المقالات

مهنة الطوافة المعاصرة

نعم..هي الحياة وفي جمالها التغيير الذي هو من سنن الكون الفسيح ، فكم تلاطمته العديد من عوامل التعرية وترسباتها ولكنه باق بعون الله ، تعمره مخلوقات الله سبحانه من البشر وغيرهم..

وكم أسعدني وأنا أتجول بين مجموعات الخدمة الميدانية الساهرة على خدمة ضيوف الرحمن ، أسعدني رؤية تلك الدماء الشابة من الجيل الحديث للمطوفين وأبنائهم المؤهلين بعزيمة الإيمان وكريم الأخلاق بعد أن اجتازوا العديد من الدورات وورش العمل التي عززت خبراتهم المكتسبة عن آبائهم ، إذ شهدت المعاهد التدريبية المؤهلة بمكة المكرمة وجدة إقبالاً شديداً ، تحت إشراف مباشر من الجهة المعنية في وزارة الحج بمتابعة حثيثة من سعادة وكيل الوزارة للتطوير والتخطيط المهندس الدكتور محمد طلال سمسم ، في سبيل الإرتقاء بالمهنة والمطوف ، في ظل المتغيرات العصرية والتقنية الحاسوبية التي تسعى الوزارة ومؤسسات أرباب الطوائف في تطبيقها ، لينعم ضيوف الرحمن بأداء نسكهم بيسر وسهولة ، ومن تلك الجهود المستحدثة لهذا العام نظام المسار الإلكتروني الذي يعد تجربة رائدة في ضبط وجودة ما يقدم لضيوف الرحمن من خدمات السكن والإعاشة والنقل وغيرها ، وإن كان عليه بعض الملاحظات الطفيفة من الفئة المستهدفة وما يشهده العالم العربي من إضطرابات ، حمانا الله منها وجميع بلاد المسلمين ، ولكن يبقى للمشروع هدفه المنشود نحو موسم حج ناجح بإمتياز بعون الله ، وقد ساهم المسئولون عن المسار في شرح آلياته وطرق تنفيذه محلياً ودولياً عبر ورش العمل المكثفة التي أقيمت لشرح آليات تنفيذه كمشروع حديث النشأة ، وقد إجتهدت العديد من الدول في تنفيذه ، إيماناً منها وثقة في تقديم المصلحة العامة لما ييسر على الحجيج نسكهم بأمن وسلام ،
وكم أسعدني رؤية هؤلاء الشباب وهم يقودون سفينة توارثوها عن آبائهم وأجدادهم ، جاهدين في الحفاظ عليها رغم تلاطمها بتلك الأمواج المتتابعة من هنا وهناك ، ولكنها وبفضل الله ثم بالدعم اللآ محدود من حكومتنا السعودية حفظها الله باقية تتوارثها الأجيال لراحة الحجيج ضيوف بيت الله الحرام.. ولا يفوتني الحديث عن روح الشباب في الجيل المعاصر من المطوفين وما أستحدث من تقنيات وحاسوب وجداول تفويج للطواف ورمي الجمرات للتخفيف من تزاحم الحجيج وتكدسهم ، بما يؤمن بعون الله سلامتهم ، وكذلك بالنسبة للحافلات الناقلة لهم للمشاعر المقدسة وغيرها وما شهده النقل بقطار المشاعر ، وفي المستقبل القريب بعونه تعالى سيتم تدشين قطار الحرمين بين مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة الذي سيسهل على الحجيج أداء نسكهم بيسر وسهولة منذ وصولهم وحتى مغادرتهم بسلامة الله..

وبالحديث عن مقار مكاتب هؤلاء الشباب من الجيل المعاصر ، ستجدها بلمسات ممزوجة بتراث الآباء بتلك (البرزات)الجلسات المزينة بالكرويتات ودوارق الزمزم والورود ، يعلوها صوت المجسات والأناشيد الحجازية إحتفاء بقدوم الحجيج ، وما يلمسه الجميع من النجاحات للأعوام الماضية ولهذا الموسم المبارك بعون الله ، ما هو إلا بتوفيق الله ثم بتكاتف ملحوظ لكل الجهات المسؤولة في الدولة (العسكرية منها والمدنية) ، فالجميع منصهرون ساهرون لراحة ضيوف الرحمن لينعموا بكل التسهيلات التي تسعى القيادة الحكيمة حفظها الله جاهدة لتحقيقها ، وبسخاء يشهده القاصي والداني ،

شكرا لكل تلك الأنامل الشابة الحريصة على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن ، ليبقى الوطن رمزاً خفاقا لكرم الضيافة والعطاء ، ولكبار مطوفينا كل إحترام وتقدير فهم الخبرات وسيبقون بعون الله مدرسة نستقي من نبعهم الدروس والعبرات ، وقد أستعانت ببعضهم مؤسسات أرباب الطوائف كمستشارين ، لهم دورهم الفاعل في الإرتقاء بالمهنة بما يواكب المتغيرات العصرية ، لا سيما وقد تحملوا أعباء المهنة في ماضٍ يبقى بعون الله تعالى خالداً في ذاكرة التأريخ ، والحديث يطول أختتمه ب(لبيك اللهم لبيك) ثم بالصلاة على النبي محمد وآله وصحبه وسلم..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com