب : حسن محمد شعيب

[JUSTIFY] تَسلّمَ وثيقةَ تخرّجه التي تشهد بتخصّصه التربوي في تدريس اللغة العربية وعلومها بامتياز وترتيب الثالث على الدفعة ، ودخل في حَيْرةٍ وصراعٍ بين مواصلةِ الدارسات العليا مع زملائه الأوائل عادل باناعمة ، وحسين سفر المالكي – وقد واصلوا وحصلوا على الدكتوراة ما شاء الله – وبين النزولِ لميدانِ التعليم وخوض معاركه ؛ وكان مخاضاً صعباً رُسمتْ فيه أولى خُطُواتِه العملية بالحياة .

على أبوابِ الإدارةِ العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة في مدينة جدة كان يقفُ مع زملائِه لتقديم أوراق العمل معلماً في مدارس التعليم العام مُواجِهاً كل صنوف البيروقراطية حاملاً ملفّه الأخضر المُكتنِز بأوراق الشهادات والكشف الطبي والتعهّدات والتنازلات أيضاً عن المطالبة بحُقُوقِه في الدّرَجة المُستحّقة والتزام الصّمت حتى يأذن القدرُ بالمَكْرَمة ! انتظارٌ على أحَرّ من الجَمر في تقرير المَصير ؛ حيث سيغادرُ لاشكّ مدينتَه لأخرى يزاولُ عملهُ فيها بعيداً عن مرابعه الأولى في حياةٍ عمليّة جديدة لابدّ من التعايش معها وكل مُستجدّاتها .. ولم يَطُل به الزمنُ كثيراً ، وفي أقل من شهر كان مسقط عمله الأول في عروس البحر جدة التي أمضى فيها سنته الأولى بعيداً عن رخاها قريباً من الشدّة ! كان يغادرُ كل صباحٍ مكّتَهُ ويعودُ لها شوقاً قبيل المساءِ ؛ فقد أحبّها وأحبّته ؛ لم يُطق فراقها ولا هي فارقته ؛ حتى جمع اللهُ شملَهما صباحاً ومساءً من جديد بعد قرابة السنة حينما صدَرَ قرار نقله إلى مكةَ معلماً في أكبر ثانوية بها في وقتها مبنىً وعدداً ؛ فكانتْ التجربة الأكثر جُهْداً وصبراً في إثبات الذات .

مضتْ السنواتُ سريعةًً وتخرّج من طلابهِ دُفعات متتالية حتى شاهدَهم في أعمَالِهم وقد أثمرتْ فيهم تلك السنون من التربية والتعليم ، وأُعيدَتْ بينه وبينهم صداقةُ الوفاء والفَضْل ؛ ورأى في معظمهم ذلك الأثر المُنْعقِد فَخْراً على ألسنتِهم وبيْنَ أبنائِهم الصغار : أنْ انْظُرُوا ذاكَ أستاذي بكل اعتزاز … حمَل ورقة التقويم ( 7 جماد الأول 1436هـ ) ليُفاجئه التاريخ بمرور السنين في عقديْن كاملين شهِدَا انطلاقة عَمَلٍ دؤوب في رحاب التربية والتعليم بآماله وآلامه التي مرّتْ كالسحاب بل كوَمْضَةٍ اختزلَتْ الكثيرَ من المُعَاناة ، واستوقفته للحظات في النظر لذاك الرصيد من الخبرات ، وإعادة ترتيب أوراقه لمُستقبل ربما تتغيّر فيه خارطةُ الطريق نحو آفاق جديدة للحَصَاد ![/JUSTIFY]

آخر خَطْرَة :

لا تتوقف الحياة عند نهايةٍ ما حتى تبدأ من جديد مع المزيد من التفاصيل !
[email]Shuaib2002@gmail.com[/email]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com